كثير منا قد مر في حياته بتجارب بغض النظر عن نوعها....
وكثير منا قد طرق الحب قلبه....وكثير منا من اذبل عيناااه السهر....وقليل منا من احب حبا خاالدا...حبا بماتعنيه هذه الكلمة الصغيرة من معاني وفيرة...
والقليل ايضا من مر بمثل تلك التجربة التي مررت بها....
كان حبا اذاب الجليد....وحبا ابكى عيونا....وحطم قلوبا....وفرق احبابا....
كم وددت لو اني لم امر بتلك الفترة من حياتي....كم تمنيت لواني نسيت تااريخ ميلادي بل اضعته عنوة....
كانت لحظة بريئه جمعتني بها...ولكم تذكرنا انا وهي تلك البداية الصبيانية نوعا ما....ولكم بكينا اخيرا عليها....
كانت كلمات عابرة لم ندرك انها ستتحول لقاموس باسره...احببتها رغم بعدها عني واحبتني رغم فلسفتي الزائدة احيانا...ولكنها اصبحت فيلسوفة بعدها...أذكر مرة انها قالت:اسمع كلانا يعلم اننا نجامل بعضنا كثيرا ونتكلم كثيرا
ولكن قلبانا متباعدين...وكلانا يعلم ماقد تؤدي اليه هذه العلاقات الطائشة...ربما لاتؤثر عليك بقدر ماتؤثر علي وعلاقتي باهلي يوما ما؟؟
ولكنني طمانتها انني لست على شاكلتهم وستعرفين هذا لاحقا....حينها تمتمت بكلام لم افهمه ولكنه بدلي واضحا انها لاتطمئن لشاب ابدا....لم المها على ذلك فشبابنا القليل منهم لايحترموون هذه الاشياء.....
تحدثنا كثيرا....ضحكنا كثيرا...وكذبنا على بعضنا في بداية علاقتنا.....بدت المكالمات تتوالى وبدت قلوبنا تتحرك رغما عنا.....كانت فتااة طيبة في قمة الادب والاحترام والذكاء ايضا.....وعاطفية لابعد الحدود..ورومانسية حالمة متقدة نشاطا...ومتفوقة في دراستها محبوبة من اهلها...كانت صفات جميلة قلما تجدها الان....
مضت الاياام وانا اسمعها احلى الكلام...واعذب الابيات....وارق الرسايل...وقت طويل مضى حتى هاتفتني يوما وقالت:
الليله ابيك بموضوع جاد...كنت افكر ماهو ياترى...وقلت في نفسي:لقد حان جني الثمار...رن التليفون ورن قلبي معه...
واذا بصوتها متالقا كعادته مليئا بالدفء قالت:يمكن تقول عني مجنونه اومابعد تعلمت من الحياة دروس....اوصغيرة لعبت في عقلها...ولكني ساقولها....انا احبك.....
نعم والله لقد احببتك ولو تمر ساعة من دون ان اسمع صوتك يمكن يجيني هباااااال"....في نومي احلم فيك...في كليتي اراك موضوعا للدرس.....مع كل اغنية عاطفية يمر علي خيااالك...مع كل وردة اتذكر رقتك.....مع كل تغريدة عصفوور اتذكر همسك....مع كل طلعة قمر اجد دفء صوتك.....الذي اصبح يلا زمني كل حين....صدقني لن تجد من يحبك مثلي ...انت جعلت الدنيا في عيني غير....الشوارع غير...نفس الوجوه التي اراها اصبحت غير....لها الواان زااهيه...اختصارا هل ستقدر حبي لك؟؟
اجبتها:هذا شي منتهي منه انني اقدر كل ماقلتيه فانا كذلك احبك....ولكني في قلبي كنت اعبث بمشاعرها...
قالت لم اكمل كلامي...قلت تفضلي:قالت اريد ان نتزوج.....فماذا تقول.....تلعثمت كلماتي وقلت لها:زواج مرة واحدة
لم نفهم بعضنا حتى....يمكن انا ما اناسبك....يمكن تسرعتي اشوي....قالت :نعم اريد الزواج...لماذا لا تسال نفسك ماذا نريد من بعضنا بالضبط....ان كنت تريد ان تتسلى فهذه لعبتكم جميعا....فانا اجد نفسي اكبر من هذه التفاهات...
هذه كلماتي الاخيرة...فكر في الموضوع ورقمي ستجده في هاتفك ثم اغلقت الخط.!!!!
لحظتها ابتسمت ثم ضحكت طويلا...انها تريد الزواج هي بالفعل مجنونة اتزوج فتاة تكلمني ليلا نهارا.....هذا مستحيل
تركتها وقلت في نفسي سوف تعود مرة اخرى فهي لاتستغني عني وان لم ترجع فهنالك الكثير غيرها!!!!!
مضى يوما دون ان اسمع صوتها ثم يومان ...فاسبوع..كدت اجن لقد فقدت صوتها..ضحكاتها..تعليقاتها...لن استطيع التحدث اليها فهي تريد الزواج وانا العب بها...تركتها اسبوعا اخر...نعم انها جادة فيما قالته كيف تقول انها احبتني وهي لم تتصل الى الان....انها مخادعة مثلي......بدات الوم نفسي ان تعرفت عليها وفلتت من يدي....فجاة ظهرت لي فكرة جهنمية...لماذا لا اكلمها واخبرها اني اريده ولكن لابد ان اراها....حملت هاتفي ازف اليها بشرى كاذبة....قالت انت...ماذا تريد...الظاهر غلطان بالرقم....قلت:انا مانيب غلطان هذا رقمك وانا.... الست انتي....ردت علي :انت غلطان انا خالتها...هي الان تعبانة نفسيا...وكله منك....هي لم تذهب لكليتها اسبوعا كاملا....حتى انها لاتغادر غرفتها....
ياشيخ عيب عليك انت ماعندك اهل تخاف عليهم....حتى اخوانها الصغار كرهتهم...والان ماذاتريد كفاية انها صارت مهملة في دراستها...حتى جدتها المريضه لم تعد تهتم بها....وكله من تحت راسك....لو عندك قلب واحساس ماكذبت عليها واوهمتها بحبك لها...فهي لم تتعرف على شخص من قبل ولو يدري ابوها يموتها.....ارجوك ارجوك هذا الرقم تنسااااه....ولاتدق عليه مرة ثانية.....لانك راح تسمع شي مايسرك....قلت لها:طيب خليها تكلمني...ردت في وجهي:انت ماتفهم اقول لك انت حطمت حياتها وتريد تكلمها....انا عارفع وش اللي عاجبها في الاشكاال هذي...ثم اقفلت السماعة في وجهي!!!
كلمات ليست كالكلماات ...ذهبت بي بعيدا....وكانها صاعقة مدوية داخل جوانحي...امعقول ان اكون انا السبب في كل هذا!!!انا...انا....اهدم حياة شابة في مقتبل العمر!!!وماذنبها الانها احبتني في زمن ضااع فيه الحب....لم استطع النوم تلك الليلة صوت خالتها مازال يتردد في اذنااي...اظلمت الدنيا في عيني حتى الشواارع والارصفة اجدها بلا تخطيط
حتى القمر اصبح لونه مصطنع فعلا...جرحتني حقا..بل افاقتني من غيبووبتي..مضت الاياام ومازلت اشعر اني قتلت عواطفها..اسات معاملتها...لست بشر نعم كيف لي بهذه القسوة....حاولت نسيانها ..سافرت هنا وهناك..تجولت...تعرفت على فتيات اخريات....ولكن لاجدوى!!صوت خالتها يعج في اذناي الى الان...
اخيرا صادقت السهر....رايت خيوط الفجر الاولى....لم اعد كما اانا...لم اعد ابرح غرفتي...حتى اقرب الناس الي يعرفون بقصتي معها...يلوموني على ما انا فيه....ويقولون:امعقول ان تلعب عليك وحدة!!!كلهم نصابات ..يكفي كنت تكلمها ...
كرهتهم جميعا ولم اعد ارى غير خيال تلك الفتااة..
يوما ما يالت نفسي:مالذي يمنعني من الارتباط بها.....اني لااعرفها جيدا...يمكن تعرف غيري...ممكن علاقتنا تنتهي بسرعة فبدايتها غلط في غلط....غريب ولكنها احبتني...كيف لي ان انساها...
اخيرا اتخذت قرارا....حزمت امتعتي وسافرت الى منطقتها....عندما وصلت رايتها امامي في كل ركن من تلك المدينة
نمت تلك الليلة متعبا...وفي اليوم التالي استيقظت....وبدلت ملابسي...ثم رفعت سماعة الهاتف...رن جرس الهاتف طويلا وهي لاترد...يبدو انها لاتريد مكالمتي..ثم مرة اخرى...الو...مين....انت....ماذا تريد....ولكنه صوتها هي....الو...انا...كيف حالك...ردت بخير...انا الان قريب منك وجيت عشانك....وكانها لم تصدق ماقلتة...قلت لها صدقيني انا موجود جيت عشان اشوفك...انهمرت دموعها على سماعة الهاتف...وقالت اذن فانت تحبني...قلت :نعم وقد قاسيت هذه المدة انواع العذاب وتانيب الضمير....الذي هداني اخيرا اليك...والبركة في خالتك وكلامها الحلو ....وبصراحة جاي اشوفك انتي شخصيا...هل من الممكن نشوف بعض!!! قلت اوكي اكلم خالتي واشوف.....
وافقت خالتها واتفقنا على المقابلة الساعة الخامسة عصرا....دق قلبي وانا اهم بالدخول...اخيرا سارى تلك الفتااة التي اسهرت ايامي....رن هاتفي واذا بها انا الان امام مدخل السوق الا تراني وانت وينك....نعم نعم اراك ..اوكي انا جاية...واذا بها تتقدم نحوي...ولكن هناك واحدة اخرى برفقتها...ركبن معي بالسيارة ومع انغام فيروز الرائعة كان اول لقلء لي معها....قالت اعرفك هذي خالتي...صمتت قليلا ولكن ماقلتي راح اتكون معك...مولازم...ايه كلامك صحيح..كانت تلبس نقابا ..طلبت منها ان ارى وجهها...قالت ماريك خالتي:قالت حسنا وجهك فقط....اشاحت ذلك النقااب عن وجهها واذا بها كما توقعت من نعومة صوتها ...عيناان يبحر فيهما النظر...ووجه فاتن جميل...لم اعد ارى امام زحام السوق الا عينيها....هل رايتني اعتقد هذا يكفي...ممكن اشوفك انت....قلت هذا انا الا تريني ام اني لم اعجبك...ردت لااريد وجهك اريد ماتخفيه لي في داخلك....ومالذي تريده بعد ان رايتني....ابتسمت وقلت:حبيبتي اريد خطبتك هل توافقين...ام غيرتي رايك....نعم اوافق كنت قد احببتك قبل ان اراك والا احببتك اكثر.....همست لها خالتها:يالله تاخرنا...ثم ودعتني على امل ان نلتقي قريبا في عش الزوجية....رجعت الى اهلي لزف اليهم ذلك الخبر...ولكنهم قد عرفوا بطريقة ما...كلهم وقفوا ضدي حتى اقربهم الي اخي الاكبر لم تعجبه الفكرة....
ايش الكلام هذا تتزج وحده تكلمها بالتليفون!!!!احترت كيف اقنعهم...لم اجد وسيلة لذلك...اخر ماقالته امي كان بمثابتة حبل المشنقة:اذا اخذتها لاتجيني ولاشوف وجهك انت وياها...
اخبرتها بما حصل مع اهلي ...اما هي فقد قبلو اهلها بي....
ساتزوجك رغما عنهم...لالا نستطيع ان نتزوج واهلك رافضين طالما خفت من يوم كهذا...قلت ومالحل اذن:قالت"الحل ببساطة ان نفترق !!!!
نفترق اانتي من يقول هذا....بعد كل ماحصل نفترق!!!قالت:حبيبي كان هناك امل ولكنه تبخر بعدم موافقة اهلك...الديك القدرة على اقناعهم...قلت انهم لم ولن يقتنعوا ابدا....ولكن نتزوج رغما عنهم...قالت:اسف لا استطيع فنحن لا نسرق بل نريد الزوااج فقط...ادركت حينها اننا نركض في ارض فضااء لا نهاية لها!!!!
حينها ادركت ايضا اننا لن نتزوج وسيكتب علينا الفراق للابد!!!!
عندها عقدت العزم على ودااع حبيبتا كاادت ان تكون زوجة...وليتها كانت...ولكن هذا هو قدرنا ...
لم اعد اسمع عنها شيئا ولا ادري ان كانت باتت على قيد الحيااة ام انها رحلت!!!
ومنذ ذلك اليوم لم اعد استطع التلاعب بفتااة ابدا....لقد رحلت عني ورحل قلبي معها منذ رحيلها ذلك اليوم...
احلى اللحظات عشناها سويا ولم يبق لنا منها سوى المها وغبارها الذي نفضه علينا الزمن البائس....
ولكن هناك سؤال يحيرني بعد رحيلها!!!!
اغدا القاك!!!!!!