بتـــــاريخ : 11/23/2008 3:21:01 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1086 1


    ريجيم القلوب لتخفيف الذنوب

    الناقل : heba | العمر :43 | الكاتب الأصلى : الشيخ كمــــــــال خطـــــــيب | المصدر : www.muslema.com

    كلمات مفتاحية  :
    بقلم : الشيخ كمــــــــال خطـــــــيب

    نائب رئيس الحركة الاسلامية
    كثيرة هي الأسباب التي أدت الى انتشار ظاهرة السمنة بين الناس ، ولعل منها المركبات التي باتت تضاف الى أنواع الأطعمة المصنعة وكذلك قلة المجهود الجسماني الذي يبذل خلال العمل بسبب التقنيات الحديثة التي باتت تستخدم وكذلك السلوك الذاتي عند الكثير من الذين لا يضبطون أنفسهم وشهوة بطونهم عند الطعام وغير ذلك من الاسباب الأخرى الكثيرة التي أدت الى انتشار ظاهرة السمنة بشكل لافت . وفي مقابل ذلك فقد انتشرت ظاهرة الحرص على تخفيف الوزن والتخلص من الوزن الزائد والمعروف ب ( الريجيم ) حيث انتشرت المعاهد المتخصصة وذاع صيت بعض الوصفات الطبية بل وحتى انتشرت ظاهرة العمليات الجراحية في المعدة بهدف تقليل الشهية وتقليل كمية الطعام التي يتناولها هؤلاء .

    اننا نرى ونسمع عمن يلزمون أنفسهم بنظام طعام صارم وقاس وبحمية شديدة حيث يمتنعون عن تناول أنواع من الطعام واللحوم والمشروبات الغازية والمكسرات والحلويات وغيرها من التي قيل لهم انها تساعد في زيادة الوزن الى الحد الذي فيه يحرمون أنفسهم من انواع الطعام بهدف الحفاظ على رشاقة أجسادهم حتى انه او انها اذا اشتهت من ذلك الطعام شيئا قالت لا وقاومت شهوة البطن طمعا في الحفاظ على جسم رشيق وعدم زيادة وزن الجسم . واننا نرى ظاهرة المشي ورياضة قطع عدد من الكيلو مترات صباحا او مساءا من الرجال والنساء على اعتبار ان رياضة المشي كما يقول اهل الاختصاص هي من أفضل وسائل تخفيف الوزن والحفاظ على الجسم رشيقا .
    - الكل يعلم ان الانسان مكون من ثلاثة عناصر الجسد والروح والعقل وان كل واحدة من هذه بحاجة الى غذاء فغذاء الجسد الطعام والشراب والهواء وغذاء الروح العبادة وغذاء العقل العلم ففي الوقت الذي نرى الاهتمام البارز من الجميع باجسادهم فاذا جاعت غذوها واذا زادت في الوزن جوعوا انفسهم لاجل ان تكون جميلة ورشيقة بينما لا نرى نفس الاهتمام بغذاء الروح الذي هو العبادة حتى يصل الأمر الى الحد الذي فيه تضمر ارواح هؤلاء وتجف دون ان يلتفت اليها أحد ومثل الارواح هي كذلك العقول وإذا كانت الأجساد تعاني من السمنة الزائدة فإن الأرواح تعاني من الهزال والضعف وهذا ما نلمسه من ضعف بارز في علاقة الانسان مع خالقه وقلة طاعته له سبحانه بل والذهاب بعيدا في معصيته والتعدي لكل حدوده سبحانه ولقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ( القلب له مرض وشفاء وله حياة وموت فالقلب اذا وقعت عليه معصية او شهوة او ذنب قوي مرضه واذا وقعت عليه موعظة ونصيحة كانت من أسباب صلاحه وشفائه بإذن الله ) .
    - وعليه وامام كثرة ذنوبنا وامام جرأتنا في ارتكابها وامام حملنا الثقيل منها فإننا ملزمون بالتخلص منها لأن في ذلك سلامة ارواحنا مثلما ان التخلص من اوزاننا الزائدة فيه سلامة وصحة أجسادنا وفي هذا كذلك قال وشبه ابن تيمية رحمه الله الجسد والقلب لما قال :( أرأيتم الجسد يكون فيه الأخلاط من الطعام او الصديد فلا يرتاح ولا ينام ولا يستسيغ طعاما فإذا ذهب هذا او أخرجه منه ارتاح أرأيتم الأرض فيها الزرع وبينه الدغل ( الأعشاب البرية ) فيكون ضعيفا هزيلا فإذا ازلناها قويت الزروع وطاب ثمرها وكذلك القلب اذا تاب صاحبه من الذنوب ونقاه من الآثام فان الايمان سيقوى ويستريح القلب للطاعات ولذلك كان النبي & يقول ايها الناس توبوا الى الله واستغفروه فاني اتوب الى الله في اليوم مائة مرة )
    - مثلما ان الجسد اذا اكثر صاحبه من الطعام وداوم على ذلك فان هذا سيؤدي الى زيادة في الوزن بل والى زيادة في الأمراض التي سببها كثرة الطعام وفي هذا يقول الرسول& ( ما ملأ ابن آدم وعاء قط شرا من بطنه ) وهنا نرى ونسمع عن الحاجة والضرورة للتخلص من ذلك الوزن الزائد عبر الرياضة او الحمية القاسية ( الريجيم ) او غير ذلك من الوصفات الطبية منها ما سمعنا بها ومنها ما لم نسمع به من قبل في ابائنا الأولين .
    ومثل الجسد يكون القلب الذي تجتمع عليه الذنوب حتى تفسده وتغير من حقيقته تماما كالحديد الذي يعتريه الصدأ فيغير من لونه وفي هذا قال النبي & : ( ان القلوب لتصدأ ، قالوا وما جلاؤها يا رسول الله قال قراءة القرآن وذكر الموت ) ولذلك سمى الله عز وجل القرآن بأنه شفاء لما في الصدور التي هي القلوب
    { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين }( سورة الاسراء،82 )
    - وعليه فأمام وجود وسائل وطرق وأساليب تخفيف الوزن الزائد من أجل ان يعود الجسم الى رشاقته وسابق مظهره الجميل فانني اقدمها مجموعة من الوصفات لريجيم القلوب لتطهيرها من الذنوب والتخلص منها باذن الله تعالى لتعود الى اصالتها وسابق عهدها .
    - (سئلت امرأة عجوز تقدم بها السن عن سر احتفاظها بنضارتها وجمالها وبهاء منظرها .. أي مواد التجميل تستعملين ؟ فأجابت : استخدم لشفتي الصدق ولصوتي الصلاة ولعيني الرحمة والشفقة وليدي الاحسان ولقوامي الاستقامة ولقلبي الحب) فهلا كانت هذه هي وسائل التجميل الحقيقية التي تستعملينها ايتها الأخت الفاضلة لتزيدك جمالا ونضارة وبهاءا !
    - وجاء رجل الى سفيان الثوري يشكو اليه قسوة قلبه وبُعده عن الله وقلة طاعته له فوصف له العلاج قائلا : ( عليك بعرق الاخلاص وورق الصبر وعصير التواضع ،ضع هذه الخلطة في اناء التقوى وصبّ عليه ماء الخشية واوقد تحته نار الحزن والبكاء ، صفِّه بمصفاة المراقبة، اشربه بكأس الاستغفار وتناوله بكف الصدق ، وأبعد نفسك عن الحرص وعن الطمع والذنوب واياك واياك وفتنة النساء تُشْف من مرضك بإذن الله تعالى )
    - سواءا كان الريجيم المعتمد هو رياضة المشي على الاقدام او المشي على ماكينة المشي الكهربائية أو عبر الحمية القاسية أو عبر الاعشاب والوصفات الطبية فان تلهف صاحب الوزن الزائد يجعله كل بضعة ايام يقف على الميزان ليزن جسده ليرى هل استطاع فعلا التخلص من بضع مئات من الغرامات ولعلها بعد اسابيع وأشهر تصبح بضع كيلو غرامات ترى فاذا كنا نزن اجسادنا على الميزان الرقمي فلماذا لا نزن ارواحنا واعمالنا وذنوبنا وحسناتنا فان وجدنا سيئاتنا غلبت حسناتنا تخلصنا منها بالتوبة والاستغفار والندم وفي هذا يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( حاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل ان توزن عليكم وتهيأوا للعرض الأكبر )
    سيد الريجيم
    لما ان الوصفات باتت كثيرة لأنجع وأسرع الطرق للتخلص من الوزن الزائد ولما ان الناس يختلفون في اي انواع الريجيم هو الأفضل فبين قائل انها الحمية القاسية وبين قائل انها الأعشاب والنباتات وما أكثر مسمياتها ، وبين قائل انها رياضة المشي حيث انه وبناء على التجربة الخاصة والشخصية لكل واحد منهم فانه يدعي ان تلك الطريقة التي اعتمدها هي الانجع والأفضل ،وانها سيدة الريجيم حيث كانت نتيجة استعمالها التخلص من الوزن الزائد بأسرع مدة زمنية ومثلما ان هناك سيد الريجيم للتخلص من الوزن الزائد فان هناك سيد الاستغفار للتخلص من الذنوب انه الدعاء الذي اسماه النبي & سيد الاستغفار وهو قوله : ( سيد الاستغفار يقول العبد : اللهم انت ربي لا اله الا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا أنت من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل ان يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل ان يصبح فهو من أهل الجنة ) انه بحق سيد الريجيم حيث به الله يغفر ذنبك ويدخلك الجنة وهل يريد المسلم أكثر من ذلك ؟ !
    - ريجيم الذكر : وانها طريقة أخرى لريجيم القلوب نافعة بإذن الله مجربة من خير خلق الله سيدنا محمد & انها التي تخفف الذنوب بل تزيلها تماما مهما عظمت، تلكم الكلمات التي وردت على لسان رسول الله & لما قال : ( من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين وكبر الله ثلاثا وثلاثين وقال تمام المائة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وان كانت مثل زبد البحر )
    - ريجيم الوضوء : بل انها أقصر طرق ريجيم القلوب لتخفيف الذنوب لا بل انها تؤدي الى ازالتها بالكامل باذن الله انه الوضوء هذه العبادة المباركة التي اكرمنا الله بها نحن المسلمين والتي عنها يقول النبي & : ( من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره ) وقال ايضا صلوات ربي وسلامه عليه : ( اذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر اليها بعينيه مع الماء أو مع قطر الماء فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء او مع آخر قطر الماء فاذا غسل رجله خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء او مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب )
    ما اسهله من ريجيم وما اسرع نتائجه لتخفيف الذنوب بل ومحوها بتاتا باذن الله كما اشار الى ذلك الحديث الآخر لرسول الله & لما قال : ( الا ادلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قل : إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا الى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط ) .
    - اذا كان الريجيم من أجل التخلص من الوزن الزائد قد اصبح مصطلحا مشهورا مع ان اصله أجنبي ومع ان حقيقته هو التخلص من شيء هو في الأصل حلال مباح ولكن تأثيره على الجسم يصبح سلبيا وضارا لذلك تجد امثال هؤلاء يتخلصون من هذا الوزن الزائد بالريجيم ، ويكون الاصرار على التخلص مما في الجسم أكثر اذا كان هذا سما أو طعاما ضارا كما يقول الامام القرطبي في كتابه بهجة المجالس : ( اعلم انه اذا كان متناول السم اذا ندم فيجب عليه ان يتقيأ ويرجع عن تناوله بابطاله واخراجه من المعدة على سبيل الفور والمبادرة .. فمتناول سموم الدين وهي الذنوب اولى بأن يجب عليه الرجوع عنها بالتدارك الممكن ) .ان الرجوع عن سموم الدين التي هي الذنوب هو مطلب بل هو ضرورة فمثلما ان الجسم بعد التخلص من السم تعود اليه نضارته فان التخلص من سموم الدين بالتوبة والندم والاستغفار تحول تلك الذنوب الى حسنات كما قال الله تعالى : { الا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات } وكما قال كذلك سبحانه { والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين } 135-136 من سورة آل عمران .
    - كثيرا ما نسمع الأطباء وهم ينصحون اصحاب الوزن الزائد بضرورة تخفيف أوزانهم لان ذلك قد يعرضهم للاصابة بالتجلط في شرايين القلب بسبب الدهنيات التي تغلق هذه الشرايين هذا يعني ان للوزن الزائد الذي سببه الطعام تأثيرا على أمراض القلب وعلاجها يكون بالتخلص من ذلك الوزن الزائد بالريجيم والحمية الشديدة والامتناع عن بعض المأكولات ومخالفة شهوة البطن .
    وتماما مثل أثر زيادة الطعام على القلب هو كذلك أثر الذنوب على القلوب وفي هذه يقول الامام ابن القيم في كتابه الجميل ( الداء والدواء ) عن المعاصي: ومن عقوباتها انها تصرف القلب عن صحته واستقامته الى مرضه وانحرافه فلا يزال مريضا معلولا لا ينتفع بالاغذية التي بها حياته وصلاحه فان تأثير الذنوب في القلوب كتأثير الأمراض في الابدان بل الذنوب امراض القلوب لا تعطى مناها حتى تصل الى مولاها ولا تصل الى مولاها حتى تكون صحيحة سليمة ولا تكون صحيحة سليمة حتى ينقلب داؤها فيصير نفس دوائها ولا يصح ذلك الا بمخالفة هواها فهواها مرضها وشفاها مخالفته فان استحكم المرض قتل او كاد. نعم ان التجلط في شرايين القلب قتل الكثيرين وكاد يقتل غيرهم . وان تراكم الذنوب تحول القلب الابيض الى اسود كما قال النبي&( بان العبد اذا أذنب الذنب نكت في قلبه نكته سوداء) وهكذا تزداد النكات السوداء حتى يُصبح القلب كله اسود لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا وهذا القلب هو ميت والعياذ بالله فمثلما ان شفاء القلب من تجلطه بسبب الوزن الزائد والدهنيات يكون تخفيف الوزن والامتناع عن بعض الاطعمة وان كانت لذيذة طيبة فان شفاء القلب من الذنوب يكون بترك الشهوات والذنوب وان كانت لذيذة والنفس تطلبها وتتمناها { واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى }
    ولكن اعلموا ان نجاح الريجيم للتخلص من الوزن الزائد اساسه وعماده المداومة على الوصفة والحمية والرياضة أو المشي واما الحماسة التي يعقبها الانقطاع فانها لن تجدي نفعا .ولكن اياكم ان يصيبكم ما أصاب ذلك الرجل الذي كان يسكن احدى مدن صعيد مصر فذهب الى طبيب يستشيره لتخفيف وزنه فأشار عليه بأن يمشي كل يوم على الأقل خمسة كيلو مترات وان يراجعه بعد شهرين فما كان من ذلك الرجل الا ان بدأ من صباح اليوم الثاني بالمشي وبعد شهرين اتصل بالطبيب وقال له يا دكتور اصبحت قريبا من القاهرة فماذا أفعل حيث ظن ان الطبيب يوصيه بالمشي كل يوم خمسة كيلو مترات ثم يستمر في اليوم التالي، فضحك الطبيب وراح يلطم خده وطلب منه الرجوع بعد ان قطع 300 كم باتجاه القاهرة . نعم ومثل ريجيم الاجساد فانه كذلك ريجيم القلوب يحتاج الى مداومة واستمرارية ( ان الله يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ).
    .
    - ولكن هل لنا ان ننتبه الى الزيادة في اوزاننا فنتخفف منها ونتخلص من الزائد بالريجيم وغيره ولا نتنبه الى قلوبنا وما علق بها من ذنوب وآثام ومعاص فلا نتخلص منها بالتوبة والاستغفار ؟
    وعليه فان الجدول التالي يبين وفق عمر كل انسان منا كم حصل من الذنوب خلال سنوات العمر هذه مع استثناء السنوات الخمس عشرة الاولى من عمره والتي هي قبل سن التكليف والتي لا يحاسب الانسان عليها كما قال النبي & ( رفع القلم عن ثلاث عن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يعقل وعن الصبي حتى يحتلم ) .اننا سنجد ان لكل انسان منا زيادة هائلة في السيئات سواءا أسأنا في اليوم مرة واحدة أو أكثر ولا أظن أحدنا الا ويذنب في اليوم أكثر من ذلك.
    فاقرأ الجدول وانظر الى نفسك ايها الأخ ، أيتها الاخت :
    العمر سيئةكل يوم سيئتان كل يوم ثلاث سيئات كل يوم اربع سيئات كل يوم
    ٢٠ سنة ١٨٢٥ ٣٦٥٠ ٥٤٧٥ ٧٣٠٠
    ٣٠ سنه ٥٤٧٥ ١٠٩٥٠ ١٦٤٢٥ ٢١٩٠٠
    ٤٠ سنة ٩١٢٥ ١٨٢٥٠ ٢٧٣٧٥ ٣٦٥٠٠
    ٥٠ سنة ١٢٧٧٥ ٢٥٥٥٠ ٣٨٣٢٥ ٥١١٠٠
    - بربكم لو أن أحدنا نظر الى هذا الجدول فانه سيجد نفسه ليس فقط بحاجة الى ريجيم لقلبه بل انه بحاجة الى توبة صادقة وبكاء ودموع عل الله سبحانه يغفر لنا هذه الذنوب ويخفف عنا هذه الاحمال لسان حاله يقول : ( ويحي ليت أمي لم تلدني ) ولقد فعلها ذلك الرجل الصالح الذي جلس يوما في حالة محاسبة لنفسه وكان ابن ستين سنة فوضع كفه على خده وقال لنفسه: ويحك لو انك لم تذنب في اليوم الا ذنبا واحدا هذا يعني انك ستلقى ربك يوم القيامة ب 16425 ذنبا ويحك ماذا ستقول لربك غدا؟ يا ترى من منا الذي لا يذنب في اليوم الا ذنبا واحدا وماذا سنقول لربنا الجليل غدا ؟فالى التوبة ايها الاخوان والاخوات الى الريجيم القاسي والحمية الشديدة ،هيا الى مخالفة الهوى ومعصية النفس الأمارة بالسوء لان في هذا الفوز المبين .اجعلوا من دموع اعينكم الدواء الذي به تجلى قلوبكم من الصدأ ،واجعلوا من الاستغفار المرهم الذي به تداووا جراح المعصية فان ابليس يقول : ( اهلكت بني ادم بالذنوب واهلكوني بلا اله الا الله والاستغفار) ولا تخافوا من الوزن الزائد من الذنوب حيث الشيطان يخوفكم بان الله لن يزيلها ولن يغفرها لكم وان اي ريجيم لن ينفع، بل كونوا على يقين بأن الله يغفر الذنوب جميعا ، وهو الذي قال سبحانه :{ قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم } وهو الذي قال سبحانه في الحديث القدسي الجليل ( يا ابن آدم لو اتيتني بقراب الأرض خطايا ثم اتيتني لا تشرك بي شيئا لآتيتك بقرابها مغفرة )
    وهو الذي قال للعبد المذنب العاصي كما ورد في صحف ابراهيم ( يا ابن آدم لو شئت لأمرت الارض لابتلعتك من حينها او البحار فلأغرقتك في معينها ولكني أأجلك لأجل أجلته ووقت وقته فوعزتي وجلالي لا بد لك من الورود علّي والوقوف بين يدي اعدد لك اعمالك واحصي لك افعالك حتى اذا ايقنتَ بالبوار وظننت انك من اصحاب النار قلت لك لا تحزن يا عبدي فمن اجلك اسميت نفسي العزيز الغفار )
    - فاياكم والاصرار على الذنوب لان في ذلك الهلاك وأقبلوا على الله بأكف الضراعة وسجدات السحر ودموع الليل وآهات الخلوة لسان حالكم يقول: يا رب لا تعاملنا بما نحن اهله وعاملنا بما انت اهله ، نحن اهل الذنوب والخطايا وانت اهل التقوى وأهل المغفرة. قولوا له: يا رب ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. قولوا له: يا رب إنا على بابك فلا تطردنا من رحابك. قولوا له يا رب انا نحبك فهل تراك سمعت ان حبيبا يعذب حبيبه في النار . انه الندم انها التوبة انه الاستغفار انه البكاء انها الطاعات انها الدموع انها مركبات ووصفات ريجيم القلوب لتخفيف الذنوب رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين.

    رحم الله قارئا دعا لنفسه ولي بالمغفرة والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

    المصدر/ موقع اشراقة
    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()