حوارات أسرية خاطئة
بعض الحوارات الخاطئة التي تحدث في بعض بيوت المسلمين، والتي لا تجلب من ورائها إلا الحسرة والندامة، وذكرنا أربعة أمور خاطئة:
1- الحوار في ظروف غير مناسبة.
2- الموقف الهجومي قلما يأتي بفائدة.
3- الحوار ساعة الغضب.
4- عدم الاعتراف بالخطأ
5- محاولة الحوار بالصراخ بديلا عن الحوار بالإقناع
وهذا للأسف يحدث في بعض البيوت، فما إن يبدأ الحديث في مشكلة طارئة أو قضية عارضة حتى يرتفع الصوت وتعلو نبرة الحديث، لينتقل الحوار من البحث عن حل مشكلة بعينها إلى الدفاع عن وجهة نظر أحد الطرفين والتي يرى أن الانسحاب منها فرار من الزحف لا يجوز!! ما إن يبدأ الحوار حتى يحمر الوجه وتنتفخ الأوداج، ويعلو الصوت ويضيق الصدر، ويكثر الضجر والصخب ليحل محل الهدوء والإقناع، وقد قيل قديماً:("إن كثرة الصخب دليل على الحماقة وقلة العقل".وإذا كان ارتفاع الصوت في غير موضعه من الرجال قبيحاً فهو من النساء أقبح وأشنع. ولعل ذلك هو الذي أغضب أبا بكر رضي الله عنه من عائشة رضي الله عنها ففي حديث النعمان بن بشير قال: (استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم فإذا عائشة ترفع صوتها عليه فقال: يا بنت فلانة! أو يا ابنة أم رومان: ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم! فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها)، أراد أبو بكر أن يتوجه إلى عائشة ليضربها ويعنفها: (فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها، ثم خرج أبو بكر رضي الله عنه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يترضاها( يترضى عائشة ويتلطف معها) وقال: ألم تريني حلت بينك وبين الرجل؟!
يستشفع بالموقف الدفاعي الذي وقفه عليه الصلاة والسلام، ثم استأذن أبو بكر مرة أخرى فسمع تضاحكهما، أي: النبي عليه الصلاة والسلام وعائشة. قد أزال عليه الصلاة والسلام بحسن معاملته هذا الأمر الذي كان سبب هذا الغضب، فقال أبو بكر:(أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما) فما أجمل هذا الموقف، والذي ينبغى أن يكون أساسا للتعامل بين الأزواج.
أما الصراخ والعويل فأمر ينبغى أن توصد دونه الأبواب وأن ترصد له الحجج البينات، الهدف من ذلك صلاح البيت واستمراره بعيدا عن العثرات التي تعوق تقدمه في أمان واطمئنان.
والذي يعين المرء على هذا الإحلال (أعنى إحلال الهدوء والإقناع ليكون بديلا عن الصراخ) النظر إلى المآلات، فكم من بيوت قوضت على رأس أصحابها من جراء هذا الأمر، والعجيب أنه وبعد أن تقوض البيوت يندم كلا الزوجين ويتمنيان العودة، ويتمنيان أن لو قد تفاهما بهدوء بعيدا عن الصخب والصراخ.
وكم رأيت من أمثال هؤلاء في واقعنا المعاصرآخرهم أخ صالح لا أعلم عنه إلا كل خير قابلته وهو يفرك يديه نادما من جراّء ما وقع متسائلا هل بعد الطلاق ثلاثا في مجالس شتى تتسع الآمال!!!
فتذكرت واقعة حدثت مع الشاعر العربي قيس بن ذريح الذي أحب لبنى وتزوجها ثم طلقها وندم على ما فعل فقال:
يقولون لبنى فتنة كنت قبلها بخير فلا تندم عليها وطلق فطاوعت اعدائي وعاصيت ناصحي واقررت عين الشامت المتملق وددت وبيت الله اني عصيتهم وحملت في رضوانها كل موثق إلى أن قال أتبكى على لبنى وانت تركتها وكنت كآت حتفه وهو طائـع
اللهم احفظ بيوت المسلمين من الضياع والفراق آمين آمين.