رجل يصلي فتحرك ثلاث حركات متتالية، فهل تبطل صلاته، كحك الرأس أو الأنف أو ما شابه ذلك؟
ليس على هذا دليل، ولا تبطل الصلاة بذلك، لكن ينبغي للمؤمن أن يجتهد في السكون في الصلاة والخشوع وعدم العبث وعدم الحركة إلا من حاجة على مراعاة القلة، وعدم الإكثار، وقد ذكر العلماء -رحمهم الله- أن الحركة الكثيرة في الصلاة متوالية تبطلها من غير تحديد، أما التحديد بثلاث فهو قول ضعيف لا دليل عليه، ولا تبطل به الصلاة، فلو حرك يده ثلاثاً أو حك رأسه ثلاثاً وما أشبه ذلك لم تبطل صلاته بذلك، وهكذا إذا كانت الحركة مفرقة فقد ثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه صلى على المنبر، ثم نزل فسجد في أصل المنبر، ثم صعد فرقى على المنبر وركع عليه، فلما سلم قال: (إنما فعلت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي)، وثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه صلى وهو حامل أمامة بنت زينب، بنت بنته، أمامة بنت زينب -رضي الله عنها- إذا سجد وضعها وإذا قام حملها -عليه الصلاة والسلام- هذه الحركة لا تضر الصلاة، لأنها مفرقة وهكذا ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الكسوف أنه لما عرضت عليه الجنة تقدم، وتقدمت الصفوف، وأراد أن يتناول منها عنقوداً فلم يتيسر ذلك، ولم يمكن من ذلك، ولما عرضت عليه النار -عليه الصلاة والسلام- تأخر وتأخرت الصفوف، فدل ذلك على أن هذا الحركة وأشبهها لا تبطل الصلاة.