قال جون كيري، المرشح الديمقراطي السابق للانتخابات الرئاسية الأمريكية، إن بلاده تتهيأ لقيادة العالم نحو التوصل إلى صفقة بشأن قضية تبدل المناخ، محذرا من أن ذلك سوف يتم فقط في حال تعهدت دول أخرى بتخفيض الانبعاثات الغازية لديها.
وأضاف كيري، الذي يشارك في المؤتمر الدولي الذي تنظمه الأمم لمتحدة في مدينة بوزنان البولندية لمناقشة قضية تغير المناخ، إنه يتعين أن يظل هدف الاتفاق على صفقة دولية جديدة يسير على الطريق الصحيح.
تحذير
لكن كيري، وهو عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية ماساتشوسيتس، حذر من أن مثل هذه الصفقة لا يمكن أن تنجح ما لم تقم كافة الدول بدعمها وتغطيتها.
وقال كيري، الذي سيخلف قريبا نائب الرئيس المنتخب، جو بايدن، في رئاسة لجنة السياسة الخارجية في مجلس الشيوخ، إنه حمل معه إلى بوزنان رسائل باسم الرئيس المنتخب باراك أوباما وقام بإبلاغها إلى لاعبين دوليين بارزين مشاركين في المؤتمر مثل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون.
وأضاف قائلا: "نحن نعتقد أنه من الحيوي أن نحافظ على موعد كوبنهاجن كهدف (للتوصل إلى اتفاقية)، وأي حديث عن عدم الالتزام بذلك التاريخ هو سابق لأوانه."
وأردف المسؤول الأمريكي قائلا: "نعتقد بأن العلم يوجب علينا الالتزام بذلك تاريخ."
منتصف الطريق
يُذكر أن مؤتمر بوزنان يأتي في منتصف الطريق بالنسبة لعملية تستمر عامين وكانت قد بدأت بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في مؤتمر الأمم المتحدة في مدينة بالي في شهر ديسمر/كانون الثاني الماضي ويُؤمل أن تتكلل بتوقيع اتفاقية دولية بشأن تغير المناخ خلال مؤتمر كوبنهاجن المقرر انعقاده العام المقبل.
وحذر كيري من أنه بدون التوصل إلى صفقة دولية جديدة بشأن تغير المناخ، فإن درجات الحرارة قد ترتفع ما بين ثلاث إلى خمس درجات مئوية أواسط القرن الحالي مقارنة بما هي عليه الآن.
يُشار إلى أن هذين الرقمين ينسجمان مع التصورات التي كانت اللجنة الدولية لتغير المناخ قد خرجت بها في وقت سابق.
مغالاة
وقال كيري: "لذلك، فإن الكلام عن أهمية الوقوف معا خلال العام المقبل لا يمكن أن يُعتبر أمرا مبالغ فيه أو من قبيل المغالاة."
وأردف بقوله: "لكن واشنطن لن تمرر أي صفقة ما لم تكن عبارة عن معاهدة دولية تشمل الاقتصاديات الرئيسية في العالم".
فشل ساركوزي بإقناع قادة أوروبا الشرقية بالتوصل إلى اتفاق بشأن تغير المناخ
|
يُشار إلى أن عددا من الشخصيات الدولية كانت قد أعربت عن استعدادها وتطلعها للعمل مع إدارة الرئيس الرئيس الأمريكي المقبل باراك أوباما حال تنصيبه في العشرين من الشهر المقبل.
وكان بان نفسه من بين المتحدثين البارزين في مؤتمر بوزنان حيث أعلنوا عن توقهم للعمل مع إدارة أوباما، وأكدوا على أن العالم يتطلع إلى الولايات المتحدة للعب "دور قيادي" في التوصل إلى اتفاق بشأن تغير المناخ.
أهداف أمريكية
وخلال حملته لانتخابات الرئاسة الأمريكية، كان أوباما قد قال إنه يود بأن تحدد الولايات المتحدة أهدافا لخفض الانبعاثات الغازية عام 2020 عن المستويات التي كانت قد اعتمدتها عام 1990، الأمر الذي يعني تخفيض تلك النسبة 15 بالمائة عن المستوى الراهن و80 بالمائة في عام 2050.
وقد عاد كيري ليذكر المشاركين في مؤتمر بوزنان بأن إدارة أوباما ستحدد سقفا إلزاميا لمستوى الانبعاثات الغازية في الولايات المتحدة، وذلك على الرغم من أنه أكد أن تفاصيل تلك الخطط لم تُقرر بعد.
وكشف كيري عن أن أوباما سوف يقوم بالضغط من أجل تأمين مشاركة قادة وزعماء دول العالم المختلفة في مؤتمر كوبنهاجن القادم.
فشل ساركوزي
جاء كلام كيري بعد أقل من أسبوع من فشل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بإقناع قادة وزعماء دول في أوروبا الشرقية بالتوصل إلى اتفاق يشمل كافة أعضاء الاتحاد الأوروبي على صفقة شاملة بشأن التغير المناخي.
وقال رئيس الحكومة البولندي دونالد توسك إن لقاء ساركوزي مع قادة 9 دول من أوروبا الشرقية في مدينة جدانسك، كون فرنسا تترأس الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي، لم يؤد إلى أي نتيجة.
وكانت بعض دول أوروبا الشرقية قد اعترضت على خفض كبير في نسبة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، وذلك لأن تلك البلدان تعتبر ذلك عقابا غير عادل لها بسبب اعتمادها على الفحم كمصدر أساسي للطاقة.
كما يقول قادة تلك الدول إن التخفيضات المطلوب إجراؤها لا تأخذ بالحسبان أيضا مستويات الدخل المحدود لمواطني بلدانهم.
استطلاع مناخي
كما جاء كلام انعقاد مؤتمري جدانسك وبوزنان بعد أيام فقط من صدور نتائج استطلاع شمل 11 بلدا، وأظهر ضرورة اتخاذ خطوات أساسية وسريعة من أجل الحد من تفاقم وانعكاسات أزمة تغير المناخ في العالم.
ووصف اللورد البريطاني نيكولاس ستيرن، الذي ترأس عام 2006 لجنة أصدرت تقريرا شاملا تناول الجوانب الاقتصادية للتغير المناخي، نتائج الاستطلاع الأخير بأنها تمثل "تخويلا شعبيا عالميا" للحكومات من أجل مضاعفة الجهود التي تبذلها في سبيل محاربة ظاهرة تغير المناخ.
فقد أظهر الاستطلاع أن حوالي نصف عدد المشاركين يودون أن تقوم حكوماتهم بدور قيادي في خفض الانبعاثات الغازية، فيما قال ربعهم فقط إن قادة بلدانهم يقومون بما يكفي لدرء مخاطر تغير المناخ في العالم.
اعترضت بعض دول أوروبا الشرقية على إجراء تخفيض كبير في نسبة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، وذلك لاعتمادها على الفحم كمصدر أساسي للطاقة