بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رسالة إلى تارك الصلاة
أخي الحبيب : اسمح لي أن أسألك هذا السؤال الغريب ......هل تصلي؟! بالله لا تقل لي ( لا ) عارٌ عظيم على المسلم أن لا يصلي, بل عارٌ على المسلمين أن يسأل بعضهم بعضًا عن الصلاة, لأن الصلاة عماد الدين وركنه المتين, فإذا لم يقم بيت بدون أركان فهل يقوم إسلام بدون صلاة؟!.
ولهذا لم يكن في المسلمين الأولين مسلم يصلي وآخر لا يصلي, بل كانت الصلاة تؤدى كما تؤدى الشهادتان .. فما تقول لو سألك سائل: هل تشهد الشهادتين؟..ألست تتعجب من سؤاله وتغضب منه لأنه شكك في إسلامك؟!. قريب من هذا فعلك أنت حين ظننت أن الإسلام يقوم بدون صلاة.. وهل للعبد حظ في الإسلام إذا ترك الصلاة؟!.. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند موته (( أما إنه لا حظ لأحد في الإسلام أضاع الصلاة)).
هذا عن السؤال, وقد رأيناه عجيبًا غير مقبول, فماذا لو قلت لي: (( أنا لا أصلي ))؟!, حينئذٍ لابد أن أقف معك قليلاً..لأنصحك وأخبرك بعقوبة تارك الصلاة. وبالله عليك لا تهرب مني, ولا تعرض عني.. فما أردت لك إلا الخير, وما أحببت لك إلا الرشد.. كل ما هنالك أنني أريد لك الجنة.. دار الأماني والأفراح الدائمة, دار السعادة التي لا تنقطع, والحور العين, والقصور, وأنهار اللبن, وأنهار العسل, وأنهار الخمر, والنعيم المقيم, والملك العظيم, والخلد الأبدي.. جعلني الله وإياك من أهلها.
الآثار المترتبة على ترك الصلاة :-
1-ترك الصلاة كفر
قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- (( بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة )) ]رواه مسلم[.
وقال- صلى الله عليه وسلم- (( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة )) ]رواه مسلم[.
وقال- صلى الله عليه وسلم- (( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة, فمن تركها فقد كفر )) ]صحيح[.
قال عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-(( أما إنه لا حظ لأحد في الإسلام أضاع الصلاة )).
قال ابن مسعود-رضي الله عنه-(( من ترك الصلاة, فلا دين له ))]حسن[.
وعن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة-رضي الله عنه- (( كان أصحاب رسول الله- صلي الله عليه وسلم- لايَرَوْن شيئا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة ))]صحيح[.
قال أبو الدرداء-رضي الله عنه- (( لا إيمان لمن لا صلاة له, ولا صلاة لمن لا وضوء له ))]صحيح[.
وقال إبراهيم النخعي-رحمه الله- (( من ترك الصلاة فقد كفر ))، وقال أيوب-رحمه الله- (( ترك الصلاة كفر لا يُختلف فيه )).
وبعيدًا عن اختلاف العلماء في نوع هذا الكفر- في حق من ترك الصلاة تكاسلا مع اعتقاده وجوبها- هل هو كفر أكبر يُخرج من الإسلام أو كفر أصغر لا يُخرج من الإسلام, فإننا نهمس في أذن تارك الصلاة : هل يرضيك أن يكون إسلامك مسألة خلاف بين العلماء, ففريق يقول (( إنه كافر حلال الدم والمال, وأنه لا يستحق الحياة بل على ولي أمر المسلمين أن يقتله ردةً, وأنه لا يجوز له أن يتزوج من مسلمة, وأنه لايُغَسَّل ولايُكفن ولايُصَلَّى عليه ولا يُدفن في مقابر المسلمين, وأنه خالد في النار أبدًا مع فرعون وهامان وأبي جهل وأبي لهب وسائر أعداء الدين )), وفريق آخر يقول ((بل هو فاسق عاصٍ فاجر, يجب قتله حدًّا إن أصر على ترك الصلاة )) فهل ترضى هذا لنفسك ؟! فإني لا أرضى لك ذلك.
2- ترك الصلاة من أكبر الكبائر
قال الإمام ابن حزم-رحمه الله- (( لا ذنب بعد الشرك أعظم من ترك الصلاة حتى يخرج وقتها, وقتل مؤمن بغير حق )).
قال الإمام ابن القيم-رحمه الله- (( لا يختلف المسلمون أن ترك الصلاة المفروضة عمدًا من أعظم الذنوب, وأكبر الكبائر, وأن إثمه عند الله أعظم من إثم قتل النفس, وأخذ المال, والزنا والسرقة وشرب الخمر, وأنه متعرض لعقوبة الله وسخطه وخزيه في الدنيا والآخرة )).
3- ترك الصلاة نفاق
قال تعالى { إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يُراءون الناس َ ولا يذكرون الله إلا قليلا } وقال تعالى { ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى }.
قال ابن عباس-رضي الله عنهما- (( إن كان في جماعة صلى, وإن انفرد لم يصل )) فالنفاق يورث الكسل في العبادة وإنما يدفعهم إلى الصلاة الرغبة في إرضاء الناس والتظاهر بالإيمان ويقومون إليها وهم كسالى ومتأخرين كما قال النبي- صلى الله عليه وسلم- في من أخّر الصلاة (( تلك صلاة المنافقين- ثلاثًا- يجلس أحدهم يرقب الشمس, حتى إذا كانت بين قرني الشيطان – أو: على قرني الشيطان- قام فنقر أربعًا, لا يذكر الله فيها إلا قليلا )) ]رواه مسلم[.
فإذا كان المنافق شر الخلق وهو في الصلاة كسلان, أو مؤخر لها عن وقتها, فكيف يكون حال من هو شر منه فلا يصلي
أصلا؟! , وتتدبر قول ابن مسعود-رضي الله عنه- وهو يتكلم عن صلاة الجماعة فيقول (( ولقد رأيتنا, وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ))]رواه مسلم[، فهذا حال من يصلي ولكنه يتخلف عن الجماعة فكيف بمن لا يصلي أصلاً....؟!!!!
4- ترك الصلاة سواد, وظلمة, وهلكة في الدنيا والآخرة
قال النبي- صلى الله عليه وسلم- (( من حافظ على الصلاة كانت له نورًا وبرهانًا ونجاةً يوم القيامة, ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة, وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف ))]صحيح[.
قال بعض أهل العلم (( وإنما يحشر تارك الصلاة مع هؤلاء الأربعة لأنه إنما يشتغل عن الصلاة بماله أو بملكه أو بوزارته أو بتجارته, فإن اشتغل بماله حشر مع قارون وإن اشتغل بملكه حشر مع فرعون وإن اشتغل بوزارته حشر مع هامان وإن اشتغل بتجارته حشر مع أبي بن خلف تاجر الكفار بمكة )).
5- ترك الصلاة يعرض العبد لعذاب الله ووعيده
قال تعالى { وما أدراك ما سقر* لا تبقي ولا تذر* لواحة للبشر * عليها تسعة عشر } وقال تعالى { كل نفس بما كسبت رهينة * إلا أصحاب اليمين * في جنات يتساءلون * عن المجرمين * ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين * وكنا نخوض مع الخائضين } فتاركو الصلاة في سقر.
والمستكبرون عن الركوع لله عز وجل والمستهترون بمواقيت الصلاة لهم الويل قال سبحانه { وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون * ويل يومئذ للمكذبين } وقال تعالى { فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون }.
والمضيعون للصلاة المفرطون فيها لهم الغي (قال ابن مسعود-رضي الله عنه- وادٍ في جهنم بعيد القعر خبيث الطعم ) قال تعالى { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيَّاً }، فيا تارك الصلاة : أليس إقامة خمس صلوات في اليوم والليلة لها من الفضائل ما لا يُحصى , أهون من الصديد, ومُعاناةِ العذاب الشديد في نار جهنم.
6- ترك الصلاة مصيبة وبلاء
قال النبي- صلى الله عليه وسلم- (( من فاتته الصلاة , فكأنما وُتِرَ أهله وماله )) ]صحيح[،
وفي لفظ ((لأن يوتر أحدكم أهله وماله خير له من أن يفوته وقت الصلاة ))...
وقال- صلى الله عليه وسلم- (( الذي تفوته صلاة العصر , فكأنما وُتر أهله وماله )) ]متفق عليه [.
- والموتور : من أُخذ أهله وماله وهو ينظر إليهم وذلك أشد لغمّه ومن فاتته الصلاة فقد اجتمع عليه غمّ الإثم وغمّ فقد الثواب
وعن بريدة- رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول (( من ترك صلاة العصر حبط عمله )) ]رواه البخاري[.
7- ترك الصلاة سبب استحواذ الشيطان على العبد
قال تعالى { ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانًا فهو له قرين }.
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- (( ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من القاصية ))]حسن[.
قال بعض السلف (( رأيت العبد ملقى بين الله سبحانه وبين الشيطان فإن أعرض الله عنه تولاه الشيطان وإن تولاه الله لم يقدر عليه الشيطان )).
وفي النهاية: هل تعلم؟
هل تعلم أن الصلاة وصية النبي صلى الله عليه وسلم عند خروجه من الدنيا ؟000قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة : (الصلاة , الصلاة وما ملكت أيمانكم ).]صحيح[.
هل تعلم أن المولى تبارك وتعالى يبرأ من تارك الصلاة ؟ ... قال رسول الله صلى الله وسلم : ( لا تترك الصلاة متعمدا فإنه من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله) ]صحيح [ أي ليس له عهد ولا أمان.
هل تعلم أن أول ما تحاسب عليه الصلاة ؟ 000قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- : ( أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة ، فإن صلحت ، صلح سائر عمله ، وإن فسدت ، فسد سائر عمله ).]صحيح[.
هل تعلم أن الصلاة هي أفضل الأعمال؟...قال- صلى الله عليه وسلم- (( أفضل الأعمال : الصلاة لوقتها...)) وقال أيضًا- صلى الله عليه وسلم- ((...واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة.....))]حديثان صحيحان[.
هل تعلم ما أحب شيء للميت؟... مرّ النبي- صلى الله عليه وسلم- بقبر فقال (( من صاحب هذا القبر؟ )) فقالوا:
(( فلان )) فقال (( ركعتان أحب إلى هذا من بقية دنياكم )) (صحيح).
هل تعلم أن الصلوات يكفر الله بها صغائر الذنوب؟... قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- (( خمس صلوات افترضهن الله عز وجل, من أحسن وضوءهنّ وصلاهنّ لوقتهنّ وأتم ركوعهنّ وسجودهنّ وخشوعهنّ كان له على الله عهد أن يغفر له ومن لم يفعل فليس له على الله عهد, إن شاء غفر له, وإن شاء عذبه ))]صحيح[، وقال- صلى الله عليه وسلم-
( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهنّ ما لم تغش الكبائر )) , وقال- صلى الله عليه وسلم-: (( ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله ))]رواه مسلم[.
•فبادر أخي المسلم إلى التوبة إلى الله عز وجل مخلصاً لله تعالى، نادماً على ما مضى، عازماً على ألا تعود، مكثراً من الطاعات. { فمن تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً. ومن تاب وعمل صالحاً فإنه يتوب إلى الله متابا }.... وكأني أراك الآن وقد عزمت على التوبة وشمّرت عن ذراعيك لتتوضأ للصلاة.
•أخي الكريم برجاء نشر هذه الرسالة لقول النبي- صلى الله عليه وسلم- (( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا )) فكل من صلى بسبب نشرك لهذه الرسالة فكل صلواته في ميزان حسناتك من غير أن ينقص من أجره شيئا، وابدأ
بنفسك أولاً...[ فاللهم اجعلنا سببًا لمن اهتدى ] آمين والحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته