بتـــــاريخ : 1/16/2009 6:35:23 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1211 0


    كيف نتقي النــــــار ؟

    الناقل : heba | العمر :43 | الكاتب الأصلى : عقيل بن سالم الشمّري | المصدر : www.midad.me

    كلمات مفتاحية  :
    رقائق النار وعذابها

    بسم الله الرحمن الرحيم

     

     

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله... وبعد:

    فأما كيف نتقي النار- فمن أجل هذا أنزل الله الكتب وبعث الأنبياء والرسل. فهو موضوع عظيم وجليل يتضمن لب الشريعة ومقصودها، ومن أجل ذلك فرض الله الجهاد والقتال، والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحسبة. فتقوى النار ليس بالأمر الهين إنها فريق النجاة من جهنم التي سبق الكلام عنها وعن أحوالها وأحوال أهلها وما يلاقونه فيها من ألوان العذاب وحميم الشراب والثياب.

    أخي الكريم: اعلم أن النجاة كل النجاة، في الاستقامة على أمر الله بمراد الله لوجه الله، ولن يأتي لك العلم بذلك إلا إذا فقهت أنك في دار ابتلاء وامتحان، وأن الله - جل وعلا - هو الذي يمتحنك في الدنيا والشيطان والنفس الأمارة والهوى، فقد أنزل وحيه على رسوله - صلى الله علية وسلم- وأمرك باتباعه ثم أمرك باتباعه ثم أمرك بالإخلاص في ذلك، وجعل اتباعك و‘خلصك علامة نجاحك ونجاتك قال - تعالى -: { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} (الملك: 2) وإحسان العمل إنما يكون بالاتباع لرسول الله - صلى الله علية وسلم- والإخلاص لله - سبحانه -.

    فالزم أخي الكريم، هذين الركنين العظيمين فإن عليهما مدار النجاة والفلاح، وإياك والخروج عن جماعة المسلمين أهل السنة والجماعة، فإنه الزيغ بعينه والهلاك بذاته. قال النبي - صلى الله علية وسلم-: "ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنين وسبعين ملة، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين، اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة، وهي الجماعة " [السلسلة الصحيحة الحديث رقم 204] فالزم جماعة المسلمين، وامض على درب النبي - صلى الله علية وسلم - وصحابته - رضوان الله عليهم - أجمعين.

     

    فكل خير في إتباع من سلف * * *  وكل شر في ابتداع من خلف

    قال - تعالى -: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ٌ} (آل عمران: 31) وقال - سبحانه - مخاطباً رسول الله -صلى الله علية وسلم- والصحابة: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ} (المائدة: 72) وأن التوحيد والإيمان هو النجاة وإنما يوحد اللهَ من يعرفه ويعرف أسماءه وصفاته قال - تعالى -: { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك} (محمد: 19) فالشرك موجب لحبوط الأعمال، موجب للخلود في النار. نسأل الله السلامة والعافية.

    واجتنب كبائر الذنوب فإنها مهلكة للعبد مسببة لدخول النار، فالحسد, والكذب, والخيانة, والظلم, والفواحش, والغدر, وقطيعة الرحم, والبخل, وترك الفرائض, والرياء, والسمعة, وعقوق الوالدين, وشهادة الزور وغيرها من الكبائر موجب لدخول النار والعياذ بالله.

    فاجتنب أخي الكريم هذه الكبائر، واستعن بالله في الصالحات من العمال وأولها أداء ما افترض الله عليك فإن الله - جل وعلا - يحب التقرب إليه بما افترضه على عبده أولاً ثم بالنوافل والقربات ثانياً وأهم الفرائض الصلاة فإنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر عمله. قال رسول الله - صلى الله علية وسلم-: " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" ووصيتي لك أخي الحبيب: إذا أردت النجاة من النار أن تجعل بينك وبينها حجاب التقوى فإنه خير دليل إلى الجنة قال - تعالى -: { وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهًَ} (النساء: 131) وأصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه من ذلك وهو فعل طاعته واجتناب معاصيه. فهو - سبحانه - أحق أن يُخشى وأحق أن يُهاب قال - تعالى -: { إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ}(المدثر: 56) فقدم لنفسك يا عبد الله وأقبل على ربك بالطاعات والقربات، فقد أنذر النذير وأوشك الرحيل.

    واعلم بأن تقوى الله تحفظ العبد في الدنيا قبل الآخرة. كما جرى لسفينة مولى النبي - صلى الله علية وسلم- حيث كسر به المركب وخرج إلى الجزيرة، فرأى الأسد فجعل يمشي معه حتى دله على الطريق، فلما أوقفه عليها جعل يهمهم كأنه يودعه ثم رجع عنه. [انظر جامع العلوم الحكم لابن رجب]

    فتأمل يا عبد الله في فضل التقوى على العبد في الدنيا كيف تكون سبباً لسلامته، واعلم بأنه سلامة ونجاة في الآخرة كذلك. فهي جماع الأمر وخلاصته، إذ بها تحصل مراقبة الله في السر والعلن ولذلك قال عمر بن عبد العزيز، ليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله ترك ما حرم الله، وأداء م افترضه الله فمن رزقه بعد ذلك خيراً فهو خير إلى خير" [جامع العلوم والحكم]

     

    أخي الكريم:

     

    فاسلك سبيل المتـــــقين * * *  وظــــــن خيراً بالكــــــريم

     

    واذكـــــــر وقوفك خائــــــفاً * * *  والناس في أمر عظيــــم

     

    إمـــــا إلى دار الشـــــــــقا * * *  وة أو إلى العز المقــــــيم

     

    وفقنا الله وإياك لتقوى الله والوقاية من عذابه وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    كلمات مفتاحية  :
    رقائق النار وعذابها

    تعليقات الزوار ()