بتـــــاريخ : 1/16/2009 6:52:21 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 876 0


    صور من عذابهم

    الناقل : heba | العمر :43 | الكاتب الأصلى : محمد بن لطفي الصباغ | المصدر : www.midad.me

    كلمات مفتاحية  :
    رقائق النار وعذابها

    بسم الله الرحمن الرحيم

     

    إنضاج الجلود: إن نار الجبار - سبحانه وتعالى - تحرق جلود أهل النار، والجلد موضع الإحساس بألم الاحتراق، ولذلك فإن الله يبدل لهم جلودا أخرى غير تلك التي احترقت، لتحترق من جديد، وهكذا دواليك، (إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما).

     

    الصهر: من ألوان العذاب صب الحميم فوق رؤوسهم، والحميم هو ذلك الماء الذي انتهى حره، فلشدة حره تذوب أمعاؤهم وما حوته بطونهم (فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم، يصهر به ما في بطونهم والجلود)، وأخرج الترمذي من حدبث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الحميم، ليصب على رؤوسهم فينفذ حتى يخلص إلى جوفه فيسلت ما في جوفه، حتى يمرق من قدميه، وهو الصهر، ثم يعود كما كان)، وقال: حسن غريب صحيح .

     

    اللفح: أكرم ما في الإنسان وجهه، ولذلك نهانا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن ضرب الوجه، ومن إهانة الله لأهل النار، أنهم يحشرون يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما (ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا)، ويلقون في النار على وجوههم (ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون)، ثم إن النار تلفح وجوههم وتغشاها أبدا لا يجدون حائلا يحول بينهم وبينها (لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون)، وقال: (تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون)، وقال: (سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار)، وقال (افمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة)، وقال: (يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا)، أرأيت كيف يقلب اللحم على النار، والسمك في المقلى، كذلك تقلب وجوههم في النار، نعوذ بالله من عذاب أهل النار.

     

    السحب: ومن أنواع العذاب الأليم سحب الكفار على وجوههم في النار (إن المجرمين في ضلال وسعر، يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر)، ويزيد من آلامهم حال سحبهم في النار أنهم مقيدون بالقيود والأغلال والسلاسل (فسوف يعلمون، إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون، في الحميم ثم في النار يسجرون)، قال قتادة: يسحبون مرة في النار ومرة في الحميم .

     

    تسويد الوجوه: يسود الله في الدار الآخرة وجوه أهل النار: (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون)، وهو سواد شديد، كأنما حلت ظلمة الليل في وجوههم: (والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة مالهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون).

     

    إحاطة النار بالكفار: أهل النار هم الكفار الذين أحاطت بهم ذنوبهم ومعاصيهم فلم تبق لهم حسنة، كما قال تعلى في الرد على اليهود الذين قالوا: لن تمسنا النار إلا أياما معدودة: (بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)، ولا يكون المرء كذلك إلا إذا كان كافرا مشركا، يقول صديق خان: (المراد بالسيئة هنا الجنس، ولا بد أن يكون سببها محيطا به من جميع جوانبه، فلا تبقي له حسنة، وسدت عليه مسالك النجاة، والخلود في النار هو للكفار المشركين، فيتعين تفسير السيئة والخطيئة في هذه الآية بالكفر والشرك، وبهذا يبطل تشبث المعتزلة والخوارج لما ثبت في السنة متواترا من خروج عصاة الموحدين من النار). ولما كانت الخطايا والذنوب تحيط بالكافر من كل جهة، كما قال - تعالى -: (لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش)، والمهاد ما يكون من تحتهم، والغواش جمع غاشية، وهي التي تغشاهم من فوقهم، والمراد أن النيران تحيط بهم من فوقهم ومن تحتهم، كما قال - تعالى -: (يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم) وقال في موضع آخر (لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل)، وقد صرح بالإحاطة في موضع آخر (وإن جهنم لمحيطة بالكافرين)، وقد فسر بعض السلف المهاد بالفرش، والغواش باللحف. وتأتي الإحاطة من ناحية أخرى ذلك أن للنار سورا يحيط بالكافرين، فلا يستطيع الكفار مغادرتها أو الخروج منها، كما قال - تعالى -: (إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا)، وسرادق النار هو سورها وحائطها الذي يحيط بها.

     

    إطلاع النار على الأفئدة: بالإضافة إلى أن أهل النار يضخم خلقهم في النار شيئا عظيما، فإنه مع ذلك تدخل النار في أجسادهم حتى تصل إلى أعمق شيء فيهم (سأصليه سقر، وما أدراك ما سقر، لا تبقي ولا تذر، لواحة للبشر)، قال بعض أهل السلف في قوله: (لا تبقي ولا تذر)، قال: تأكل العظم واللحم والمخ ولا تذره على ذلك)، وقال- تبارك وتعالى -: (كلا لينبذن في الحطمة، وما أدراك ما الحطمة، نار الله الموقدة، التي تطلع على الأفئدة )، قال محمد بن كعب القرظي: " تأكله النار على فؤاده، فإذا بلغت فؤاده أنشئ خلقه، وعن ثابت البناني أنه قرأ هذه الآية، ثم قال: تحرقهم النار إلى الأفئدة وهم أحياء لقد بلغ منهم العذاب، ثم يبكي "

     

    اندلاق الأمعاء في النار: في الصحيحين عن أسامة بن زيد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتابه في النار، فيطحن فيها كطحن الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه، فيقولون: أي فلان، ما شأنك، أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه) ثم هو يدور ويسعى حولها كما يدور الحمار برحاه، ومن الذين يجرون أمعاءهم في النار عمرو بن لحي، وهو أول من غير دين العرب، وقد رآه الرسول - صلى الله عليه وسلم - يجر قصبة في النار، ففي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله قال: قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - (رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار، وكان أول من سيب السوائب).

     

    قيود أهل النار وأغلالهم وسلاسلهم ومطارقهم: أعد الله لأهل النار سلاسلا وأغلالا وقيودا ومطارق: (إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا)، وقال: (إنا لدينا أنكالا وجحيما، وطعاما ذا غصة وعذابا أليما)، والأغلال توضع في الأعناق: (وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون)، وقال: (إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون)، والأنكال: القيود، سميت أنكالا لأن الله يعذبهم وينكل بهم بها، (إنا لدينا أنكالا)، والسلاسل نوع آخر من ألوان العذاب التي يقيد بها المجرمون كما يقيد المجرمون في الدنيا، وانظر إلى هذه الصورة في كتاب الله (خذوه فغلوه، ثم الجحيم صلوه، ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه)، وأعد الله لهؤلاء مقامع من حديد وهي المطارق التي تهوي على المجرمين وهم يحاولون الخروج من النار، فإذا بها تطيح بهم مرة أخرى إلى سواء الجحيم قال - تعالى -: (ولهم مقامع من حديد، كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق).

    قرن معبوداتهم وشياطينهم بهم في النار: كان الكفار والمشركون يعظمون الآلهة التي يعبدونها من دون الله ويدافعون عنها ويبذلون في سبيل ذلك النفس والمال، وفي سوم القيامة يدخل الحق تلك الآلهة التي كانوا يعبدونها من دون الله النار إهانة لعابديها وإذلالا لهم، ليعلموا أنهم كانوا ضالين، قال - تعالى -: (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون، لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون)، يقول ابن رجب: (فإن الإنسان إذا قرن في العذاب بمن كان سبب عذابه كان أشد فيألمه وحسرته)، ومن أجل ذلك يقذف في يوم القيامة بالشمس والقمر ليكونا مما توقد به النار، يقول القرطبي: (وإنما يجمعان لأنهما قد عبدا من دون الله، لا تكون النار عذابا لهما لأنهما جماد، وإنما يفعل بهما ذلك زيادة في تبكيت الكافرين وحسرتهم، هكذا قال بعض أهل العلم).

     

    حسرتهم وندمهم ودعاؤهم: عندما يرى الكفار النار يندمون أشد الندم، ولات ساعة مندم: (وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون) وعندما يطلع الكافر على صحيفة أعماله، فيرى كفره وشركه الذي يؤهله للخلود في النار، فإنه يدعو بالثبور والهلاك: (وأما من أوتي كتابه وراء ظهره، فسوف يدعو ثبورا، ويصلى سعيرا) ويتكرر دعاؤهم بالويل والهلاك عندما يلقون في النار، ويصلون حرها: (وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا، لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا)، وهناك يعلو صراخهم ويشتد عويلهم ويدعون ربهم آملين أن يخرجهم من النار (وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل)، وهم في ذلك الوقت يعترفون بضلالهم وكفرهم (وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير، فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير)، (قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل)، ولكن طلبهم يرفض بشدة، ويجابون بما تستحق أن تجاب به الأنعام (قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين، ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون، قال اخسؤوا فيها ولا تكلمون). ويتوجه أهل النار بعد ذلك بالنداء إلى خزنة النار، يطلبون منهم أن يشفعوا لهم كي يخفف الله عنهم العذاب (وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب، قال أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال)، وعند ذلك يسألون الشفاعة كي يهلكهم ربهم (ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون)، ويقال لهم آن ذلك (فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون).

    هناك يشتد نحيبهم وتفيض دموعهم، ويطول بكاؤهم (فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جراء بما كانوا يكسبون)، إنهم يبكون حتى تنقطع الدموع، ثم يبكون دما، وتؤثر دموعهم في وجوههم كما يؤثر السيل في الصخر، ففي مستدرك الحاكم عن عبد الله بن قيس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: (إن أهل النار ليبكون، حتى لو أجريت السفن في دموعهم لجرت، وإنهم ليبكون الدم يعني مكان الدمع)، لقد خسر هؤلاء الظالمون أنفسهم وأهليهم عندما استحبوا الكفر على الإيمان، واستمع إلى عويلهم وهم يرددون حال العذاب (يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا، وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا، ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا)، وتأمل قوله - تعالى - يصف حالهم، ونعوذ بالله من حالهم (فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق، خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك)، قال الزجاج: الزفير من شدة الأنين وهو المرتفع جدا.وقيل الزفير: ترديد النفس في الصدر من شدة الخوف حتى تنتفخ منه الأضلاع، والشهيق النفس الطويل الممتد، أو رد النفس إلى الصدر، والمراد بهما الدلالة على شدة كربهم وغمهم.

    كلمات مفتاحية  :
    رقائق النار وعذابها

    تعليقات الزوار ()