بتـــــاريخ : 11/23/2008 4:23:05 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1394 1


    لا تكن سلبيًّا

    الناقل : heba | العمر :42 | الكاتب الأصلى : أحمد صلاح | المصدر : www.muslema.com

    كلمات مفتاحية  :
    بقلم: أحمد صلاح

     في إحدى المرات، وبعد الانتهاء من إحدى حلقات المجموعة التربوية، كنت أتحدث مع اثنين منهم في الطريق، وأثناء ذلك وجدنا فتاة تلقي بنفسها من الدور الثاني.
     
    قلت لنفسي: إن لم أتحرك في هذا الموقف فلن تجديَ معهم أية كلمات عن التحلي بالإيجابية ونبذ السلبية، وعلى الفور ذهبت لنقطة الإسعاف للإبلاغ عن الحادث؛ حيث كانت في مكان قريب منه، وبعدها بقليل كنت في نقطة الإسعاف للاطمئنان على حالتها.
     
    إنَّ المدعو ينظر إليك في هذه المواقف وهو لن يلومك إن لم تفعل شيئًا، ولن يدعوَك لفعل شيء، ولكنه سيفهم أنك لا تريد منهم أن يكونوا إيجابيين، وإذا دعوتهم إلى هذا المعنى يومًا فلن يصدقوك؛ فقد برهنت لهم عمليًّا أنك غير مؤمن بما تقول.
     
    لا تكن مستسلمًا
    قرَّرت أنا ومجموعة من الطلبة المتحمسين أن نصدر مجلة ورقية في المدرسة؛ مجلة تقدم ما تدعو إليه فكرتنا بأسلوب بسيط ورشيق يجذب الطلبة على مختلف ميولهم، وبدأنا التجربة بإصدار العدد الأول الذي وجد من إدارة المدرسة رفضًا عنيفًا، بل وصل الأمر إلى تهديد الطلبة، والأمر بعدم تكرار هذه الفعلة مرة أخرى!!.
     
    وكانت صدمةً بالفعل.. لقد أدركنا خطأ أن تحتويَ مجلة مدرسية مقالاً سياسيًّا وإن كان عاديًّا يتحدث عن القضية الفلسطينية، إلا أننا لم نتوقع ذلك الرد العنيف.
     
    وكنت أمام فرصة جيدة لأعلِّم أفراد المجموعة المثابرة وعدم الاستسلام، وأنميَ لديهم القدرة على التحدي، فحاولنا مرةً أخرى وأصدرناها بشكلٍ جديدٍ وموضوعات مختلفة، واتخذنا مسارًا جديدًا لإقناع الإدارة، وتمت الموافقة على المجلة هذه المرة، وأخذت تتطور شيئًا فشيئًا حتى أصبحت مجلةً دورية ناجحة من عشر ورقات، كانت تصدر أسبوعية لفترة، واستمرت حتى صدر منها ما يقرب من 35 عددًا.
     
    إنَّ عدمَ الاستسلام صفة لازمة لأي داعية ناجح في عصرٍ لن يسمح لدعوتنا بالمرور السهل، وعندما تواجهك مشكلة جرِّب حلاً واثنين وعشرة، وغيِّر أسلوبك وجدِّد في طريقة حلك للمشكلة حتى تصيب الهدف.
     
    إنَّ الجيل المثابر الذي نريده أنت نقطة البداية له.
     
    كن عمليًّا
    بعض المشرفين يرى أن التربية هي عملية إلقاء محاضرات نظرية على عددٍ من الأفراد، وأن تغيير الأفراد لا يستلزم أكثر من جلوسهم في حلقات منتظمة أسبوعيًّا ليتلقَوا أحاديث معروفة في الإيمانيات والأخلاق والتعريف بالإسلام.
     
    هذا المشرف لن يُخرج لنا أجيالاً حقيقيةً مفيدةً للإسلام وللدعوة، ولكننا قد نخرج بمجموعةٍ من الكتب المتحركة التي ربما تحفظ المعلومات جيدًا، ولكنها لا تعرف كيف تطبِّقها، وسيفهم المدعو طبيعة المشرف بأنه يفضِّل الكلام عن العمل، وأنه لا يجيد أن يترجم ما يقوله عمليًّا، فيأخذون من التربية جانبها النظري، وعندما تطلبهم الدعوة في المواقف التي تحتاج إلى تحدٍّ ومواجهة مع النفس لا تجدهم أمامك؛ فقد انسحبوا لأنهم لا يجيدون العمل.
     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()