يعلمنا الأولاد عادة بصوت عال واضح إذا كان ثمة ما يزعجهم . نعرف ذلك من حياتنا اليومية في بيوتنا, مع الأولاد كل يوم يوجد مسرحية , لعبة ضائعة ,واجب لم ينفذ , أغراض من المكتبة , شجار مع الإخوان ....الخ. أية أزمة من هذه الأزمات تؤدي إلى كثير من الدموع و العواطف و الانفعالات السريعة القوية التي سرعان ما تزول بزوال الموقف ..
ذكـــرنا سابقا :كيف يعترف الوالدان بمشاعر أطفالهم , والآن أريد أن أركز على مساعدة الوالدين على معالجة الصراع اليومي الذي يعانون منه عندما يتصرف أولادهم بطريقة غير مقبولة و غير متعاونة .
هناك خمس مهارات مفيدة قد لا تكون كلها ناجحة كل الوقت ولكنها كفيلة أن تخلق جوا و مناخا من الاحترام تنمو فيه روح من التعاون المطلوب داخل الأسرة .
قبل استعراض هذه المهارات الخمس لابد من الابتعاد عن الطرق الشائعة استعمالا من قبل الوالدين لجعل الأولاد يتعاونون معهم :ـ
1 ـاللوم و الاتهام :
مثال :
المكان دائما متسخ بعدك؟
لماذا تفعل هذا دائما ؟
كم من المرات قلت لك أن تستعملي كأسا ؟
أنتِ لا تسمعين أبدا ؟
2 ـالشتــــائم :
مثال :
أنت لا تفهم ؟
دائما تتصرف بغباء ؟
يا ......يا......؟ يا ابن ......؟
أنت مقرف ؟ انظر كيف تأكل؟
3ـ التهديدات :
مثال :
ياويلك لو .........؟
إذا لم ترتب الغرفة و ألعابك سوف أضربك !
4 ـ الأوامر:
مثال :
ساعدني بحمل هذا هيا بسرعة ؟
اذهب و رتب غرفتك هذه الدقيقة ؟
اذهب و ارمي القمامة, ماذا تنتظر هيا تحرك!
5 ـ عبارات الضحية :
مثال :
- هل تكفان عن الصراخ أنتما الاثنين.
ماذا تريدان أن تفعلا بي ؟
تريدون أن أصبح مريضة ؟...أم أصاب بجلطة في القلب ؟
- لقد أصبت بالجنون منكم ؟ رفعتم ضغطي ؟
6 ـ مقارنات :
مثال :
- لماذا لا تكون مثل أخيك؟
- انظري إلى أختك و ملابسها المرتبة؟
7 ـ السخرية :
مثال :
- كنت تعرف أن عندك امتحان غداً و ضيعت الكتاب ؟هكذا يفعل الأذكياء من الناس؟
- هل هذا الواجب الذي كتبته طوال الوقت ؟ ما هذا الخط ؟ربما مدرسك يستطيع القراءة باللغة الصينية. أما أنا فلا ..؟
8 ـ التنبؤ:
مثال :
كل ما تستطيع ان تفعله هو الشكوى .لم تحاول أبدا أن تساعد نفسك ولا مرة واحدة .
أستطيع أن أتخيلك بعد عشر سنوات من الآن مقحما نفسك وغارقا بالمشاكل ؟
لابد من إدراك أن أشد هذه الأساليب على الأولاد و تأثيرها بصورة سلبية على احترام الذات والإحساس بالأمان نفسياً هي :
( الشتائم – التهديد – السخرية – المقارنة ) .
للوصول الى الترغيب في التعاون :
1- صف ماذا ترى ,أو صف المشكلة :
بدلاً من
|
الوصف
|
كم مرة قلت لك أن تطفئ ضوء الحمام بعد استخدامه؟
كم مرة؟؟
|
مازال الضوء منارا في الحمام !
|
دعي الهاتف من يديك في هذه اللحظة؟ لقد تكلمت كثيراً؟
|
احتاج أن أستعمل الهاتف الآن .
|
تذكير:من الأسهل التركيز على المشكلة عندما يصفها لك أحدهم .
2-أعط معلومات :
بدلا من
|
الوصف
|
من الذي شرب الحليب وترك العلبة خارج الثلاجة ؟
|
يا أولاد يصبح طعم الحليب حامضا إذا بقي خارج الثلاجة .
|
إن وجدتك تكتب على الجدران مرة أخرى فسأضربك؟
|
الجدران ليست للكتابة ,الورق هو للكتابة .
|
تذكير: المعلومات أكثر قبولاً من الاتهامات .
3 – أوجز الكلام :
بدلاً من
|
الوصف
|
قلت لكم المرة تلو الأخرى أن تلبسوا بيجاماتكم وكل ما تفعلونه هو اللعب هيا البسوا بيجاماتكم قبل مشاهدة التلفاز ولكن لا أرى أي بادرة أو تعاون منكم لفعل أي شيء .
|
يا أولاد البيجامات !
|
تذكير :يكره الأولاد سماع المحاضرات و المواعظ الطويلة ,الإيجاز هو الأفضل.
4 – أفصح عن مشاعرك :
بدلاً من
|
الوصف
|
أنت وقح ودائما تقاطعني عندما أتكلم
|
أشعر بأني محبطة عندما أبدأ قول شيء ولا أستطيع إنهاؤه.
|
ماذا دهاك ؟أنت دائماً تترك الباب مفتوحاً
|
يزعجني أن يكون الباب مفتوحا لا أريد أن يدخل الذباب على طعامنا .
|
تذكير : لا تعلق على طبع الولد أو شخصيته .
حين نفصح عن مشاعرنا نكون صادقين دون أن نؤذي .
5 – اكتب ملاحظة :
أحيانا لا يكون شيء مجديا مثل كتابة ملاحظة .
مثال : ملاحظة كتبها أب تعب من تنظيف شعر ابنته من المغسلة وعلقها بجوار المغسلة:
( ساعدوني ! الشعر في المجرى يؤلمني كثيرا.. بالوعتكم المسدودة ).
مثال :
هذه ملاحظة معلقة على باب غرفة النوم كتبها أبوان متعبان من العمل:
(هــــــــس..هـــــــس..هـــــــــس....أمي وأبي نائمان ).
تذكرة سريعة بالمهارات الخمس :-
الترغيب في التعاون
1-صف ما تريد : ( توجد منشفة مبتلة على السرير ).
2-أعطي معلومات : ( المنشفة بللت سريري ).
3-أوجز الكلام : ( المنشفة !)
4-أفصح عن مشاعرك : ( لا أريد أن أنام على سرير مبتل ).
5-اكتب ملاحظة : فوق حامل المنشفة : ( الرجاء ضعوني هنا حتى أجف ).
في الختام أحب أن أذكر أن الأولاد ليسوا أجهزة آلية نضع لها سلسلة من الأساليب و تتبعها فلابد من أن ندرك أن الهدف هو أن نضع نهاية للحديث الذي يجرح الروح و نستبدله بلغة تغذي احترام الذات .
أن نخلق مناخا عاطفياً يشجع الأولاد على التعاون لأنهم يهتمون بأنفسهم و يهتمون بنا .
أن نصل إلى نوع من التواصل المحترم الذي نأمل أن يستعمله أولادنا معنا الآن ومن ثم في سن المراهقة ثم عندما يصبحون راشدين و أصدقاء لنا .
أذكركم بأن الصبر من ثمرات الإيمان, و ثمرة هذه المقالة هي الرحمة ,فالمؤمن لا يعرف قساوة في قلبه ولا غلظة في معاملته ولا شدة في سلوكه .
فمن أين يستمد الوالدين رحمتهم على الأولاد؟
إن المؤمن يستمد رحمته من رحمة الله الواسعة, قال تعالى :{كتب على نفسه الرحمة} سورة الأنعام -12
معنى ذلك أن قاعدة المعاملة بين الله الخالق و بين خلقه من عبادة تقوم على أساس الرحمة.
إدراك هذه الحقيقة يوجب علينا أن نرحم أولادنا و أن نصبر عليهم ولا نستعجل النتائج المطلوبة منهم .
بارك الله لي ولكم وكتب صلاح أولادنا والمسلمين أجمعين.