بتـــــاريخ : 11/17/2008 7:40:25 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1112 0


    ليلى والأسلحة

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : شوقي بغدادي | المصدر : www.awu-dam.org

    كلمات مفتاحية  :

    أحبت ليلى من أول نظرة. وكانت النظرة الأولى من النافذة، وكانت كافية. ربّما لأنه كان أكثر وسامة من الآخرين، ربّما لأنه لم يكن يحمل سلاحاً، ذلك أنّ ليلى لا تحبّ الأسلحة، ولم يكن يُخيفها شيء، كأن يُقالُ لها إنّها يجب أن تتعلّم حمل هذا السلاح أو ذاك وأن تتقن فكّه وتركيبه.‏

    وعندما واجهتْهُ في مدخل البناء يومئذ تكرّس الحبّ في قلبها الصغير، ولم يكن الشاب بحاجة إلى ذكاء كثير كي يفهم أن هذه الشابة الصغيرة معجبة به.‏

    لم يكن ضرورياً أن تبتسم له أو تجيب على تحية الصباح. ثمّة رسائل خفيّة تتبادلها العيون المنفتحة على سَعَتِها، أو الإلتفاتة الخاطفة بعد خطوات، أو الاهتزازة الخفيفة في المشية، أو الانحناءة التي يميل بها الرأس حين يتأكد أن الآخر يمعن النظر إليه. ثمّة ألف حركةٍ، أو إشارة قادرة على حمل تلك الرسائل الخفيّة بأن الطرف الآخر موافق.‏

    - قال الشاب في نفسه: واضح أن الفتاة صغيرة السنّ وأجمل مافيها سمرتها الصافية وشعرها الكثيف المتموّج الذي يشكل شبه دائرة حول رأسها. إن فمها صغير بعض الشيء ولكنه ممتلئ شهيّ، وعينيها السوداوين الواسعتين تشعّان بنظرة ماكرة على أنها لا تخلو من البشاشة والبراءة، وبذلة "الفتوّة" المدرسيّة المكتنزة بجسدها الفتيّ تبرز استداراتٍ أنثويةٍ خارقة. وإنها لم تردّ على تحيتي بصوت مسموع، غير أن كل خليّة في هذا الجسد كانت مبتهجة وقد أجابتني بلغتها الخاصة: "صباح النور!...".‏

    وقالت ليلى في سرّها: "ياله من شاب جميل! إن وجهه الصبوح الأبيض بعينيه الزرقاوين البرّاقتين والشعر الأشقر المنكفئ قليلاً على الجبين يذكّر بالممثلين الأجانب. وقامته الطويلة بالمنكبين العريضين، والقميص النظيف المفتوح على صدر فسيح أطلت منه شعيرات معدودات تذكّر بالفرسان الذين ينطلقون بمحبوباتهم على جواد يسابق الريح... يا إلهي.. لقد حيّاني تحيّة الصباح، ولم أردّ عليه ولكن لابدّ أنه سمع صوتي الداخلي الذي كاد يفلت من بين شفتي وأنه فهم السبب..".‏

    *‏

    قالت ليلى له بعد أيام في المكان نفسه:‏

    - هل أنت جديد؟! أنا لم ألاحظ وجودك من قبل! فابتسم الشاب ابتسامة أقرب إلى الغرور منها إلى البهجة غير أن ابتسامته المشرقة وجدت صداها على الفور في ابتسامة مشابهة لديها فأجاب:‏

    ملاحظتك في مكانها.. أنا لم أنضمّ إلى مجموعة الحرس هنا إلا من خمسة أيام..‏

    كانت تودّ أن تسأله عن اسمه لولا أن الحياء حبسها عن الكلام، غير أنه أنقذها من ارتباكها وكأنه حدس بماذا تفكّر إذْ قال على الفور:‏

    - أنا اسمي مراد.. فما هو اسمك؟!‏

    فرفعت رأسها بحركة اعتزازٍ رشيقةٍ وأجابت فوراً:‏

    - ليلى...‏

    فقال وقد زادت ابتسامته اتساعاً:‏

    - الله.. اسم جميل على مُسمّى.. وفي أي صفّ أنت؟!‏

    - في العاشر..‏

    - ولكن من ينظر إليك يحسب أنّك في الثامن...‏

    فضحكت ضحكةً خافتةً وقد تبخّر حياؤها تماماً كي تقول له:‏

    - هل تقصد أنني قصيرة؟!..‏

    فقال لها مداعباً:‏

    - أنت لست قصيرة.. طولك طبيعي.. ولكن وجهك يوحي بأنك طفلة صغيرة...‏

    فرفعت عينيها إلى قامته الباذخة وقد حيّرتها ملاحظته، هل تُسرّ بها أم تستنكرها؟! وأخيراً وجدت ماتقوله:‏

    - أنت أطول مني بكثير... ولن أصل إليك أبداً..‏

    - هل تريدين أن تصبحي بطولي؟!..‏

    - كلاّ.. يجب أن تبقى المرأة أقصر من الرجل بقليل..‏

    - إذن اتفقنا.. إلى هذا الحدّ وكفّى..‏

    وضحك الاثنان معاً ضحكة صافية رنّت في مدخل البناء، وكان رنينها كافياً كي يذكّرهما أنّهما من الممكن أن يكونا مراقبين، فسارعت هي بصعود درجتين وانكفأ هو قليلا إلى الوراء غير أنهما لم يفترقا قبل أن يقول لها:‏

    - سأراك غداً..‏

    وأومأت برأسها أنْ نَعَمْ، وهي تتابع صعودها كأنها ترفرف...‏

    لأوّل مرة تخرج ليلى مع شاب غريب، ولأوّل مرّة أيضاً يخرج مراد مع فتاة من العاصمة. في القرية اختلس مع فتاة أو اثنتين بعض اللقاءات. وفي البلدة القريبة حيث تقلّب بين أعمال مختلفة تعرّف أيضاً إلى بعضهن، ولكن دمشق لم تمنحه بعد قبل ليلى "حبيبة" تجرؤ على الخروج معه.. ولم يكن الأمر سهلاً في البداية. كانت ليلى خائفة، حتى لقد خيّل لها أن أمّها الطيّبة تنظر إليها بريبة حتى استأذنتها السماح بزيارة لإحدى الصديقات كي تدرسا معاً. غير أن الأمر صار أسهل فيما بعد حين استطاعت أن تواجه نظرات الناس المتفحصّة بحذر وخوف. لقد شجّعها المكان البعيد الذي اختاره موعداً للقائهما الأول، كما شجعها تصرّف "مراد" الذي كان يمشي معها كأخ كبير. لقد اكتشفتْ ليلى فيه يومئذٍ بالرغم من مظهر الاعتزاز الواضح بنفسه، اكتشفت نوعاً من الطيبة التي لا يوحي بها شبان المدينة الذين كانوا يلاحقونها أحياناً. كانت ليلى تقطن في المزّة وقد اختارا حديقةً نائيةً في حي "التجارة" موعداً لذلك اللقاء. ولكم كان الجو منعشاً رائعاً في ذلك اليوم، ولكم كان الوقت سريعاً!..‏

    وحين عادت لم تستطع أن تنظر إلى أمها مباشرة خشية أن تفضحها سعادتها. كما أنها لم تستطع أن تراجع دروسها بل لقد وجدت لذّة في مراجعة دروس إخوتها معهم، وحين هبط الليل لم تتابع برامج التلفزيون باهتمام بل آثرت أن تأوي إلى فراشها مبكّرة غير أنها لم تنم إلا بعد شرودٍ طويل وأرقٍ ممتع استمرّ أكثر من ثلاث ساعات.‏

    ***‏

    كان المرجُ الأخضرُ فسيحاً إلى مالا نهاية، وكانت الزهور الملوّنة تخالط الخضرة على امتداد البصر. وثمة في الأفق البعيد كوخ يلمع قرميده الأحمر في ضوء الشمس وجبال بنفسجيّة تتلامح خلفه. وكانت ليلى تركض في اتجاه الكوخ، ثم نبت لها فجأة جناحان مكان الذراعين فارتفعت قليلاً ثم حلّقت، ولكن الكوخ اختفى بغتة، وبدلاً منه صار المنظر صحراء من الرمال الصفراء الجرداء حتى من الشوك والحجارة. وحين أضناها الطيران هبطت قليلاً. غير أن وهج الرمال كان محرقاً فلم تجسر على ملامسته فطارت من جديد باتجاه الجبال، غير أن الجبال كانت تبتعد كلما أمعنت في الاقتراب منها، وكان لابدّ أخيراً من اختيار مكان آمن للهبوط فقد أعياها التحليق الطويل وحركة الجناحين الدائبة. وبغتة لمحت جواداً أسود يعدو سريعاً وفوقه فارس بلباس واسع فضفاض يتطاير مع الريح، فاقتربت منه، ولكن الجواد الأسود كان يحول إلى أبيض ناصع كلما اقتربت منه أكثر، ولم يكن على ظهره أحد. كان يركض عارياً من كل شيء، وحيداً، شارداً، ولم يعبأ بالنظر إليها حين اقتربت منه وواجهته. ولكنّ ما إن لامست ظهره ببطنها المرتعش حتى تباطأ وصدر عنه صهيل عالٍ ردّدت أصداءه الصحراء، وكانت تلهث من الإعياء والفرح والتوجّس، وكان الجواد قد توقّف تماماً عن الحركة، وأدار لها وجهه، فرأت منظراً مخيفاً فيه لم يستمرّ أكثر من ثوان، ثم اختلط المنظر بوجه آخر أليف يشبه وجه أبيها، وأحياناً كان يشبه وجه أمها، وأحياناً أخرى كان لا يشبه أحد. وحين دفعته قليلاً بقدميها وذراعيها انقلب على الأرض، ثم رأته جاثماً فوقها ولكنه لم يكن ثقيلاً. كان في استطاعتها احتماله، غير أن وجهه لم يكن واضحاً إذ كان مكبّاً على عنقها وهو يهدر بصوت مكتوم لقد صار كائناً يشبه الإنسان، ولم يؤلمها احتضانه إيّاها، ولكنها كانت تسمع شخيراً مزعجاً ولهاثاً لا ينقطع، فداهمها الخوف وأرادت أن تصيح ولكن دون جدوى. ثم رفعت رأسها فجاءة...‏

    كان الليل عميقاً حولها، وليس ثمة سوى ضوء خافت يتسرّب من مصابيح الشارع العالية والجميع نيام.. فاستراحت في فراشها من جديد، فتكوّرت على جنبها ودسّت بيديها بين ساقيها ثم أغفت على هذا الوضع...‏

    ***‏

    خجلت ليلى أن تقصّ على مراد حلمها. كانت تشعر أن فيه مايخجل. كان الطقس يومها وديعاً للغاية، وليس في الحديقة سوى بضع نساء بعيدات مع أطفالهن وعاشقين شبه متوارين وراء جذع شجرة. وامرأة عجوز متحجّبة تدب بملاءتها السوداء في اتجاه المخرج. كان الوقت قبل الظهر بقليل إلاّ أن نسيماً رقيقاً كان يحرّك الأوراق ويلامس الوجوه ويشجّع على البوح بالأسرار. فسَبَقها لسانُها وبدأت بملاحظة بسيطة حول الحلم الذي رأته ثم وجدت نفسها تتابع التفاصيل، بل لقد أمدّها الخيال فاخترعت تفاصيل أخرى لم ترها فعلاً، وكان الشاب يصغي إليها باهتمام شديد وهي تختلس النظر إليه.. يا إلهي... لكم يبدو منظره وادعاً جميلاً في هذه اللحظة. لماذا لم يأخذ وجه الحصان شكل وجهه الوسيم! وكادت تضيف هذه الملاحظة من عندها إلاّ أنها لم تتجاسر وأنهت حديثها بإطراقة طويلة وهي تقول:‏

    - الآن.. مارأيك بهذا الحلم؟!‏

    فقال الشاب:‏

    - إنه حلم جميل وإن كان انتهى بالبكاء..‏

    فقالت وهي ماتزال مُطرقة:‏

    - بالعكس.. لقد كان كابوساً مفزعاً...‏

    ***‏

    بعد أيام، فوجئت ليلى بالشاب يستقبلها على مدخل البناية وفي يده بندقية رّشاشة، فتجاوزته بسرعة وكأنها لا تعرفه. وحين لحق بها عند أوّل الدرج نظرت إليه في العتمة الخفيفة فبدا لها أطول وأعرض مما تعرف. وعندما خاطبها مستفسراً شعرت برنّة غريبة لم تألفها في صوته. كانت تراه يحمل السلاح لأوّل مرّة. قالت له:‏

    - لماذا تحمل هذا السلاح؟!‏

    فتضاحكت الشاب قائلاً:‏

    - هل أخافك السلاح؟!. إنّه واجبي كما تعرفين أن أحمله من حين لآخر...‏

    فقالت محتجّة:‏

    - لكنني لم أرك تحمله من قبل أبداً..‏

    - يجوز أنّك لم تصادفيني به.. ولكنني حملته عدّة مرات..‏

    فقالت وهي تقفز على الدرج مبتعدةً:‏

    - لا تحمله إذن عندما تراني..‏

    ثمّ توارت عن الأنظار..‏

    ***‏

    لم تره ليلى يحمل السلاح فيما بعد، ولكنها لم تَعُدْ تشعر نحوه بالطمأنينة نفسها، لقد تبدّل شيء في أعماقها ولم يكن تجاهل هذا الشيء سهلاً. قالت له فيما بعد:‏

    - ضدّ مَنْ تحملون هذه الأسلحة؟.‏

    فقال الشاب ساخراً:‏

    - سؤال عجيب! كيف يمكن أن نقوم بحراسة حقيقية دون أسلحة..‏

    - ولكنكم لستم بحاجةٍ لها.. إنكم لا تستعملونها أبداً...‏

    - بالطبع.. نحن لا نستعملها إلاّ عند الحاجة..‏

    ودار حوار طريف كان الشاب فيه يدافع عن وجهة نظره باقتناع كبير، غير أن ليلى لم تُبْدُ مقنعةً أبداً. كانت تدافع عن شيءٍ آخر غامض، ومن وجهة نظر مختلفة تماماً لا تعرف كيف انساقت إليها. وبدا لها الحوار أخيراً قاسياً مملاًّ فآثرت الانسحاب ولم تشعر برغبة قوّية في رؤية الشاب لعدّة أيام حتى حاصرها بملاحقته فخرجت معه في نزهة اختصرتها بسرعة مختلقة أعذاراً لا وجود لها ثم عادت فوراً إلى البيت.‏

    بدأ الرصاص يدوّي في تمام الساعة التاسعة ليلاً. كان الصوت بعيداً في البداية، فلم تعبأ ليلى به، كما أن أسرتها لم يبد عليها اهتمام كبير. لقد كانوا متعوّدين على سماعه من قبل فلقد كان يندلع من حين لآخر متقطعاً آتياً من أمكنةٍ مجهولة، ثم يهدأ بعد قليل. إلاّ أنه الليلة كان مُختلفاً إذْ سمعوه يشتدّ ويقترب ثم تنفجر الطلقات قريبة جداً، وبغزارة مرعبة، فهبّ الجميع نحو النوافذ إلاّ أنّ الوالد صرخ بالأولاد يبعدهم واقترب وحده يختلس النظر فغافلته ليلى ومضت إلى نافذة بعيدة تشاهد ماذا يجري تحت نافذتهم.‏

    كان الدويّ قوّياً إلى درجة أن ليلى توهمت في البدء أن الطلقات تنفجر داخل البيت، وبالرغم من خوفها فإنها لم تستطع كبح فضولها في النظر عبر النافذة.. إنهم يطلقون النار كالمجانين.. لابدّ أن شيئاً مخيفاً قد حدث.. هل هو "مراد" الذي يبدو شبحه في ضوء المصابيح.. إنه يشبهه كثيراً.. بل لقد كان هو بالذات.. وكان معه آخرون لم ترهم من قبل يطلقون النار جميعاً يشكل عشوائي في اتجاه الفضاء.. وكان بعضهم يدور راقصاً حول نفسه وهو مشرعٌ بندقيته نحو الأعلى كأنه في احتفال سحري عجيب، ووحده كان "مراد" الذي يطلق رشّةً من الرصاص ثم يتوقّف قليلاً كي يرفع بصره إلى النوافذ. لابدّ أنه يترقّب رؤيتي.. فانزوت جانباً ولكن دون أن يحتجب منظره عنها تماماً.‏

    ***‏

    كلُّ رعود السماء تنفجر.. والغابة تشتعل، وصراخ الحيوانات المهدّدة بالاحتراق يمزّق القلوب، ويقلب الليل إلى كابوس يثير الهلع في أشدّ النفوس جرأةً وصلابةً. هاهم الأطفال. والمرضى الغارقون في سُباتهم يستفيقون فكيف في استطاعتك ياليلى بعد الآن أن تنامي!..كان يتسرّب من السقف رشحٌ تتساقط قطراته الساخنة على الفراش والوجه، ومن زوايا الغرفة كانت تنبت آلاف الرؤوس لآلاف الأفاعي والعقارب السامّة وهي تتناهش ويعضّ بعضها بعضاً. كم الساعة الآن؟. لابدّ أنها قد تجاوزت منتصف الليل. لقد هدأت الأصوات قليلاً. وهاهي ليلى تتسلّل من فراشها كي تلقي نظرة أخيرة.‏

    كان هناك مارد طويل مستنداً إلى عمود المصباح يشبه الشاب الذي أحبّته ذات يوم. كان رأسه ضخماً بشكل لا يُصدّق، وكان شعره كثيفاً يغطي جبينه وعينيه وهو يلهث من الشهوة أو من الإعياء..‏

    كان ممكناً أن يمدّ ذراعه ببساطة فيلامس زجاج النافذة، وكان ممكناً أن يُدخل رأسه منها. كان ممكناً أن يحدث أيّ شيء.. فتراجعت ليلى، وهربت إلى سريرها، ثم غطّت رأسها باللحاف وظلت ترتعش لفترة طويلة قبل أن يُخمدها النوم.‏

    ***‏

    لم يكن هو الشاب نفسه، كان شخصاً آخر، التجعدّات القاسية حول فمه، والهالة الرمادية حول عينيه، حتى قبضة يده التي لامست يدها ذات يوم كانت ذات لون داكن يشبه لون الحديد الصدئ، وثيابه كانت مشوّشة مبلّلة بالعرق الذي ينفح رائحةً منفرّة...‏

    - ليلى...‏

    ومرّت إلى جواره كالبرق دون أن تردّ على النداء بكلمة أو مجرّد التفاتة.. وحين عادت من المدرسة ظهراً فوجئت به ينبثق لها من أعماق المدخل وسلاحه في يده.‏

    هل كانت هي التي صرخت، أم فتاة غيرها؟.‏

    إنها لا تذكر تماماً كيف حدث هذا ولماذا حدث. تذكر فقط أنّ صرخةً اندلعت، فدوّت على أثرها صرخات مذعورة لا حصر لها من وراء الجدران والأبواب المرتعشة وأنها تقفز صاعدةً الدرج وأصداء الأصوات المخيفة تلاحقها، وتحاصرها، وأنها يجب ألاّ تتوقف لحظة واحدة وإلاّ فهي ميتة لا محالة...

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()