هل يجوز تأخير الصلاة عند الشعور بالتعب الشديد حتى أرتاح؛ لأتمكن من إتقان الصلاة، وهل يجوز إعادة الصلاة عند السرحان الكثير فيها، وعدم التركيز؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فالمشروع للمؤمن أن يأتي الصلاة بقلب حاضر خاشع وأن يقبل عليها حتى يؤديها في غاية العناية والإقبال عليها والإخلاص لله والخشوع فيها، كما قال الله سبحانه: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (1-2) سورة المؤمنون، وفي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته)، قيل: يا رسول الله كيف يسرق صلاته؟ قال: (لا يتم ركوعها ولا سجودها)، فالواجب على المؤمن والمؤمنة العناية بالصلاة وأن يكملها ويتم ركوعها وسجودها، لكن إذا كان في أول الوقت عنده تعب فإنه لا بأس أن يستريح، فالأفضل له أن يستريح، ولو صلاها في أثناء الوقت؛ لأنه إذا صلاها في أثناء الوقت ولو في آخره مع الراحة والطمأنينة والخشوع كان أفضل من صلاتها في غير خشوع ولا طمأنينة، لكن لا يؤجلها إلى خروج الوقت، لا بد أن تفعل في الوقت، فالتأخير إلى نصف الوقت أو آخر الوقت للحاجة الشرعية من التعب أو شدة المرض أو نحو ذلك لا بأس بذلك، والحمد لله، لكن يعتني بإكمالها وإتمامها والطمأنينة فيها في أي وقت فعلها، لا بد من الطمأنينة، الطمأنينة ركن فيها لا بد، أما كمال الخشوع كمال العناية هذا أفضل، ولكن الطمأنينة بحيث يركع مطمئناً ويسجد مطمئناً ويجلس بين السجدتين مطمئناً يعتدل بين الركوع مطمئناً هذا لا بد منه كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسيء في صلاته أن يعيد لما أخل بهذه الطمأنينة، وسمى النبي صلى الله عليه وسلم من أخل بها سارقاً، قال: (أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته)، قيل: يا رسول الله، كيف يسرق صلاته؟ قال: (لا يتم ركوعها ولا سجودها).