غريـــــــــبه
( لمن شاء منكم أن يستقيم )
أختاه .. يا من أمرني الله بنصحك وزرع بفضله في نفسي الخوف عليك .. والغيرة على عرضك .. والنظر إلى ما يسرك .. إذا أردت أن تكون داعية فالطريق أسهل مما تظنين بكثير.. وأقصر مما تتوقعين .. لماذا داعية وليست مجرد مسلمة .. لأنني أحب لكم الخير .. والله يعلم كم أود أن تكوني سعيدة.. وأريد لك الدرجات العلى في الجنة فابدأي من الآن .. لأن العمر لا يكفي .. والوقت لا يفي .. نظرت إلى الأمس فأدركت ذلك ... ولأنك سوف تموتين .. واقسم بالله سوف تموتين وقد يكون ذلك الآن .. ولسوف تسكنين القبر لا مفر لك منه .. أين ما ذهبت على الأرض .. فأنت من الأرض .. وسوف تعودين إلى الأرض .. فاتق الله فوق الأرض
والله أخاف عليك أن تدخلي قبرك فيضم فلا يفرج عنك أبدا
والله أخاف عليك أن يجرك الملائكة من شعرك يوم القيامة للعرض على الجبار
والله أخاف أن تأتي يوم القيامة وتتعلقي برقبتي وتقولي .. يارب هذا لم ينصحني
اعلمي يا أختاه.. أنك بمجرد أن تتجهي إلى هذا الاتجاه فإن الله يفرح بهذا العمل وبإقبالك عليه.. وإن أخلصت النية لله سوف تستشعرين عظمة الله في كل شي.. وسوف تنظرين إلى الدنيا بنظرة لن تتخيليها مهما وصفتها لك .. كيف اصف لك .. كيف اصف لك .. تمشين بنور الله .. يحفك جلال الله . .تملأك عزة الإسلام
إذا جاء النهار فأنت من أهل الذكر والدعوة ... وإذا جاء آخر الليل فأنت من أهل القيام والمناجاة وأهل البكاء ... أحيانا خوفا من الله..وأحيانا محبة وشوقا إلى لله عز وجل ..ولا ننكر إن أصحاب الحب الزائف عيونهم تدمع ...فما بالك إذا كان المحبوب هو الله رب العالمين بكل جمال وجهه الكريم ورحمته .. أريدك أن تجربي هذه الدموع .. والله لن تتركيها أبدا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بدأ الدين غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء فقالوا صفهم لنا يا رسول الله قال الذين يصلحون ما أفسد الناس ) .. وكما قال احد الشيوخ غريبة ... سوف تكونين في زمن كثرت فيه الفتن ... غريبة ... ستكونين في زمن اندثرت عند كثير من الناس السنن .. إذا نظرت لنفسك أنك غريبة فأحمدي الله لأنك لا تنتمين إلى هذه الدنيا .. أنت فيها عابرة سبيل .. غريبة .. أنت تنتمين إلى الجنة ..أنت لك مكان بين الغرباء .. تحت شجرة طوبى
غريبة .. لا تسمع الأغاني ولا حتى تتابعها
غريبة .. تخرج من بيتها وكأنها ذاهبة إلى عزاء
غريبة .. تذكر الله و كأنها سوف تموت غدا
غريبة .. غريبة .. غريبة .. إنها المشتاقة للجنة
إذا نظر الناس لغرابة أفكارك بعد الالتزام فاحمدي الله ... فأفكارهم هم الفاسدة .. إذا نظروا لغرابة ملابسك ومظهرك ... فمظاهرهم هم الفاسدة .. إذا نظروا لغرابة طموحك وأحلامك ... فأحلامهم هي الفاسدة
وسأبدأ من الصفر مع إني أقل منكن بكثير وهذه مجرد اجتهادات وابدأ من تهيئة النفس أولا .. فمستحيل أن تكوني داعية وأنت لم تدعين نفسك قبل كل الناس
أسألك بالله
لا يقول لك الشيطان لست أهلا لذلك .. فتصدقينه
أو يقول لك العمر أمامك ... فتطيعينه
أو يقول لك أنت أفضل من غيرك ... فترضينه
فإني أخاف عليك أن تقولي غدا ( أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين )
1 – أصحبي الصالحات
تعرفي عليهن و سوف تجدينهن أحرص منك على هذه الصحبة وسوف تجدين واحدة منهن لا شك مميزة في إشراق الإيمان من وجهها ... سرعان ما تحبك قبل أن تحبيها .. ستشعرين بسعادة الدنيا في وجهها حين تراك .. وسوف تجدينها تود أن تأخذ بيدك حتى تنال الأجر انطلاقا من الحديث الشريف (( لأن يهدي بك الله رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ))...ومن أول يوم سوف تشعرين إن هذه أفضل إنسانه في الدنيا... وكل همك أن ترضيها وتكونين مثلها
2 – بداية الانتظام
تبدئين بالصلاة حتى ولو أخرتها وهذا شئ عادي في بداية الأمر وشوية شوية تنتظمي ولا تدخلي في الدين بقوة ... لأنه من دخل بقوة إما نهايته التطرف أو الانتكاس بقوة... وشاهدت مثل ذلك كثيرا إلا من سلمه الله
ملاحظة :
نتيجة هذه المرحلة تظهر في اليوم الثاني أو الثالث ...حيث تجدين نفسك منفتحة للدنيا... ونشيطة جدا... وتتحرين أوقات الصلاة وتقوي علاقتك الجديدة مع الله عز وجل..تباكي عند الصلاة ..واعلمي أن التباكي مثل الدواء .. كل يوم جرعة حتى يصبح البكاء عاده .. ويصبح عدم الخشوع هو المستحيل
لا تستعجبي إذا قال كل شخص تقابليه والله وجهك منور لأنه سينطبق عليك قوله تعالى (( أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس ))
3 – الحرب
وهنا... حين يرى الشيطان إن الموضوع جدي وليست نزوة يبدأ بالحرب و اعلمي أن الشيطان أعوانه في كل مكان .. ولكن مكانه الأساسي هناك ... عند الصراط المستقيم في أول طريق الدعاة ( لأقعدن لهم صراطك المستقيم )
... ستحسين بضيقة في الصدر..وكتمه في نفسك..ومن أعراض هذه المرحلة. إنك ترغبين في استعجال الصلاة... ولكن استعيذي بالله وتفك من الأولى.... ثم يأتي أول أسلحة إبليس حينما يعجز عن الدخول إليك ... وهم صديقاتك القدامى تجدينهم في هذا الوقت مشتاقين لجلستك... بل بعضهم يذكرك بذنوبك القديمة كما قال فرعون لموسى عليه الصلاة والسلام مذكرا إياه بقتله نفسا ( وفعلت فعلتك التي فعلت ) ...ولا تنسي إن الراسب يتمنى الناس كلهم راسبين ...كذلك الضال يتمنى الناس مثله... ولن يشجعك أحد إلا أهلك لأنهم يريدون لك الخير ...ثم ستجدين أبواب الحرام التي كنت تحاولين أن تفتحيها ولم تستطيعي قد فتحت أمامك... سواء غناء أو تليفونات أو غيبة..أو.
إذا لم تتعرضي لمشاكل ممن حولك فاعلمي أن التزامك ناقص فكيف تتركك الشياطين في يوم وليلة وقد صاحبتك منذ صغرك
هذه يا أختي أصعب مرحلة إن عديتها خلاص... وإن وقعت كملي منها ... ولا يضحك عليك إبليس ويقول طحت لأن هذا آخر دفاعاته وماله عندك بعدها إلا صغار الذنوب
4 – الذكر الدائم
اجعلي لك ذكر خاص تسبيح أو حمد في السيارة أو على الدرج أو في المطبخ لأن القلوب تصدأ وجلاءها بذكر الله ... وطوبى لمن بذكر ربه يتسلى
5– عدم سماع الأغاني
كيف يجتمع في إذن واحدة ذكر الله مع الأغاني ...إذا تركت الأغاني لمدة عشرة أيام بعد ذلك والله عند سماع أي أغنية ستشعر كأنها تيار220 فولت ضربك في جسمك .. دعيهم يستمعون ... هم يعلمون عقوبة ذلك .. والله يعلمون .. وأنت تعلمين .. ولكنهم استهانوا بينما أنت كأنك إلى عذاب أهل الغناء تنظرين .. سلوتك كلام الله .. هو الخليل والحبيب .. اعلم شخصا يقول .. لولا خوفي من الله لتمايلت مع القرآن ولا أقف من شدة ما يؤثر في نفسي
ملاحظة
من علامات ترك الأغاني أنه إذا سمعت القرآن تبكي وكأن الله أمامك خاصة إذا وقر في القلب أن الله يخاطبك أنت بهذا الكلام
6 – الغيبة
وهي والله أشد المحرمات وأقوى أسلحة إبليس وما عندي لها حل ولكن استغفري متى ما تذكرت واستسمحي ممن اغتبت فإن رأيتي أن ذلك سيفضي إلى الخصام فاستغفري لهم وادعي لهم بظهر الغيب
أختاه
إذا وصلت لهذه المرحلة فأنت داعية صامته .. أي أنت قدوة لمن حولك
المرحلة الثانية الثقافة
ابدئي بتدوين ما تسمعين أو استمعي للشرائط حتى وإن نسيت.. ستجدين ثقافتك الدينية توسعت وزادت .. إن نسيت فلا يهم .. أرأيت حين كنت تتعلمين القراءة .. هل كنت تحفظين ما تقرئين ؟
اقرئي القرآن فهو نور في الوجه وفي القلب ويكسبك رقة الدعاة ولين جانبهم وحلاوة معشرهم .. واقرئي سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعلمي كيف تتمعنين فيما تقرئين.. عن نفسي .. كلما قرأت القرآن.. أحسست أنها المرة الأولى التي أقرأه فيها .. ومع مجالسة الصالحات تبدأ ثقافتك بالنمو سريعا
المرحلة الثالثة الدعوة
هنا يا أختاه تأكدي أن نيتك خالصة لله عز وجل .. فهي السبيل الوحيد للفلاح في الدعوة وكم من دعاة يلقون المحاضرات ويخرج منها الناس بنفس حالتهم التي كانوا عليها .. وكم من دعاة يتغير الناس منهم بسبب كلمة واحدة ولكنها خالصة لوجه الله تعالى .. وسأذكر لك بضعة نقاط يجب التركيز عليها
دائما ابدئي بالسلام على الناس وتبسمي تبسم المشتاقة إليهم
إياك والهجوم مباشرة بعنف مهما كانت من امامك وابدأي دائما بالسلام
تعلمي دائما أن تثني على الناس او على صاحبة المعصية وابحثي عن صفاتهم الحسنة فهي مسلمة اولا وأخيرا ... وابدأي دائما بالثناء عليهن .. وحينما تغادرين اطلبي منها بشدة أن تدعو لك .. فهي إما تستشعر أنها فعلا مسلمة وتظن في نفسها الخير .. وإما فعلا أن دعاءها مستجاب ... وكوني كالوردة إن حضرت تبسم الناس .. وإن ذهبت تركت شذاها بينهم
إذا كانت تشعرين أن الموضوع قد يسبب المشاحنة فعرضي بالموضوع ولا تدخلي فيه مباشرة
ابتعدي عن الكلمات التي تسبب الجدال مثل أنت على خطأ.. أنت على باطل ... ولكن ركزي على الفعل .. مثل .. سماع الأغاني حرام ... فهي أجمل من ... أنت تستمعين إلى الحرام ... ويا حبذا لو أعقبت بعدها .. ولا تجوز من مسلمة عاقلة لها الفضل مثلك
ستجدين أهل الجدال .. والمستهزئين... وذلك يجب أن يزيدك فخرا .. في زمن أصبح الدين فيه غريبا .. فتبسمي ولا تملي منهن واتركيهن متى ما ضاق صدرك .. وادعي لهن فإنك لا تعلمين متى يكتب الله لهن الهداية ... وإياك والشماتة منهن فإنك لا تأمنين أن يهديهن الله ويضلك
تعلمي أن تنصتي أولا.. وفي حالات الاختلاف لا تجادلي .. فقط تعلمي فإن كانت حجتك قوية فنعم.. وإلا فابحثي في الموضوع قبل الرد .. إن استمر الجدال فدعيه فذلك خير لك
النشاطات الخارجية
دائما ابدئي بنفسك ... ثم من حولك قبل أن تنتقلي إلى الجيران أو الصديقات.. وإذا توفر معك مبلغ من المال فانظري في شأن المطويات والأشرطة الدينية وقومي بتوزيعها أو تركها في أماكن الأفراح أو أقسام النساء في المستشفيات أو المدارس .. ووكلي الله في أمرها فإنك لا تعلمين من ينتفع بها
خاتمة
أختاه هذا الطريق أوله صعب.. فترك الملذات أمر يصعب على النفس خاصة إذا تعودت أن تتركيها على هواها ولكن بعد فترة أعدك انك ستندمين على أية معصية اقترفتيها .. دعي أهل المعاصي ولا تغبطيهم أو تودي أن تفعلي مثلهم .. أتحسدينهم على عمل سيندمون عليه .. أم تغبطينهم على سواد وجوههم يوم القيامة .. أم على نظرة غضب ينظر بها إليهم المنتقم الجبار.. صبرا .. إن هي إلا حياتنا الدنيا والقبر موعدي و موعدك وموعدهم أجمعين
( فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون )
الله يعلم بأني ما بخلت عليك بشئ أعلمه أو شئ أعتقد أن يزيدك من خير الدنيا وخير الآخرة إنما هذه تذكرة لعلك تتقين
انقلوا عن أخيكم .. فإنكم لا تعلمون من يصيب الله بهذه الكلمات
فإنكم لا تعلمون لعلها تثقل في موازينكم
فإنكم لا تعلمون حاجة غيركم إليها
فإنكم لا تعلمون حاجتي إلى كل حسنة أو دعاء بظهر الغيب
المرواني