بتـــــاريخ : 11/23/2008 5:26:07 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1388 2


    في قلبي غلظة.. فكيف ألينه؟

    الناقل : heba | العمر :42 | المصدر : www.muslema.com

    كلمات مفتاحية  :
    تعد أسباب رقة القلب كثيرة؛ فما رق القلب بسبب أعظم من الإيمان بالله تبارك وتعالى،

    ولا عرف عبد ربه بأسمائه وصفاته إلا كان قلبه رقيقا لله عز وجل، وكان وقّافا عند حدود الله. فلا تأتيه الآية من كتاب الله، أو الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال بلسان الحال والمقال: { سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (البقرة :285).
     
    وفي السطور التالية نحاول رصدأسباب لين القلب لعل الله ينفعك بها فيرقق قساوة قلبك:

    1 - معرفة الله تعالى:
    فما من عبد عرف الله بأسمائه الحسنى وتعرف على هذا الرب الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إلا وجدته إلى الخير سباق، وعن الشر محجام.
    فأعظم سبب تلين به القلوب لله عز وجل وتنكسر من هيبته، المعرفة بالله تبارك وتعالى، أن يعرف العبد ربه، ويجد في كل ما في هذا الكون ما يذكره به. فيذكره الصباح والمساء، وتذكره النعمة والنقمة بذلك الحليم الكريم، وحتى الخير والشر يذكرانه بمن له أمر الخير والشر سبحانه وتعالى، فمن عرف الله رق قلبه من خشيته تبارك وتعالى.
    وفي المقابل؛ ما وجدت قلبا قاسيا إلا وجدت صاحبه جاهلا بالله عز وجل، بعيدا عن المعرفة ببطش الله وعذابه ونعيمه؛ حتى إنك تجد بعض العصاة أقنط ما يكون من رحمة الله، وأيئس ما يكون من روحه. فلما جهل الله جرأ على حدوده وعلى محارمه، ولم يعرف إلا الفسوق والفجور؛ دون أن يحدد لحياته هدفا يسلكه.

    2 -  النظر في كتاب الله تعالى:
    فهو الذي يكسر القلوب ويرققها، ويعين العبد على رقة قلبه من خشية الله عز وجل النظر في آيات هذا الكتاب المفضي إلى السداد والصواب؛ والذي وصفه الله بقوله:{ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} (هود :1).
    ما قرأ العبد تلك الآيات وكان عند قراءته حاضر القلب متفكرا متأملا إلا وجد العين تدمع، والقلب يخشع والنفس تتوهج إيمانا من أعماقها تريد المسير إلى الله تبارك وتعالى، وإذا بأرض ذلك القلب تنقلب بعد آيات القرآن خصبة طرية للخير ومحبة الله عز وجل وطاعته.

    ما قرأ عبدٌ القرآنَ ولا استمع لآيات الرحمن إلا وجدته بعد قراءتها والتأمل فيها رقيقا قد اقشعر قلبه وجلده من خشية الله تبارك وتعالى: {كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (الزمر: 23).

    فهذا القرآن عجيب، بعض الصحابة تُليت عليهم بعض آيات القرآن فنقلتهم من الوثنية إلى التوحيد، ومن الشرك بالله إلى عبادة رب الأرباب سبحانه وتعالى في آيات يسيرة.
    ولقد يسر الله القرآن ليكون موعظة للعالمين، ما قرأه عبد إلا تيسرت له الهداية عند قراءته، ولذلك قال الله في كتابه: { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}  ( القمر:17)

    3 - تذكر الآخرة:
    ومن الأسباب التي تعين على رقة القلب وإنابته إلى الله تبارك وتعالى تذكر الآخرة، أن يتذكر العبد أنه إلى الله صائر. وأن لكل بداية نهاية، وما بعد الموت من مستعتب، وما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار.
    فإذا تذكر الإنسان أن الحياة زائلة؛ فسيحقر الدنيا ويقبل على ربها إقبال المنيب الصادق وعندها يرق قلبه. ومن نظر إلى القبور ونظر إلى أحوال أهلها انكسر قلبه، وكان قلبه أبرأ ما يكون من القسوة ومن الغرور والعياذ بالله.

    ولذلك لن تجد إنسانا يحافظ على زيارة القبور مع التفكر والتأمل والتدبر، إذ يرى فيها منازل الأهل والأحباب؛ ليتذكر أنه قريبا سيكون بينهم. وأنه قد يتدانى القبران بما بينهما نعيما وجحيما.
    فإلي الله سر؛ أخي الكريم، واعتصم به فإنه : { وَمَن يَعْتَصِم بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} ( آل عمران :101 ) . جعلنا الله وإياك ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وتابعنا بأخبارك.

    المصدر إسلام أون لاين
     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()