بتـــــاريخ : 11/19/2008 9:23:04 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1684 0


    احتراق العصافير

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : نزار نجار | المصدر : www.awu-dam.org

    كلمات مفتاحية  :

    توقّفت سيارتنا أمام المشفى الكبير،..‏

    الازدحام شديد، حتى أننا لم نعرف أين سنترك السيارة. إلاّ أنّ عبد المجيد استطاع أن يوقفها عند الباب الرئيسي بمهارة فائقة..‏

    دخلْتُ بسرعة من باب الأطباء، شددْتُ قامتي. ورفعت أنفي قليلاً حتى أدخل الهيبة والرهبة في نفس الآذن الذي قد تسوّل له نفسه التدخّل ليمنعني كزائر من الدخول..‏

    الساعة تشير إلى الرابعة تقريباً. وعبد المجيد إلى جانبي يلفت انتباهي كعادته إلى الجمال المسفوح في الطريق، الذي ينتظر من يكشف عنه وسط الممرّضات الواقفات بين غرف الإسعاف وحجرة العمليات..‏

    قال ضاغطاً على الحروف:‏

    -انظر أيّها الشارد. ها نحن بين الحمائم البيض، احذر أن تضيّع الفرصة.. ولكنْ.. لا فائدة ستبقى راكباً رأسك وجاهلاً!‏

    أكثر من مكان كان يشغله المرضى والمصابون الذين لم يأتِ دورهم في الكشف.. بدا -بصورة قطعية- أنّ المشفى ما زال يعاني من الفوضى والازدحام وقلّة العناية،..‏

    الأطباء يتسكّعون أمام الردهات بمراييلهم البيضاء، وسجائرهم المفلترة، واحد منهم كان هناك واقفاً عند فسحة السلّم الصّاعد إلى الطابق الأول، وعيناه معلّقتان بالقادمين كأنّما على موعد، في حين وضع سيجارته جانب فمه وأخذ يدخّن بعصبية، بدت وقفته تلك كأنه واحد من شخصيات أجاثا كريستي البوليسية..‏

    في البداية، لم يكن لديّ وأنا مع عبد المجيد إلا فكرة واحدة، هي زيارة أبي الذي غرق في سبات عميق منذ الفجر.. نُقل الخبر إليّ في الدائرة، عن طريق فوّاز ابن حارتنا القديمة. الذي لم يتعلّق بعمل سوى التسكّع ونقل الأخبار من السوق إلى الحارة ومطاردة البنات!..‏

    قفز عبد المجيد أمامي الدّرجات القليلة، ارتقينا معاً، كان المصعد ما يزال معطّلاً كعادته، أعرف ذلك تماماً، تناهت إلينا أصوات مختلطة. كان هناك من يركض، والعربة الصّغيرة يدفعها ممرّضان شابان، يمضغ أحدهما شيئاً في فمه بلا مبالاة.‏

    لم أكد أنتقل إلى أول السلّم الصّاعد إلى الطابق الثاني حتى رأيت أختي وأولادها وهم يسرعون نزولاً، توقّفتُ عند أول درجة، غير مصدّق، ومِنْ ورائهم لمحتُ عمّتي و.. دقّ قلبي، خطر لي سريعاً أنّ.. و.. أنّ.. ولكنّ ابن أختي أقبل عليّ وسألني مندهشاً:‏

    -أنت هنا. مَن أخبرك؟‏

    ازدردت ريقي.. وعبد المجيد رأيته يغيب بعيداً في زحمة الصّاعدين..‏

    همسْتُ:‏

    -أحدهم..‏

    اقتربّت أختي، وضعت يدها على كتفي وقالت:‏

    -لم ندر ما أصابه صبيحة اليوم، أحضرنا الدكتور عدنان... نصحنا بإسعافه في المشفى!..‏

    -والآن!‏

    -تعال.. هو موجود في جناح الإسعاف..‏

    وتذكّرت.. لقد مررْتُ منذ لحظات بالجناح، فكيف لم أنتبه لوجود إخوتي، لكنّ الخبيث عبد المجيد لم يترك لي فرصة!‏

    ***‏

    فوق السرير العريض كان أبي فاقداً الوعي تماماً، وأمي جالسة عند قدميه، وأخوتي حول السرير صامتون. كأن على رؤوسهم الطّير..‏

    اندفعت نحو السرير، أفسح لي أخي الأكبر طريقاً إليه، تلمّست كفّاي يده المسحوبة فوق صدره، أحسست أنّني سأبكي، نظر أخوتي إليّ بحزم فابتعدت ولم أقل شيئاً.. احتبست الكلمات والدّموع في لحظة واحدة...‏

    لقد تركت أبي في البيت سليماً معافى. لا يشكو من شيء وها هو ذا -أمامي- هذه اللحظة ممدّداً لا حراك فيه.. أمّي تبكي. استنكرت بكاءها، لكنني لم ألبث أن شعرت للمرة الثانية أنني أريد أن أبكي مثلها!‏

    المشهد ذاته لا يعدو أن يكون تمثيلية هزلية، ممّا ألفناه في السنوات الماضية، فأبي وحده الذي يسقط كلّ مرة بمرض مفاجئ، سبات، أو غيبوبة، لا يترك مجالاً للظنّ بأنها النهاية، غير أنه يخرج بعدئذ، كأنّ شيئاً لم يكن.. وهو أكثر قوّة، وأجهر صوتاً!‏

    وأبي على الرغم من أنه كان يلتزم الحمية الشديدة فإنه أحياناً يضرب بها عرض الحائط، فيشتم الأطباء ويتهّمهم بالسرقة والاحتيال، فهم قتلة يعيشون من آلام الناس، ويكسبون من وراء عذابهم وقلقهم ذهباً!‏

    في الصّباح، وقفت أمي على سجادة الصّلاة، أدّت ركعتي الفجر، التفتت نحو أبي، كان دافناً رأسه عند طرف الوسادة، هذه عادته حين ينام، يحتضن الوسادة بيده اليسرى ويدفع بطرفها نحوه مشكّلة مع حافّة السرير مثلثاً يدفن رأسه في زاويته البعيدة..‏

    حين هتفت أمي:‏

    -صارت الخامسة.. هيّا..‏

    لم تسمع إلاّ صوتاً كالشخير، فأعادت نداءها الرقيق محاولة أن تزيح طرف اللّحاف عنه، فها لها أنّ رأتْ زبداً أبيض يؤطّر فمه تحت شاربيه الخفيفين.. كان أبي يشخر وعيناه نصف مغمضتين. أزاحت الوسادة، أسندت رأسه الرمادي إلى راحتها وهي تهتف باسمه.. طاهر.. طاهر..‏

    بدا أنّه لن يسمع أبداً..‏

    أثارها المشهد، فاضطربت من أعماقها، هُرعت تلفّ كتفيها بشالها الأزرق الخفيف، وركضت حافية إلى الصّالة، دفعت أصابعها وسط الظلمة الضافية، تبحث عن زجاجة "الكولونيا" في الخزانة، كانت تريد أن تمسح جبينه لعلّه يشعر بما ينعشه فيفيق.. لكنّها عدلت عن ذلك. هبطت الدرجات القليلة، اقتربت من الحجرة التي ينام فيها أخي وزوجه، نقرت على الباب بلطف:‏

    -هدى.. هدى..‏

    انفرج الباب، بدت هدى بقميص النوم نصف نائمة. كانت قد فهمت شيئاً، فأسرعت وراءها تساعد في انعاش أبي، لكن ذلك لم ينفع، كأنّما صمّم على ألاّ يفيق، واستيقظ أخي محمّد، اندفع بلا وعي، لكنّه أيضاً وقف حائراً أمام المنظر المثير..‏

    نصف ساعة والتأم جمع الأسرة، اخوتي، الأولاد، عمّتي، خالتي، ابنتها، والدكتور عدنان ولم يكن هناك من حيلة إلاّ نقله إلى المشفى..‏

    همس أخي في أذني، بأن أغادر إلى البيت، لأحضر ما قد يلزم أبي، إذ لا بدّ -وحاله هكذا- أن تطول إقامته في المشفى..‏

    أحنيت رأسي، وقبل أن أنطلق سمعتُ وقع خطواتٍ ورائي، رفعتُ عينيّ، فإذا بي أمامها وجهاً لوجه!!‏

    أكثر من سنة ونصف السنة مضت على آخر مرة التقيتها في دار عمّي.. خلّفت في ذهني صورة من الصّعب أن تمحوها الأيام، لم يكن ذلك ذكرى عابرة! والآن، يا إله السموات، هي ذي أمامي في الرداء الأبيض، ولكنْ.. لا.. إنها ليست تلك التي عرفتها منذ سنة ونصف السنة، كانت "سحر" هنا.. شخصاً آخر..‏

    عينان حلوتان جريئتان. في وجه يضجّ بالإثارة والجاذبية، ملأ حضورها المكان، بقامتها المشدودة، وصدرها الناهد، بددتّ سحابة الحزن بابتسامتها الرقيقة. أحنت رأسها تحيّي، اقتربتْ من أمّي تهمس لها بشيء. وفي انحناءتها الآسرة تدفّقت صور ومشاعر.‏

    .. كانت "سحر" صديقة ابنة عمّي. وعلى الرغم من أنّها تكبرها بخمس سنوات، فقد بدتا أنّهما متفاهمتان جيّداً.‏

    وفي زياراتي المتكرّرة للبيت الكبير، انفردت بها مرّة، صارت أنفاسها تتلاحق حين اقتربت منّي وهي تهدل بين يديّ:‏

    -هس.. أنت ولد خبيث، نظراتك تقول أشياء كثيرة. أنا أفهمها.. ولكنّ..‏

    هتفت:‏

    -أحسّ بالدم يصعد إلى رأسي إذا ما وقفت معك!‏

    -هذا هو الحبّ يا غشيم!‏

    أسندت كفّيها على كتفيّ، ثم همست:‏

    -أتعرف كيف تقبل فتاة!‏

    نظرت إليها ببلاهة، ولم أنبس بحرف..‏

    -هكذا تفعل.‏

    ونفثت شفتاها لهباً على وجهي، كنت مأخوذاً، كمنوّم، أكاد أهوي عند قدميها.. ثمّ.. لم أتذكّر إلاّ أنني هربت قبل أن تراني ابنة عمّي، وهذا آخر العهد بها.‏

    التقطت أذناي كلماتها المختصرة:‏

    -لم تظهر النتيجة.. نصف ساعة.. ربّما..‏

    أمّي قلقة، ولم يعرف أحد ماذا سجّل الطبيب في أوراقه.. قال أخي:‏

    -هيّا.. كما قلت لك.. عد إلى البيت..‏

    كنت أنظر إليها، ثم خطر لي خاطر. فسألت:‏

    -هل يُسمح بالدخول إلى المشفى بعد الخامسة، في غير أوقات الزيارة؟! ردّت وهي لا تنظر إليّ:‏

    -الدخول ممنوع، سأتدبرّ ذلك، سأكون في غرفة الممرضات. فاطلبني أنا في الانتظار.‏

    أثلجت كلماتها المطمئنة صدري، وأبي كان قد فتح عينيه، وعرف أنّه في المشفى، أقبلت أمي عليه بلهفة:‏

    -أنت بخير!‏

    فاستنكر وجوده ورفع صوته في احتجاج:‏

    -من قال لكم إنني بحاجة إلى المجيء إلى هنا؟‏

    شرحت أمّي:‏

    -بقيت أربع ساعات فاقد الوعي. قل الحمد للّه..‏

    حاول أبي النهوض من السرير، منعته أمّي، وكفكفت عمّتي دموعها قائلة:‏

    -أنت بخير.. الآن!‏

    ولحظ أبي زجاجة التغذية فوق رأسه، فشعر بالهدوء، ولم يقل شيئاً..‏

    ***‏

    قطعت الممرّ عائداً..‏

    أحسست براحة حقيقية، بدا المشفى هادئاً إذ انصرف الزوّار والمراجعون، وساد السكون، فأغلقت الأبواب، وأخلد المرضى إلى النوم..‏

    قبل أن أهبط الدرجات الرخامية. التفتّ برأسي فإذا هي ورائي، ابتسمتْ وهي تقول:‏

    -الخامسة والنصف أنا في الانتظار..‏

    -و.. وماذا سأقول عند الباب الرئيسي:‏

    -قل.. إنك تريد.. سحر!‏

    صعد الدم إلى وجهي، هززت رأسي، هبطت مسرعاً..‏

    ***‏

    في البيت انتابني إحساس غامض..‏

    لم أكن أعرف ما هو، فهذه هي المرة الأولى التي أجد كلّ شيء هادئاً، وفي مكانه بالضبط.. سرير أبي فارغ، ينظر إليّ ببرود. رفرفت ألوية الكآبة.. حين سقطت عيناي على قميصه المتهدّل فوق المشجب. طربوشه هناك على الطاولة، قلت في نفسي:‏

    -من عادته أن يكون نائماً وقت القيلولة!‏

    حدّقت في المرآة..‏

    تحسّست ذقني، عرفت أنها بحاجة إلى حلاقة، هذا أول عمل أنجزه، ولكن سأتناول غداء خفيفاً، وبعدئذ أرتّب أشياء أبي التي ستلزمه هناك في المشفى..‏

    بحثت عن الفرشاة، كنت أعرف أنّها فوق حافة النافذة، لكنني لم أجدها.. تناهى إليّ غناء شجيّ من مذياع وسط الشارع. مددت رأسي من النافذة أتبين زحام السيارات والناس والغناء الأسيان..‏

    شعرت بالحزن، تلمّست ذقني ثانية، ثم رأيت أنّة من الحماقة أن أقوم بالحلاقة.. ليس هناك ما يفرح، والسعادة الحقيقية غير موجودة، والكمال المطلق وهم.. فتحت الثلاّجة. لم أجد إلاّ ثلاث قطع من البطاطا المقلية، أخرجت خبزاً، وصنعت شطيرة صغيرة حشوت بها فمي وأنا شارد..‏

    .. أطياف غير مرئية مرّت أمام ناظري..‏

    لم أكن مطمئناً. خلت أنني أغرق في ضباب غير حقيقي... والساعة تدقّ الخامسة والربع.. سأكون في طريقي إلى المشفى في الوقت الذي يغادره الزائرون. لا بأس، المهم أن أتمكّن من الدخول في موعدي تماماً..‏

    أمام باب المشفى لم يكن هناك أحد..‏

    وقفت عند النافذة الصّغيرة..‏

    نقرت على الزجاج الشفيف نقرتين، برز رأس، عرفت فيه البواب:‏

    -نعم!‏

    -رجاءً. أريد الممرضة سحر.‏

    هزّ رأسه، وغمز بعينه مبتسماً:‏

    -أهلاً وسهلاً...‏

    ولمحتها مقبلة..‏

    كانت تبتسم بهدوء.. ووجهها الخمري يشعّ، بنطالها الضّيق يبرز قدّها البديع، وصدرها الناهد يتحدّى نظراتي المضطربة.. وحين انفرج الباب، مدّت كفّها الناعمة:‏

    -أهلاً..‏

    قلت:‏

    -أرجو أن يكون أبي بخير..‏

    -منذ لحظات قُدّم له العشاء..‏

    بدت -هذه المرّة- آسرة أكثر مما يجب.. كان جمالها من نوع خاصّ، ذاك الذي تشعر حياله بالخوف.. الخوف.. ممّن؟! من الآخرين. المتفرّسين، ذاك الذي تشعر -لأول وهلة- أنّ عليك أن تخبئه عن العيون، بعيداً، أن تصونه عن كلّ فضوليّ يمكن أن يديم النظر محدّقاً! لتحتفظ به لنفسك.. بدت سحر في تلك اللحظة بالذات، غريبة، عن كلّ ما يحيط بها، بدت نقطة مضيئة في عتمة كئيبة.. ردهات المشفى القديمة. الممرّ الطويل الذي يفوح بالقذارة والإهمال، الأبواب المضعضعة الصامتة التي فغرت أفواهها ببلاهة، الأسرّة البيضاء القاتمة.. سحر وحدها تضفي على كل شيء، إشراقاً في غير موضعه، أو هكذا خيّل إليّ!‏

    وعلى غير انتظار.. أمسكت بذراعها، جاعلاً منها دليلي ومرشدي، وعين البواب تلاحقني، وأن يتشاغل بترتيب الكراسي في غرفة الانتظار..‏

    في جناح المرضى آلمني مشهد الطفل المشوّه، والشحوب يغطّي كلّ شيء- وجهه، قدميه، يديه، وأمه جالسة تكفكف دموعها ذاهلة عمّا حولها..‏

    لبثت وقتاً غير قصير أمام سرير أبي، ثم رأيت أن أعود، فأطالة الزيارة في غير الأوقات الرسمية قد تسبّب حرجاً..‏

    لمّا صرّتُ في الممرّ، أحسست أنني أريد أن أقول لسحر شيئاً، أيّ شيء.. أن أسألها، أن أستفهم منها ماذا فعلت خلال هذا الغياب الطويل؟‏

    وتوقّفتُ في المنعطف كانت سحر إلى جانبي، التقطت أصابعي كفّها كان كلّ شيء، من حولنا لا قيمة له، أصبحت الأشياء لا تساوي شيئاً، فأنا وحدي الذي يتلمّس أصابع سحر الحريرية همستُ:‏

    -متى سينتهي دوامك؟‏

    -بعد الثامنة..‏

    -هل بوسعي أن أراك في غير هذا المكان؟‏

    نظرت إليّ طويلاً، ثم تلفّتت حولها، كأنّما تخشى أن يراها أحد وهي واقفة معي.‏

    اقتربت منّى، فتضوّع الورد من حولي، كانت عيناها تقولان ما لم أفهمه..‏

    عدت أهمس من جديد:‏

    -أيمكنني أن أراك في غير هذا المكان؟‏

    خفضت عينيها ثم حرّكت شفتيها بأسف:‏

    -لا.. لا أظنّ.. غير ممكن..‏

    هتفت محتجّاً كمن تلقّى صدمة:‏

    -لماذا!‏

    مدّت كفّها نحوي وقالت هامسة:‏

    -لم أكن أعرف أنك ضعيف الانتباه إلى هذه الدرجة!‏

    سقطت عيناي على محبس صغير كالخيط التمع في اصبع كفّها اليمنى..‏

    -ها..‏

    وسقطت يدها إلى جانبها باستسلام، بينما اضطرب وجهي بأشياء غير مرئية..‏

    اندفعتُ وحدي إلى الباب..‏

    لم يعدْ عندي ما أقوله..‏

    كانت قطرات المطر الخفيف الناعم تبلّل وجه المرج الداكن حول المشفى، ولخطواتي في الممشى وقع غريب..‏

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()