بتـــــاريخ : 11/23/2008 4:02:52 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1181 2


    كلمات في العقيدة: قلوب (10)

    الناقل : heba | العمر :43 | الكاتب الأصلى : :أمير الحداد | المصدر : www.muslema.com

    كلمات مفتاحية  :
    بقلم:أمير الحداد

    {فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله} (الزمر: 22)
    - عندما يقول الله {ويل}، ينبغي على العبد أن يأخذ هذا التهديد مأخذ الجد؛ فالجبار، القوي، الشديد العذاب، قالها سبعا وعشرين مرة في كتابه.. كلها مخيفة.. وكلها كانت لذنوب تنبع من القلب القاسي...

    كان صاحبي يحدثني عن كتاب قرأه عن أمراض القلوب.. عقبت على كلامه:
    - عجيب أمر هذا القلب.. يلين.. فيبكي لأجل كلمة.. ويقسو.. فيكون أشد من الحجارة.. {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة}.
    - ويذكر المؤلف أسباب قسوة القلب... وسبل لينه.
    - أعطنا أسباب القسوة واللين..
    - بصراحة لا أذكرها الآن.. ولكن أذكر أن معظمها ذكر مع بني إسرائيل.

    - صحيح... ولكن العبرة ليست أنها لبني إسرائيل فحسب، فكل مَنْ عمل عملهم نال جزاءهم... كما هي القاعدة.. مثلا أول ما ذكرت قسوة قلوب بني إسرائيل كانت بمناسبة تحايلهم على أمر الله بذبح البقرة.. ثم ذكر السبب الثاني في سورة الأنعام.. بقوله عز وجل :{فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون}.

    ثم ذكر السبب الثالث في سورة الحديد {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون}. وجاءت هذه الصفة للقلوب في ثلاث آيات: {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية} (المائدة: 13). وكذلك {ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم) (الحج: 35). وقوله عز وجل: {فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله}.

    - هلا وضعنا الأسباب بصورة نقاط... 1.. 2.. 3..
    - لنحاول ذلك... أول الأسباب... التهرب من أوامر الله والالتفاف عليها.. بطريقة ظاهرها العمل على الوصول إلى الحقيقة وباطنها الرغبة في عدم تنفيذ هذا الأمر لأي سبب.. مثلا لتجنب الخسارة المادية أو الجهد البدني.. أو فوات المتعة... ومن ذلك مَنْ يحاول التملص من أوامر الله بدفع الزكاة.. أو تحليل المحرمات.. وغير ذلك..
    والسبب الثاني... التلاعب بأحكام الله واتباع الأهواء دون الأدلة من عند الله، واتباع الرجال دون الحق.. وهكذا فعل السابقون.. وضعوا كتبا ما أنزل الله بها من سلطان اتبعوها لأنها توافق أهواءهم...

    والسبب الثالث.. استغلال الدين للوصول إلى الدنيا.. سواء لنيل منصب أم لكسب مال.. أم لبلوغ جاه.. وغير ذلك..
    وكل هذه الأسباب يمكن إرجاعها إلى القلب والنية والقصد...
    كنت وصاحبي أول الموجودين في المسجد بانتظار صلاة القيام..، دخل أحدهم..، ألقى السلام..، أخذ الطرف الأيمن من الصف الأول..، كبر لتحية المسجد..، أخفض صاحبي صوته..، لا يسمعه سواي..

    - والعلاج؟!
    - إزالة الأسباب... في البداية يعود المرء قلبه على الاستسلام لأمر الله.. وقبوله.. والرضا به.. والعمل على تطبيقه.. بجهد مخلص.. دون (لف ولا دوران)... ومن هذا المبدأ الذي ينبغي أن يرجع إليه المرء كل دين يجدده.. ويقويه.. ويحييه كلما ضعف.. ويستعين في ذلك بـ ذكر الله دائما..، وتجديد الإيمان بالآخرة.. وعدم الاغترار بالدنيا... وربما يحتاج إلى صاحب يعينه على الخير.. حتى لا ينحرف من حيث لا يدري.. ولا ينسى دائما دعاء الله..، حتى يلين قلبه..؛ لأن من قست قلوبهم يتمردون... حتى على أنبياء الله ورسله..، ألم يقولوا إلى موسى..، كما ذكر في القرآن الكريم {اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون}..، وكانوا يعلمون أن موسى مؤيد من عند الله..، وأنه وعدهم بالنصر إن هم دخلوا القرية..، ولكنها قسوة القلب... وهنا الفارق بين أصحاب موسى وأصحاب محمد .

    المصدر مجلة التقوي
    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()