إذا كان لدي بعض الشعيرات في لحيتي وهي لا تتجاوز عشر شعرات، وأنها قبيحة المنظر، أي غير مقبولة، هل يجوز لي حلقها؟
ثبت عن رسول الله-عليه الصلاة والسلام-أنه قال : ( قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين) رواه البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث ابن عمر- رضي الله عنهما- وخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس), هكذا يقول-صلى الله عليه وسلم - وهكذا يأمر, ولم يستثني شعيرات قليلات ولا شعيرات كثيفات، بل أطلق قال وأعفوا اللحى ، وأرخوا اللحى ، وهذا يعم قليلها وكثيرها، فلا يجوز للمسلم أن يقصها ولا يحلقها ولو كانت قليلة, ولو كانت بزعمه فيها تشويه فإنه متى اتقى الله يسر الله أمره, وعدل لحيته, ووفقه للخير , وأزال عنه ما يخشى مما يكره، فالواجب عليه أنه يتقي الله في ذلك, وأن يعتني بها من جهة إكرامها, وتظفيرها, وتعاطي ما يكثرها من الأسباب قد يكون عند الأطباء أشياء تعين على تحسين هذا الشعر وتوافره، فليتعاطى ما يعينه على ذلك أما أن يقصها أو يحلقها فلا ، السنة واضحة في هذا الأمر ، فليس للمؤمن أن يقص اللحية ولو كانت قليلة، وليس له أن يحلقها بل الواجب عليه توفيرها, وإكرامها, وإعفاؤها, وإرخاؤها طاعة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - ومخالفة لأعداء الله من المشركين والمجوس, ولو أنهم أرخوها في بعض الأحيان, ولو فرضنا أنهم أرخوها جميعاً فإنا نبقى على حالنا نعفيها وإذا وافقنا فلا يضر ، ليتهم يوافقونا حتى في الإسلام ، ليتهم يسلمون ونحمد الله على ذلك، المقصود أن بعض الجهلة قد يظن أنه متى أرخوا نحلق هذا غلط كبير ، إذا أرخوها فالحمد لله ، نسأل الله لهم الهداية حتى يدخلوا في الإسلام ، إذا وافقونا في أمور الإسلام ، لا نخالف الإسلام لأجلهم لا، ولكن لا نفعل ما يوافقهم ويوافق زيهم ونخالف ديننا.