بتـــــاريخ : 6/17/2008 10:45:40 PM
الفــــــــئة
  • التقـنيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 2202 0


    الشركات الزراعية ومشكلة المياه الجوفية في السعودية - بين الحقيقة والمبالغة

    الناقل : صيد الخاطر | العمر :52 | الكاتب الأصلى : ابو حسني | المصدر : tdwl.net

    كلمات مفتاحية  :
    نبات هندسة مياة مياة جوفية

    بسم الله الرحمن الرحيم




    كثر الكلام عن ضرر زراعة القمح في المملكة على مخزون المياه الجوفية لذا رأيت أن أقوم بمحاولة لبحث الأمر وتصور مدى الضرر إن كان واقعيا.


    علميا :

    إذا هطلت بوصة واحدة من المطر على الأرض فالكيلو متر المربع يستقبل 25 ألف متر مكعب.

    كمية المطر سنويا على المملكة تساوي 4 بوصة في المتوسط غالبا في فصل الشتاء.

    مساحة المملكة = 2.25 مليون كيلو متر مربع.

    نسبة تسرب ماء المطر إلى الأرض من 40% إلى 50% خصوصا أن المطر يكون في الشتاء عندما تقل نسبة التبخر وأرض المملكة رملية أو رسوبية بشكل عام تمتص الماء بسرعة وهذا كلام علمي ليس تخميني.

    نستخلص مما سبق أن الكيلو متر المربع في المملكة يستقبل سنويا 100 ألف متر مكعب من الماء والمملكة بشكل عام تستقبل 225 مليار متر مكعب 40% على الأقل تتسرب لباطن الأرض لتغذي المياه الجوفية يعني 90 مليار متر مكعب كل سنة (طبعا قد لا يمكن استعادة جميع هذه الكمية حيث قد تتسرب لأماكن غاية في العمق وأغلبها يعود للبحر كي تستمر دورة حياة المياه).

    يتم تحلية 8 مليار متر مكعب سنويا يتسرب أغلبها لباطن الأرض بعد الاستخدام وهذه تضاف للرقم النهائي.


    ميكانيكية جريان الماء في باطن الأرض :

    الماء الجوفي غير ثابت داخل الأرض بل يتحرك إلا إذا أنحبس في شقوق صخرية غير نافذ تمنعه من الحركة وهذا قليل لكن في الغالب يوجد مستوى لسطح الماء متساوي نسبيا عبر الأرض لكن العمق يختلف باختلاف موقع الحفر فلو حفرت في أعلى تل لن تكون المسافة بقصرها فيما لو حفرت في عمق وادي.


    كما أسلفت فالماء متحرك ولنأخذ اليابسة على أنها عبارة عن إسفنجه يرشح منها ماء المطر عندما تمتصه لأقرب منخفض وحيث لا يوجد منخفضات مشهورة في المملكة ففي الغالب تتجه مياه الأمطار للبحر لتعود في دورة الماء السنوية (يعني تضيع دون أن نستفيد منها).


    إذا لماذا يعاني المزارعين من انخفاض مستوى المياه في آبارهم ؟ الجواب هو أن حركة الماء داخل الأرض بطيئة نوعا ما بينما عمليه السحب من مكان محدد لا تتناسب مع سرعة التعويض لذلك يضطر المزارعين النهمين للماء لتعميق آبارهم لكن نظريا لو توقفوا عن سحب الماء لفترة مناسبة لعاد المنسوب لما كان عليه سابقا بل ربما تدفق من تلقاء نفسه.

    http://www.alriyadh.com/Contents/21-...CAL1_16006.php

    تفسير هذه الظاهرة في مقال جريدة الرياض هو أن الماء في طبقات التربة السفلى يسير في بعض الأوقات (مواسم الأمطار) بقوة كبيرة أفقيا بفعل جاذبية الأرض حيث أن اليابسة غالبا ترتفع عن مستوى سطح البحر , فعندما يصادف مخرج أسهل من التدفق خلال مسامات التربة ذات المقاومة العالية للحركة مثل بئر ارتوازي فإنه ينبع للأعلى.


    الآن نأتي للاستهلاك :

    الهكتار يستهلك بين 4 إلى 7 آلاف متر مكعب في الموسم يعني أن الكيلو متر مربع يستهلك بين 400 ألف إلى 700 ألف متر مكعب من مياه الأمطار المتسربة.

    مساحة الأرض المزروعة بالقمح في السعودية تساوي 4000 كيلو متر مربع وتستهلك بين 1.6 مليار 2.8 مليار متر مكعب سنويا أي بنسبة 1.8% إلى 3.1% من إجمالي المياه المتسربة لباطن أرض المملكة سنويا من الأمطار فقط.


    الحل ليس بمنع زراعة القمح بل ترشيده من خلال :

    • توزيعه بالتساوي على المناطق ذات الأمطار الموسمية الوفيرة.

    • عدم تركيز المزارع بجانب بعضها.

    • منع إنشاء المزارع الشاسعة للقمح لابد من تحديد طول المحوريات وأعددها في مزرعة ما وفي منطقة ما.

    • تدوير رخصة زراعة القمح كل سنتين أو ثلاث بمعنى أن تزرع المزرعة الواحدة محصول القمح كل سنتين أو ثلاث فقط حتى يتسنى للأرض استعادة المفقود من الماء وذلك للمناطق الزراعية فقط أما المزارع البعيدة والمنعزلة فيتم تشجيعها بمنحها رخصة دائمة.

    • الترشيد في الري ربما لو تم الري في الليل مع الترطيب في النهار لفترات متقاربة لقل الاستهلاك.

    • اشتراط الترشيد للحصول على أسعار تشجيعية مثلا 1.5 أو 2 ريال للمزرعة المرشدة وواحد ريال لغير المرشدة.

    • تشجيع زراعة القمح خارج البلد مع وضع تسعيره ثابتة تشجيعية 2 ريال مثلا حيث أن الرخصة المدورة لإنتاج القمح داخليا تمنح البلد قدرة إنتاجية محتملة ممكن أن تصل ل 100% من الاحتياجات وبذلك لا نفقد الأمن الغذائي في أهم عنصر غذائي على الإطلاق.

    • إجراء دراسات جيولوجية لمعرفة سماكة الطبقات الرسوبية الحاملة للماء وكمية الماء المخزون خلال السنة لتحديد الحد الأعلى المسموح سحبه في السنة لكل منطقة زراعية وتحديد عمق الآبار الارتوازية الآمن بشكل دقيق.


    اقتراح مفيد :

    كما أسلفت فإن تركيز الزراعة في منطقة ما مضر بالمياه الجوفية في تلك المنطقة فقط حيث يجب أن يكون المسحوب من المياه الجوفية بمقدار 75% فقط من إجمالي مياه الأمطار الممتصة وحيث أن المحاصيل الزراعية تحتاج للنقل فلو تم الاستفادة من شبكة الطرق الرئيسية وبدعم من وزارة الزراعية بحيث يتم إنشاء حويصلات زراعية كل 20 كيلو بشكل متبادل على جانبي الطريق تكون كثافتها القصوى محسوبة (مثلا 20 كيلومتر مربع) وبحيث تكون الحويصلات الزراعية المتخصصة بالخضروات هي الأقرب للمدن والقرى الكبيرة للمحافظة على المياه التي تحتاجها هذه المدن والقرى ، أم الحويصلات المتخصصة بالقمح والذرة والأعلاف فهي الأبعد عن المدن والقرى مع تشجيع مزارعي الواحات (القصيم ، الإحساء ، وادي الدواسر ، الخرج ، بيشة .. الخ) على الانتقال لهذه الحويصلات من خلال الدعم المباشر والأسعار التفضيلية واستمرارية رخصة الزراعة للمحاصيل الحساسة مثل القمح والشعير والعلف.


    أبحاث غير دقيقة :

    تدّعي وزارة الزراعة أن كمية إعادة الشحن للمياه الجوفية هي 2.7 مليار متر مكعب فقط (في تقرير مقدم لليونيسيف) بينما كمية الهاطل من الأمطار 225 مليار متر مكعب بحسب القياسات والتي تضع نسبة متوسط الأمطار الهاطلة على المملكة عند 100 mm يعني أن المياه الجوفية يتم شحنها بنسبة 1% فقط من النسبة الإجمالية للأمطار طبعا قد تقول الوزارة أن ال 2.7 مليار هي لشحن المياه الجوفية غير المتجددة (والتي تُعرف بأنها مياه محتجزة منذ آلاف السنين تكونت خلال حُقب كان المناخ فيه مطيرا وهذا تعريف نظري غير ثابت علميا كذلك يتم تعريف المياه غير المتجددة بأنها المياه التي تُوجد في عمق أكثر من 100 متر -بحسب هيئة الحماية الفطرية- بينما هضبة نجد على سبيل المثال ترتفع عن مستوى سطح البحر بين 700 متر و 1500 متر وكما هو ثابت علميا فإن الماء الذي تتشبع به الصخور والأتربة في هضبة نجد يسير للمناطق المنخفضة بسرعة ثابتة أي يسير للخليج العربي أو البحر الأحمر أو بحر العرب من خلال اليمن) والسؤال الموجه لوزارتي الزراعة والمياه: أين يذهب 99% من مياه الأمطار مع انعدام وجود الأنهار والبحيرات وانعدام الغطاء النباتي في أغلب أيام السنة ؟ نريد دراسة دقيقة مدعومة بتجارب ميدانية موثقة تثبت أن مياه الأمطار تضيع ولا تصل لمخزون المياه أعمق من 100 متر !!


    نحن ندعي في هذا البحث أن المياه تسير عبر طبقات التربة السفلى إلى البحر مجددا دون أن يستفيد منها أحد والطبقات السفلى التي يسير فيها الماء لا يمكن تحديدها بعمق ثابت وهو 100 متر !

    إن المياه الجوفية العميقة لم يثبت انعزالها التام عن المياه السطحية وهذا يعني أن العنصرين يكونان كتلة واحدة متلاصقة يصعب تحديد حد فاصل بينهم بل ربما يستحيل ذلك..

    من المعلوم أن الماء العذب أخف من المالح أو الذي يحتوي على عكر وعناصر ذائبة لذلك فإن المياه السطحية تطفوا على العميقة بسبب حداثتها أولا ثم عذوبتها ثانيا والمعني أنه وحتى لو تم الحفاظ على المياه العميقة فإنها قد تكون غير صالحة للشرب بسبب الأملاح والعناصر الذائبة التي قد تكون ضارة ولعل تجربة وادي بيشة هي خير مثال حيث أنه بعد نفاد المياه السطحية تم تعميق الآبار فأخذت المضخات تضخ مياه عميقة مالحة وعكرة غير صالحة للزراعة أو الشرب.


    تجربة عملية :

    وادي بيشة تبلغ مساحته 16000 كلم2 وكمية الأمطار الساقطة تساوي 130 mm هذا يعني أن كمية الأمطار الإجمالية 2 مليار متر مكعب ونسبة الامتصاص 800 مليون إلى 1 مليار. يحتوي على 2 مليون دنم من الأراضي الزراعية أي 2 مليار متر مربع أو 2000 مزرعة بمساحة كيلو متر مربع. الحد الأدنى من الآبار لهذه المساحة هو ألفين بواقع بئر لكل مزرعة والحد الأدنى من المياه المسحوبة لكل متر مربع هو 0.25 متر مكعب من الماء والحد الأعلى 0.5 متر مكعب (القمح يستهلك بين 0.4 متر مكعب للسقيا المرشدة و 0.8 لغير المرشدة وهو المتوقع بالنسبة للزراعة غير المتطورة في وادي بيشة).


    تم تحديد الحد الأعلى ب 0.5 متر مكعب بسبب أنه وبحسب الحسابات التي سنجريها لا يمكن أن تدعم المنطقة أكثر من هذه الكمية. كما أسلفت فإن مياه الأمطار التي تمتصها التربة ستكون بحدود 800 مليون متر مكعب وهذا يعطي 0.4 متر مكعب لكل متر من الأراضي المزروعة حاليا ويُعتبر الحد الأدنى للزراعة المتنوعة وغير المرشدة في بيشة والتي قد تتجاوز هذا المقدار وهو ما تم بالفعل فأصبحت كثير من الآبار تخرج مياه مالحة وعكرة غير صالحة للزراعة.

    تتميز بيشة بأنها منخفضة بالنسبة للمناطق المطيرة المجاورة وحيث أن قاع المنطقة الجنوبية الجيولوجي مكون من صخور نارية ومتحولة لا ينفذ من خلالها الماء فقد يفسر هذا الأمر عدم نضوب الماء بشكل كامل حيث أن مياه الأمطار الساقطة على المناطق المرتفعة المجاورة تتسرب جزئيا لوادي بيشة الأمر الذي يدعم وجود الماء رغم قلة المطر وغزارة السحب.

    اطلعت على دراسة لوادي بيشة قام بها دكتور في وزارة الزراعة لكن لاحظت وجود خطأ جوهري خطير في الدراسة مما يبعث على الشك في أن قرارات وزارتي الزراعة والمياه مبنية على دراسات ومعلومات غير دقيقة بشكل كبير !

    يدعي الباحث أن إجمالي المياه المسحوبة من آبار وادي بيشة سنويا هي 10.5 مليون متر مكعب بينما تُورد الدراسة أن إجمال الأراضي المزروعة 2 مليار متر مربع الأمر الذي يعني أن كل متر مربع يُسقى ب 5 لتر سنويا أو ملعقة شاي يوميا !! سوف أُورد الدراسة في رد لاحق.



    ،،، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبة وسلم تسليما كثيرا ,,,


     

    كلمات مفتاحية  :
    نبات هندسة مياة مياة جوفية

    تعليقات الزوار ()