عندما تقام الصلاة في الظهر - مثلاً - والعصر يجهر الإمام بصوت مرتفع قبل بدء الصلاة بالدعاء، وكذلك المصلون يدعون خلفه، وعند بدء الصلاة في بعض الأحيان يجهر الإمام أثناء سجوده وفي التشهدين، فما حكم ذلك؟ جزاكم الله خيراً.
أما جهره في الدعاء قبل الصلاة ما نعلم له أصلاً، وإنما يشرع الدعاء بالاستفتاح بعد الإحرام إذا كبر للإحرام يأتي بالاستفتاح سراً بينه وبين ربه يقول: (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك) هذا نوع من الاستفتاح، الإمام والمنفرد والمأموم بعد التكبيرة الأولى وقبل القراءة، أو يأتي باستفتاح آخر صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو قوله: (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد) هذا أيضاً صحيح، وهناك أنواع من الاستفتاحات صحيحة إذا أتى بواحدٍ منها حصلت به السنة، أما الدعوات قبل ذلك قبل أن يكبر يرفع بها صوته هو والمأموم ما نعلم لهذا أصلاً بل هو بدعة، وهكذا ما يفعله بعد ذلك. أعد السؤال الأخير.. يقول: إنه في بعض الأحيان يجهر الإمام أثناء سجوده وفي التشهدين؟ وهكذا كونه يجهر في الدعاء أثناء سجوده غير مشروع هذا، بل يدعو بينه وبين ربه ولا يجهر، وهكذا المأموم الدعاء في السجود مستحب، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء)، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم) لكن يكون بينه وبين ربه لا يجهر جهراً يؤذي من حوله يشوش على من حوله، المأموم والإمام لا يجهر، وهكذا المنفرد، الدعاء سر في السجود، أما الجهر اليسير الذي قد يسمعه من حوله لا يضر، لكن الأفضل له أن لا يسمع من حوله ولا يشوش من حوله إذا كان مأموماً يكون الدعاء بينه وبين ربه، لا يجهر في شيئاً جهراً يشوش على من حوله، هذا هو المشروع. أيضاً يقول: إنه يجهر حتى في التشهدين؟ ج12/ كذلك لا يشرع له ذلك، يقرأ التشهدين سراً لا جهراً، هكذا السنة.