أريد من سماحة الشيخ الإجابة على هذا السؤال، يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه الشيخان: (إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا القمر, لا تضامون في رؤيته, فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا)، والسؤال هو: لماذا قُرن في هذا الحديث بين رؤية الله -عز وجل- وبين صلاتي الفجر والعصر, هل المحافظة على هذه الصلاة في هذين الوقتين سبب في لرؤية الله -عز وجل-,
رؤية الله -سبحانه- في الجنة ويوم القيامة حق يراه المؤمنون، وهو أعلى نعيم أهل الجنة، إذا كشف الحجاب عن وجهه ورأوه ما رأوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى وجهه -سبحانه وتعالى-، وقد أخبر -صلى الله عليه وسلم- أنهم يرونه يوم القيامة عيانا كما يرون الشمس صحوة ليس دونها سحاب، وكما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته، هذا حق، عند أهل السنة والجماعة، ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: (فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا)، يعني صلاة العصر وصلاة الفجر، ذكر أهل العلم أن السر في ذلك أن من حافظ عليهما يكون ممن ينظر إلى الله بكرة وعشيا، ينظر إلى الله بكرة وعشيا، في الجنة، يعني في مقدار البكرة والعشي، لأن الجنة ليس فيها ليل، كلها نهار مطرد، لكن بمقدار البكرة والعشي، كما قال تعالى: وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً[مريم: 62]، يعني في مقدار البكرة والعشي في الدنيا، وهكذا في الرؤية في مقدار البكرة والعشي، يعني خواص أهل الجنة لهم الرؤية ما بين البكرة والعشي، يعني رؤية كثيرة بسبب أعمالهم الطيبة وإيمانهم الصادق، ومن أسباب ذلك محافظتهم على صلاة العصر وصلاة الصبح، لها خصوصية هاتان الصلاتان، والمحافظة عليهما من دلائل قوة الإيمان وكمال الإيمان مع بقية الصلوات، فالواجب أن يحافظ على الجميع ولكن يخص العصر والفجر بمزيد عناية؛ لأنها ضد ما عليه المنافقون وضد ما عليه الكسالى. تساهل كثير من الناس فضيلة الشيخ بهذين الوقتين وهما العصر والفجر، هل من نصيحة لهؤلاء جزاكم الله خيراً؟ الواجب على كل مؤمن ومؤمنة الحرص على المحافظة على الصلاة في وقتها، جميع الصلوات الخمس، وأن يخص الفجر والعصر بمزيد عناية، الفجر في الحقيقة كثير من الناس يتكاسل عنها، وينام حتى طلوع الشمس وربما لا يقوم لها إلا إذا قام إلى عمله إن صلى، وهذه مصيبة عظيمة ومنكر عظيم، فالواجب أن يصلى في الوقت، وقد ذهب جمع من أهل العلم أنه إذا تعمد تركها حتى تطلع الشمس كفر، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، وهذا قد تعمد فيها حتى خرج وقتها، وهكذا من تعمد ترك الصلاة العصر حتى غابت الشمس يكفر عند جمع من أهل العلم لهذا الحديث الصحيح: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر، فالواجب على المؤمن وعلى المؤمنة العناية بالصلوات الخمس، والمحافظة عليها في أوقاتها، وأن يخص الفجر بمزيد عناية، حتى يقوم لها ويصليها مع المسلمين في وقتها، وتصليها المرأة في وقتها، وهكذا العصر، بعض الناس إذا جاء من عمل سقط نائماً وترك صلاة العصر، وهذا منكر عظيم والعياذ بالله، وكفر أكبر عند بعض أهل العلم إذا تعمد ذلك، فالواجب الحذر، وهكذا بعض الناس يسهر على القيل والقال أو اللعب ثم إذا طاح نام عن صلاة الفجر، وهذا منكر عظيم، فالواجب عدم السهر، وأن يتحرى بنومه ما يعنيه على القيام لصلاة الفجر، وأن يصليها في جماعة، ولا يجوز له التشبه بالمنافقين، أثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، وهكذا صلاة العصر، كل الصلوات ثقيلة عليهم، إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى[النساء: 142]، فالواجب الحذر من مشابهتهم، والواجب المحافظة عليها في وقتها كلها الصلوات الخمس جميعا، يجب أن يحافظ عليها في أوقاتها مع إخوانه في المساجد، وأن يخص الفجر والعصر والعشاء بمزيد عناية، حتى يحذر من صفات المنافقين، نسأل الله للجميع العافية والهداية.