بتـــــاريخ : 11/19/2008 8:11:55 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1028 0


    الزيت والقرد

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : أحمد زياد محبّك | المصدر : www.awu-dam.org

    كلمات مفتاحية  :

    أراد أحد الأشخاص أداء فريضة الحج مع زوجته، وكان عنده في الدار عشر صفائح مملوءة زيتاً، حار في أمرها، أين يخبئها، إذ كان يخشى عليها من اللصوص، وكان أداء فريضة الحج في تلك الأيام يستغرق أشهراً، لسفرهم على ظهور الإبل، وأخيراً قرر الرجل أن يودع صفائح الزيت عند جاره أمانة.‏

    ولما رجع من الحج، طلب من جاره أن يرد له صفائح الزيت، فقال له الجار، هي هناك في القبو، انزل وخذها، وحمل الرجل الصفائح إلى داره، وشكر لجاره أمانته، ثم بعد يوم أن يومين احتاج إلى إحدى الصفائح ففتحها، فوجدها مملوءة ماءً لا زيتاً، وفتح الثانية فالثالثة فالرابعة، وهكذا فتح الصفائح كلها، فوجد فيها ماءً لا زيتاً، فأسرع إلى جاره يسأله عن الزيت؟ فأكد له الجار أنه لايعرف من أمر الصفائح شيئاً، ولعل الزيت فيها انقلب إلى ماء، وكل شيء قابل للتغير. فعرف أن جاره قد خدعه، فقرر أن ينتقم.‏

    ومضى الرجل إلى السوق، فاشترى قرداً صغيراً، ثم أدخله إلى منزله خفية، وخبأه في إحدى الغرف، فقيد القرد في زاوية منها، وحمل عصا، وأخذ يضربه بها أشد الضرب، ثم تركه وخرج إلى السوق فاشترى ثياباً كثياب جاره، ثم اشترى بعض الموز، واصطنع هيئة جاره، ودخل على القرد، ففك قيده، ثم أخذ يداعبه ويطمعه من الموز.‏

    وظل الرجل على هذه الحال أياماً، يدخل على القرد بثياب كثياب جاره، فيطعمه ويعنى به، ثم يدخل عليه بثيابه هو نفسه ويأخذ في ضربه وتعذبيه.‏

    وكان للجار ولد وحيد، وكان كثيراً مايأتي هذا الولد إلى دار الرجل ليلهو في فنائها ويلعب، فانتظر الرجل حضور ابن جاره، فاختطفه، وخبأه في غرفة أخرى، وافتقد الجار ولده، فأخذ يسأل عنه، ثم قرع على الرجل الباب وسأله إن كان قد رأى ولده، فأخبره أن الولد جاء إلى الدار كعادته كل يوم، وأنه تركه منذ قليل في إحدى الغرف وهو يلعب، ثم دعاه إلى الغرفة التي فيها القرد، وقال له مطمئناً: "تعال خذ الولد"، ودخل معه الغرفة، وما إن رأى القرد الجار حتى قفز إليه، وتعلق بثيابه، فدهش الجار وسأل: "ماهذا؟"، فاصطنع الرجل الدهشة وقال: "لاأعرف، تركت الولد منذ قليل هنا" وصمت قليلاً، ثم أضاف: "ولكن، لعله تحوّل إلى قرد، ألم تقل أنت إن كل شيء قابل للتحول والتغير".‏

    وأدرك الجار عندئذ غرض الرجل، فاعتذر إليه، وأكد له أنه سيدفع له ثمن الزيت أضعافاً على أن يرد إليه ولده.‏

    وأشفق الرجل على جاره، فردّ إليه ولده، وسامحه في ثمن الزيت، على شرط أن يحفظ الأمانة ويرعاها.‏

    تعليق:‏

    حكاية تربوية في أسلوب ساخر، غايتها تذكير الناس بالأمانة، وتحذيرهم من الغدر، وهي تقوم على مقولة ردّ الصاع صاعين، وتنطلق من أغلى ما يتعلق به الناس: المال والولد، وتعتمد على فكرة التحول والمسخ، وتنهي بالتسامح والموعظة

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()