كيف نكون بارين بوالدينا ونحن نعيش في بلد وهم في بلد آخر, وإذا كان الوالد أو الوالدة يصلون ولكنهم لا يحافظون عليها في وقتها, أو يصلونها بسرعة جداً, فماذا علينا ونحن بعيدين عنهم؟
على الولد النصيحة للوالدين وبرهما حسب الطاقة لقول الله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) إن كان حاضراً بالكلام الطيب والفعل الطيب وإن كان غائباً بالمكاتبة بالهاتف التلفون (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) ينصح، يسلم عليه، يدعو له، بالكتابة، بالتلفون، وإذا حضر يدعو له ويشكره على أعماله الطيبة، وإن رأى منه تقصيراً في الصلاة أو غيرها نصحه بالعبارة الطيبة وبالرفق كما قال الله جل وعلا: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا) ثم قال بعده: (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) وهما كافران قال: (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) فأمر الولد أن يصحب أبويه بالمعروف وإن كانا كافرين، فكيف إذا كانا مسلمين؟! فالواجب على الولد ذكراً كان أو أنثى أن يتقي الله، وأن يبر والديه بالفعل والقول إن كانا فقيرين وهو قادر أنفق عليهما، وإذا أمراه أطاعهما بالمعروف وإذا دخل عليهما سلما عليهما واحترمهما ودعا لهما، وإذا كانا غائبين راسلهما بالمكاتبة أو من طريق الهاتف يدعو لهما ويسلم عليهما، هكذا يجتهد في أنواع الخير وإذا كان محتاجين أنفق عليهما وهو قادر لأن الله يقول: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) وقال رجل يا رسول الله: (من أبر؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أباك، ثم الأقرب فالأقرب) وفي رواية قال يا رسول الله: (من أحق الناس بحسن صحبتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك) فالمؤمن يجتهد في بر والديه ويخص الأم بمزيد عناية ثم الأقرب فالأقرب من أولاده وإخوته وأعمامه وعماته وأخواله وخالاته ثم الأقرب فالأقرب.