بتـــــاريخ : 12/26/2008 11:29:58 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 778 2


    °00( لـــذّةُ العِبَـــادة .. كيف نحصّلها ؟!)00°

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : الفتاة العربية | المصدر : 7awa.roro44.com

    كلمات مفتاحية  :
    لذة العبادة كي نحصلها
    افتراضي °00( لـــذّةُ العِبَـــادة .. كيف نحصّلها ؟!)00°

     

    لـــذّةُ العِبَـــادة .. كيف نحصّلها ؟!


    بسم الله الرحمن الرحيم


    إنّ مِن أعظم اللذات وأجلّ المُتـَع "العبـــادة". أن تُقرّب لربك سبحانه وتعالى ما أمرك به.
    قال تعالى:
    وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً (69)
    [النساء]


    أين مكان الإيمان؟ أين موضع الإيمان؟
    موضع الإيمان القلب هو الذي يعرف يتذوق, هو الذي يعرف اللذة من غيرها,ولذلك لا يصف تلك اللذة إلا قلبٌ سائرٌ لله ولا يعبّر عن تلك اللذة إلا قلبٌ
    عمل لله سبحانه وتعالى.

    إن هذه اللذة لذة دائمة لا تنقطع, إنّ أهل الدنيا يتمتعون ويتلذذون ولكنها والله لذة منقطعة, والله الذي لا إلـه إلا هو هذه الدنيا ما أسعدت أقوامآ إلا
    وأشقتهم وإنّ الدنيا ما رفعت أقوامأ إلا وأخفضتهم.

    دنيا دنيّة فما من لذة فيها إلا هي لذة منغّصة, دار نكد ومنغّصات.

    قال تعالى:
    ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمْ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3) [الحجر]


    أما أنت لذّتك تكمن في ركعتين من الليل, لذتك في ذكر الله, لذّتك في أمر معروف أو نهي عن منكر, لذتك في إدخال السرور لقلب مسلم, نعم والله هذه لذات
    لا تعدِلها لذة. فقرّب قلبك لله واستمرعلى فعل الطاعات حتى تلقاه.

    إنّ المؤمن في جنة في الدنيا كلّما كان مع الله وكلما كان سائرآ لله تعالى تستمر هذه اللذة وتبقى معه هذه الجنة حتى يحطّ برَحله جنّة عرضها السموات والأرض.
    قال تعالى:
    وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) [آل عمران]


    القرب من الله تعالى لذة, كان الأُوَل يتنعّمون بلذة العبادة ولذة القرب, وكان في قلبهم شوق عجيب لله عز وجل, ليلهم قيام ونهارهم صيام وقرَبٌ وطاعات

    وكلّهم باتَ بالقرآن مندمجآ .. كأنه الدّم يسري في خلاياهُ
    فالأذن سامعة والعين دامعة .. والنفس خاشعة والقلب أوّاه

    قال تعالى:
    كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19)
    [الذاريات]


    أيـن مكانكِ من ربّك؟
    انظــري لقلبكِ هل هو مع الله ؟!!

    جرّبِ القرب والدّنو من الله تعالى وتأكدي أنه مهما كانت مكانتكِ ومهما كانت أهميتكِ ومهما علا مركزك ِ في الدنيا, وكنتِ بعيدة عن الله فأبشري بغضبٍ من
    الله وهذا مصداق كلامي .

    قال تعالى:
    وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) [طه]



    عندما سئل بلال رضي الله عنه عن سبب صبره على الإيمان مع شدة تعذيبه وطرحه في رمضاء مكة الحاره فقال قولته المشهوره :
    "مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "

    إن لم تكوني ممّن تذوقوا لذّة العبادة فسارعي إلى أن تكوني إحداهن ولبلوغ ما بلغه السلف الصالح في هذا الباب عليكِ أخيتي الحبيبة:

    أن تخلصي النية وتسألي نفسكِ دومآ ما إن كان كل عمل تقومين به خالصآ لوجهه عز وجل وأنكِ تقومين به طلبآ للجنة ونجاة من النار. قال رسول
    الله صلى الله عليه وسلم: (من تعلم علماً بما يبتغي به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة (يعني ريحها) يوم القيامة).



    الصبر والمجاهدة. نعم يا غالية عليكِ بمجاهدة النفس وتعويدها العبادة والتدرج فيها، ولابد من الصبر في البدايات على تعب العبادات وحمل النفس عليها
    تارة وتشويقها إليها أخرى حتى تذوق حلاوتها, فالتعب إنما يكون في البداية ثم تأتي اللذة بعد. احتسبي الأجر عند الله عز وجل, فالعمل الذي تقومين به لا
    ترجين من وراءه دنيا زائلة, بل أنتِ قاصدة ثواب وأجر. قال تعالى:
    إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) [الزمر]



    ولإستشعار اللذة الدائمة وتعويد النفس على تذوّقها عليكِ بالمواظبة على صيام الإثنين والخميس وان لم تستطيعي, فصيام ثلاثة أيام من كل شهر, وإن لم
    تستطيعي فعليكِ بالصيام الموسمي (الست من شوال ، وعرفة ، وعاشوراء) ويكفيكِ أخيّة أن تعلمي بأن الصيام من أحب الأعمال إلى الله عز وجل، قال تعالى
    في الحديث القدسي : ( ‏كل عمل ابْن ‏‏ آدَم ‏‏له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به, يدَع شهوته وطعامه من أجلي).


    قراءة القرآن بتدبّر والمحافظة على الورد اليومي منه, حتى تكوني قادرة على ختمه مرة في الشهر, وذلك يكون بقراءة أربعة صفحات قبل كلّ صلاة. فعن أبي
    امامة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
    (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأَصحابه).


    كما عليكِ أخيّة بالتّبكير للصوات وأدائها على وقتها, كما لا يفوتكِ أن تصلي السنن الرواتب. ففي الصلاة مقرُبة من الله عز وجل وراحة وجلاء للقلب
    وصيانة للجوارح. عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي حتى ترم – أو تنتفخ – قدماه، فقيل له:
    يا رسول الله أتصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: أفلا أكون عبدًا شكورًا؟ ).

    هذا ردّ خير البرية حبيب الله خاتم الرسل, فما ردّكِ أنتِ يا أمة الله ؟!

    وعن النبي صلى الله عليه وسلم:
    ( من صلى لله ثنتي عشرة ركعة من غير الفريضة بنى الله له بيتاً في الجنة ).



    المحافظة على أذكار الاستغفار وخاصة ( أذكار الصباح والمساء , والنوم , والدخول والخروج من المسجد ومن المنزل ومن الخلاء وغيرها ) وأعظم
    الذكر هو كتاب الله جل وعلا. يقول صلى الله عليه وسلم: ( إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم والليلة أكثر من سبعين مرة ).


    الصدقة يومياً ( أو أسبوعياً ) , لأنكِ لو تصدقتِ يومياً لدعا لكِ يومياً ملَك , وفي ذلك مداومة على عمل صالح وهو مما يورث لذة العبادة. قال رسول الله
    صلى الله عليه وسلم:
    ( إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى ).


    المحاسبة قبل النوم , كيف تكون المحاسبة ؟؟
    تكون المحاسبة في : هل ازددتِ علماً , وكيف كانت عبادتك, والمحاسبة في التفريط في الطاعة وفي عمل المعاصي واحتقار صغائر الذنوب, وتعويد النفس على
    تجديد التوبة, فإن الله عز وجل يحب التوابين الأوابين. يقول تعالى:
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) [الحشر].



    سلامة القلب من الأمراض ( الحقد, الحسد, البغض, الكره, الغيبة, النميمة ..) وكلّ ما يورث في القلب مرضأ يسقمه, اتركِ المعصية لأجل الله عز وجل وابتغاء
    مرضاته, فالمعصية تتبعها المعصية والذنب يتبعه الذنب فتكبُر الذنوب وكما تعلمين أن الجبال من الحصى !! وقال عليه الصلاة والسلام حاثاً على المحبة والألفة
    ونبذ التباغض: ( والذي نفسي بيده, لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا).



    المُسارعة إلى صلة رحمك الذي قطعته سنين عديدة بالإحسان إليهم وايصال ما أمكن من الخير إليهم ودفع ما أمكن من الشر عنهم, والسعي لإرضاء الوالدين الذين
    أعيـيتِهم أيامآ مديدة, فرِضى الله عنكِ لا يكون إلا برضى والديكِ وبرّك لهما وعطفك عليهما وتلبية حاجاتهما. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    ( إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم ).



    قيام الليلة ولو بركعتين !!
    فهو دأب الصالحين, وتجارة المؤمنين, وعمل الفائزين, ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم, ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم, فيشكون إليه أحوالهم, ويسألونه من فضله,
    فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها, عاكفة على مناجاة بارئها, تتنسم من تلك النفحات, وتقتبس من أنوار تلك القربات, وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.


    قال بعض السلف:
    "إني لأفرح بالليل حين يقبل لما يلتذ به عيشي, وتقر به عيني من مناجاة من أحب, وخلوتي بخدمته, والتذلل بين يديه,
    وأغتم للفجر إذا طلع لما اشتغل به".


    وكان ثابت البناني يقول:
    "اللهم إن كنت أعطيت أحدًا الصلاة في قبره فأعطني الصلاة في قبري".


    وقال سفيان الثوري:
    "إني لأفرح بالليل إذا جاء, وإذا جاء النهار حزنت".



    الإكثار من الخلوة بالله تعالى, فتخيري يا أمة الله أوقاتًا تناسبكِ في ليلك أو نهارك, تناجين فيها ربك, وتبتعدين فيها عن ضجيج الحياة وصخبها, تبثين له شكواكِ،
    وتنقلين إليه نجواكِ, وتتوسلين فيها إلى سيدك ومولاكِ. فلله كم لهذه الخلوات من آثار على النفوس, وتجليات على القلوب؟!
    وقد قيل لبعض الصالحين لما أكثر الخلوة:
    ألا تستوحش؟ قال: وهل يستوحش مع الله أحد؟!!


    وقال آخر: كيف أستوحش وهو يقول: وأنا معه إذا ذكرني؟!


    فليتك تحلو والحياة مريـرة .. وليتك ترضى والأنام غضاب
    وليت الذي بيني وبينك عامر .. وبيني وبين العالمين خراب
    إذا صح منك الود فالكل هين .. وكل الذي فوق التراب تراب


    وأخيرآ الدعاء, فهو سبيل الراغبين, ووسيلة الطالبين, الشفيع الذي لا يرد, والسهم الذي لا يطيش.. فمتى فتح لكِ منه باب فقد أراد الله بك خيرآ كثيرآ..
    فارفعي يديك لمولاك واضرع إلى ربك بقلب خاشع وطرف دامع وجبهة ساجدة, مع قصد وتوجه وتحرق وتشوق وتعلق بالذي لا يخيب مؤمله ولا يرد سائله
    أن يمن عليكِ بلذة العبادات ويملأ بها قلبك ونفسك وروحك فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه..


    وفي المسند .. كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
    "اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا, وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان, واجعلنا من الراشدين".



    همسة أخيرة أهمسها في أذن كلّ غـاليـة !


    لتَكن عبادتك عبادة سر حتى لا تكون هباءً منثورآ, لتكن عبادة سر بينكِ وبين ربك الذي لا إله إلا هو, يا أختي استخفي عن الناس وان كانوا اقربهم إليكِ, واسألي نفسك,
    هل خلوَتي مثل جلوَتي وهل سرّيتي مثل علانيتي في العبادة ؟!


    هنا السؤال وهنا العبرة.



    فأسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكِ ممن يتعبدون ربّهم سرّآ وان يثبت قلبي وقلبكِ على طاعته
    اللهم آميـن.

    بالله عليكم ادعو الله ان يحقق لى ما اتمنى فى القريب العاجل وجزاكم الله كل خير




    كلمات مفتاحية  :
    لذة العبادة كي نحصلها

    تعليقات الزوار ()