ما معنى قوله تعالى: إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِ
هذه نزلت في المحاربين، وهم قطاع الطريق، الذين يؤذون الناس في الطرقات، يقتلون وينهبون الأموال في الطرقات أو في البلد، هؤلاء هذا حكمهم، ونزلت في العمرانيين الذين اشتكوا مرض بطونهم، وأرشدهم النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أن يخرجوا إلى إبل الصدقة، فيكونوا فيها، فلما صحوا قتلوا راعي النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأخذوا الإبل وشردوا بها، فألحقهم النبي -صلى الله عليه وسلم- جيشاً، فأدركوهم وأخذوا الإبل منهم وأمسكوهم، فعاقبهم النبي بهذه العقوبة؛ لأنهم قطاع طريق، اعتدوا على إبل النبي -صلى الله عليه وسلم- فهؤلاء يسمون محاربين، ويسمون قطاع الطريق، فولي الأمر له الخيار إن شاء قتلهم، وإن شاء صلبهم، وإن شاء قطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، وإن شاء نفاهم من الأرض، هذا إلى ولي الأمر، وإذا كانوا قتلوا يقتلون، وإذا أخذوا المال إن شاء قتل وإن شاء قطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، وإن شاء صلبهم، هذا لولي الأمر يجتهد ولي الأمر بما يراه مصلحة للمسلمين، ويقال لهم: المحاربون، ويقال لهم: قطاع الطريق، ونفيهم من الأرض قال بعض أهل العلم حبسهم حتى لا يؤذوا الناس، وقال آخرون من أهل العلم: إنهم يشردون، ما يتركون يؤووا إلى بلد، فإذا أووا إلى بلد يشردون منها حتى يتوبوا توبة صحيحة.