بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي وهب لنا العقل وكرمنا به وفضلنا به على سائر مخلوقاته قال - تعالى -: "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ( 70 ) {الإسراء: 70}.
وقال - تعالى -: "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" {التين: 4}.
أخي الحبيب، بعد تفضل المولى عز وجل عليك بهذه النعم وميزك عن جميع مخلوقاته، ومنحك هذا العقل لتميز به الخير من الشر، والنافع من الضار، والخبيث من الطيب هل ترتضي لنفسك أن تكون ممن لا عقل له ولا بصيرة فتدمر عقلك بالمخدرات، فتصبح مسلوب العقل والبصيرة والإرادة.
فلا عبادة تستطيع القيام بها كما أوجبها الله عليك. ولا أسرة تقوم بشؤونها على خير ما يرام. ولا عملاً موكلاً إليك تؤديه على الوجه المطلوب.
بل انحطاط وتفكك وضياع وخسران الدنيا والآخرة والعياذ بالله، والمخدرات لا يقتصر ضررها على المتعاطي بل يتعدى ذلك إلى إلحاق الأذى بالآخرين، والتعدي على أنفسهم، وأعراضهم، وممتلكاتهم، وأموالهم.
فكم من نفس بسبب المخدرات أزهقت. وكم أعراض بسبب المخدرات انتهكت. وكم من أموال بسبب المخدرات أهدرت. وكم من ممتلكات بسبب المخدرات ضيعت. وكم من عقول بسبب المخدرات دمرت، فيا ليت قومي يعلمون.