تلك الدامعة القلب الباسمة للضرورة والحازمة في كل حين.
تلك الكاسرة والمكسورة، العنيفة اللينة، الطاهرة البريئة...
تلك التي تنفعل ولا تنفعل، تقبّل ابنها الذاهب الى لحظة استشهاده وتقرأ له سورة الفاتحة قبل ان يمضي الى معركته التي لن يعود منها.
تلك الواقفة في عين الصهاينة تنتج اجيالا من المقاتلين والمجاهدين وابناء الارض الذين رسموا لحياتهم دقة الاصابة..
تلك التي ام ولا كل الامهات ومدرسة في التضحية لاتوازيها مدرسة اومعلم.
تلك هي الام الفلسطينية التي لها كل عيد الام الذي يحتفلون به، ولها كل الوجدان المؤرق، ولها النجوى والحلم، ولها قبلة فوق يديها وعلى جبينها.
هل رأيتم الحجر في يد الام الفلسطينية. وهل عرفتم معنى ان تمسك المرأة الفلسطينية حجرا بحجم سلطة، بحجم قوة، بحجم مبارزة في التاريخ.
اول التربية للام الفلسطينية وابنها كان الحجر واسطة بينهما. واول حلم لدى طفلها المشلوح على ذراعها كان حجرا تمتصه شفاه ذلك الطفل المتدرب على حلم موروث اوله شهادة وآخره شهادة.
من يعرف الام الفلسطينية لا يمكنه تصور المعنى الخلاق للوطن.
ومن يجهل معنى الام الفلسطينية لن يدرك الوطن الخلاق.
في الحادي والعشرين من مارس يحتفل العالم بعيد الام بهدايا تنهال من الابناء على الامهات وبقبلات لطيفة تفرخ في وجوه الامهات راحة من متاعب البنوة. ثمة امرأة يهديها اولادها احجارا فيعيدها كما يضعون بين يديها وداعهم والطلب بدعاء الخير لهم، كما يأخذون منها الاذن بالخروج لقتال العدو التاريخي المغتصب للارض حيث تطبع قبلة فوق بندقيتهم وهم يقبلونها آخر قبلة ويخرجون.
ثمة ام تعرف معنى آخر لعيدها ليس له مثيل في كل الدنيا. انه اتفاق بين ام وولدها على احتفال خاص باذن خاص يعود فيه من جديد الى رحم الارض، لكأن تلك الارض هي رحم امه الاول.