منذ ما اُهُبِـط آدم إلى الأرض بدت الـمعركة بين الشيطان والأنسان ولازالت مستمرة
إلى يوم الدين ,فابليس توعد بني آدم بِضلال وأقسم وأكد على ذالك وصدق ظنه عليهم فأغوى كثير ممن تبعوه عن اراده,ووقع كثير في الذنوب والمعاصي فكان لابد
للأنسان من التوبة لكي يقوم نفسه من وحل الذنوب والمعاصي ويسلك طريق المتقين
الأبرار,ويدخل الجنة مع النبيين والصدقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقاً
فتعالو احبتي في الله لنجول في الكتاب والسنة ونبحث عن معالم التوبة الصادقة.
أولا:تـعريـف التـوبـة
قال ابن القيم الجوزي رحمه الله{ فحقيقة التوبة هي الندم على ما سلف منه في الماضي، والإقلاع عنه في الحال، والعزم على ألا يعاوده في المستقبل }
ثانيا: شروط التوبة الصادقة
1-الأقلاع عن الذنب مهمها كان صغيرا أو كبيرا في الحال
2-الندم على مافات واسرف من الذنوب في الماضي
3-العزيمة الصادقة ألا يعود إلى الذنوب في المستقبل
4-رد المظالم إلى اهلها فأن اغتاب احداً ذهب أليه واعتذر وتحلل منه,وأن سرق من احد رد أليه ماسرقه منه وهاكذا
5-أن تكون خالصه لوجه الله فلايتوب لأجل الناس أو الفضيحه
ولاتتحقق التوبة ألا بهذه الشروط .
ثالثا:التوبة في كتاب الله الكريم
1- حـث اللـه عـباده الـمؤمـنين على المبادرة بالتوبة فقال{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَـاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } التحريم :8
2- متى تكون التوبة من الله.قال تعالى{إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيما}النساء :17
3-اعلام الله لعباده انه يقبل التوبة,فقال تعالى{أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } التوبة : من الآية 104
وقال أيضا{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } الشورى : 25
4- اعلام اللـه تعالى أنه يحب التوابين فقال تعالى{إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين} [البقرة222]
فشأن التوبة عند الله عضيم والآيات في هذا الباب كثيرة لاكن اقتصرت على هذه الآيات فأقبل ايها التائب فأن الله يحبك.
رابعا:التوبة في السنة المطهرة
1-عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:((لله أشد فرحاً بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دَوِّيةٍ مهلكة، معه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فنام فاستيقظ وقد ذهبت، فطلبها حتى أدركه العطش، ثم قال: أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه، فأنام حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ وعنده راحلته، عليها زاده وطعامه وشرابه، فالله أشد فرحــاً بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته")).رواه البخاري
2-عن الأغرِّ المزني- رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( يا أيها الناس توبوا إلى ربكم، فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرَّة)). أخرجه البخاري
3-عن عبدالله بن عمر-رضي الله عنه- قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر))أخرجه الترمذي وقال:حسن غريب
4-وعن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: (( من تاب قبل أن تطلع الشمس مِنْ مغربها تاب اللَّه عليه )). رواه مسلم
5-وعنأبي موسى عبد اللَّه بن قيس الأشعري رَضِيَ اللَّه عنه عن النبي صَلَّى اللّه عليه وسلّم قال: (( إن اللَّه تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس مِنْ مغربها)) رواه مسلم
6-عن أبي هريرة -رضي الله عنه -قال: قال صلى الله عليه وسلم : (( من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها ، تاب الله عليه )) رواه مسلم
اقوال الصحابة والتابعين في التوبة
* قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- : ( اجلسوا إلى التوابين فإنهم أرق أفئدة ).
* قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: ( التوبة النصوح: الندم بالقلب والاستغفار باللسان والإضمار أن لا
يعود إليه أبدا).
* قال قتادة -رحمه الله- : (القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم أما دائكم فالذنوب وأما دواؤكم فالاستغفار).
* قال الفضيل -رحمه الله- : (الاستغفار بلا إقلاع توبة الكاذبين).
* قال مجاهد -رحمه الله- : (من لم يتب إذا أمسى وإذا أصبح فهو من الظالمين).