هل يجوز للمسلم أن يزيد في مرات الاستنشاق عن الثلاث إذا كان مصاباً بالرشح (الزكام) أم يعد هذا مخالفاً للسنة؟
هذا في الحقيقة غير مشروع؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - توضأ ثلاثاً ثَلاثاً، تمضمض واستنشق ثلاثاً وغسل وجهه ثلاثاً وغسل يديه ثلاثاً ومسح رأسه وأذنيه مرة واحدة وغسل رجليه ثلاثاً ثَلاثاً فهذا هو السنة أن يكتفي بالثلاث، وإن توضأ مرَّة مرة أو مرَّتين مرتين فلا حرج فقد فعله النبي - صلى الله عليه وسلم-، أو توضأ مرةً في بعض الأعضاء ومرتين في بعض الأعضاء، أو مرتين في بعض الأعضاء وثلاثاً في بعض الأعضاء كل ذلك لا حرج فيه، أما الزيادة فلا، فقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه لما توضأ لما سأله السائل عن الوضوء علمه إياه ثم قال: (فمن زاد فقد أساء وتعدى وظلم) أخرجه أبو داود والترمذي وغيرهما وإسناده صحيح، وهو يدل على أنه لا تجوز الزيادة قال: (فقد أساء وتعدى وظلم) والإساءة والتعدي والظلم أمر غير جائز، فالحاصل أن الحديث المذكور يدل على أنه لا تجوز الزيادة على الكمال الذي فعله النبي - صلى الله عليه وسلم- وهو الثلاث، يعني إسباغ الوضوء ثلاثاً، ليس المراد الغرفة، المراد الغسلة، المراد الغسلة لا الغرفة، فلو أنه غرف مرتين لكل غسلة صارت ست غرفات لا يكون مسيئاً، إنما المسيء الذي قد كمل العضو بالغسل ثم أعاده أكثر من ثلاث، لكن لو غسل رجله مثلاً بغرفة لكن ما كملت الغسلة احتاج إلى غرفة ثانية حتى يكمل رجله ثم غسلها ثانية ثم غسلها ثالثة وزادت الغرفات لا يضر، المهم أن تكون غسلة تامة ثم ثانية ثم ثالثة، فلا يزيد على الثلاث، وهكذا في الوجه وهكذا في اليدين، أما الرأس فالسنة أن يكون واحدة فقط، هذا المحفوظ من الأحاديث الصحيحة، يمسح مرة واحدة فقط مع الأذنين.