هل من أساس التوكل على الله عدم الاستعانة بالآخرين لقضاء أمور الدنيا؟
التوكل على الله يجمع أمرين، فالاعتماد على الله والثقة به -سبحانه-، والإيمان بأنه مصرف الأمور ومدبر الأمور، وأنه لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، والأمر الثاني: الأخذ بالأسباب، فالذي يزعم أنه متوكل ولا يأخذ بالأسباب يسمى عاجز، مخالف للشرع. فالتوكل يجمع الأمرين، الثقة بالله والاعتماد على الله، والإيمان بأنه مسبب الأسباب، ورازق العباد، وأنه ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. والأمر الثاني: الأخذ بالأسباب، غرس الشجر، حفر البئر للماء، الأكل والشرب، اللباس المناسب في الصيف، واللباس المناسب في الشتاء، توقي الشرور، إغلاق الباب عن السراق، وهكذا، توقي الشرور، هذا لا بد منه مع التوكل على الله. فالذي يقول: أنه متوكل ومع هذا يهمل الأسباب، لا يأكل ولا يشرب ولا يبيع ولا يشتري ولا يغلق بابه هذا شبه مجنون، هذا خالف الشرع، يروى عن النبي -عليه السلام- أنه قال لبعض الوافدين عليه لما قالوا يا رسول الله: هل أعقلها أو أتوكل، قال: (اعقلها وتوكل)، اجمع بين الأمرين اعقل الناقة وتوكل على الله في أنها تسلم، وأنها لا تقوم ولا يأخذها أحد.