بسم الله الرحمن الرحيم
يقول من وقف على القصة: ذهبنا للدعوة إلى الله في قرية من قرى البلاد فلما دخلناها وتعرفنا على خطيب الجامع فيها قال خطيب الجامع: أبنائي أريد منكم أحد أن يخطب عني غداً الجمعة. يقول فتشاورنا، فكانت الخطبة عليّ أنا. فتوكلـــت على الله. وقمت في الجمعة خطيباً ومذكراً وواعظاً، وتكلمت عن الموت وعن السكرات وعن القبر وعن المحـــــشر وعن النار وعن الجنّة. يقول: فإذا البكاء يرتفع في المسجد فلمـا انتهينا من الصلاة فإذا شابٌ ليس عليه سمــــات الالــــــتزام يتخطى الناس ويأتي إليّ وكان حلــــــيق اللحية مسبل الثوب رائحة الدخان تنبعث من ثيابه فوضع رأسه على صــــــدري وهو يبكي بكاءً مراً، ويقول: أين أنتم أخي؟ أريد أن أتوب مللت من المخدرات مللت من الضياع. أريد أن أتوب ــ يريد أن يجدد العلاقة مع الله، يريد أن يمسك الطريق المستقيـم ــ
يقول فأخذناه إلى مكان الوليمة الذي أعد لنا. فأعطيناه رقم الهاتف.. واتصل بنا بعد أيام وقال: لا بد أن أراكم. يقــول فذهبنا إليه وأخذناه إلى محاضرة. وبعد أيام اتصل بنا أيضاً وقال سآتيكم.
يقول: فيا للعجب عندما رأيناه وقد قصر ثوبه وأرخـــى لحيته وترك الدخان، يقول والله لقد رأيت النور يشعّ مــــن وجهه.
يقول: ثم ذهب من قريته إلى مدينة أخرى في نجد. ذهب إلى أمه. جلس معها عند أخيه فإذا هو بالليل قائم وبالنهار صائم لمدة ثلاثة أشهر وفي رمضان قال لأمه: أريد أن أذهب إلى أفغانستان.. لا يكفر ذنوبي إلى الجهاد. قالت أمه:
اذهب بني.. اذهب رعاك الله.
قال: بشرط أن أذهب بكِ إلى العمرة قبل أن أذهب إلى أفغانستان. فإذا بأخيه يقول له: أخي لا تذهب بسيارتي إلى العمرة فقد اشتريتها بأقساط ربوية. قال: والله لن أذهب إلى مكة ولكن سوف أذهب إلى الرياض لأبيع هذه السيارة واشتري لك سيارة خيراً منها.
وفي طريقه إلى الرياض تنقلب به السيارة ويموت وهو صائم.. ويموت وهو يحمل القرآن.. ويمــــــوت ذاهبٌ إلى أفغانستان.. ويموت وهو بارٌ بأمة..ويمــــــوت وهو بنية العمرة