بتـــــاريخ : 11/13/2008 7:51:24 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 886 0


    الجراد

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : طـلـعـت ســــقـيـرق | المصدر : www.awu-dam.org

    كلمات مفتاحية  :
    قصة الجراد طـلـعـت ســــقـيـرق

    حزيناً كان.. يوسف يقظان الراوي كان حزيناً.. والمساء الذي دخل من الشباك المفتوح كان حزيناً أيضاً.. في البدء شعر أن الجدران تقترب من بعضها، والمسافات تضيق.. ثمّ اعتراه إحساس غريب بالاختناق، حين وجد الجدار المواجه مليئاً بالشقوق والتعرجات والانحناءات إلى جانب شرخ طويل يمتدّ إلى ما لا نهاية، جاءه الهاتف الغريب منذراً أن الشرخ سيأكل كل شيء. . وارتسمت أمام عينيه بوضوح صارخ حالة الدمار التي ستحل.. أخذ يبكي ويشهق مثل طفل. حاول أن يغلق الشباك، أن يوقف زحف العتمة، لم يستطع.. كل شيء بقي على حاله، وازداد اضطراب يوسف يقظان الراوي، وفيضان أحزانه...‏

    أيام مرت وهو على هذه الحال. أشواكه تطول وتجرح الروح والقلب ..الاكتشافات التي وصل إليها كانت مذهلة، حيث أكد بصريح العبارة أنه يستطيع أن يؤلف حولها مجلدات، وأوّل ما وقف عنده، استطاع أن يضفي عليه رأياً وتعريفاً خاصين، يتعلق بموضوعة الحياة التي اعتبرها" عاهرة" تعطي أكثر لمن يدفع أكثر ‍‍!!ومن جهة ثانية، فقد رأى - والأمر يتعلق بالشرخ الذي يستشعر خطورته - أنّ الدنيا أصبحت لا تساوي قشرة بصلة، لأن ناسها تغيروا وتبدّلوا وتحولوا، وفقدوا الشعور والإحساس، ولم يعودوا كما كان الناس الأسوياء في الأزمان الماضية!! عندها ازداد فيضان الحزن واشتدّ...‏

    وكانت الأيام تقلّب أوراقها الشاحبة وتمضي. حتى المطر الذي يظنّ أنه يمكن أن يغسل كلّ شيء، توقف عن الهطول ..!! كانت السحب تمرّ ولا تخصب.. ضاقت الأنفاس واضطربت دقات القلب.. غامت الرؤية، وضاعت المساحات.. الشرخ يمتدّ ويطال الأجساد والأرواح والنفوس.. الشوارع سكنت وأخذت تنذر بالويل.. وبقي الشباك مفتوحاً على المساء الحزين الكئيب، والجدران تقترب من بعضها، والمسافات تضيق، وتضيق ..!!‏

    ذات مساء حزين، وكلّ المساءات كانت حزينة، اكتشف المدعو يوسف يقظان الراوي اكتشافه الذي يعادل ويساوي اكتشاف نيوتن لقانون الجاذبية، فقد رأى وهو في مواجهة الجدار المشروخ، أن هناك زحفاً منظماً للجراد، هذا الجراد الذي أخذ شكل وهيئة الناس العاديين - وهنا المصيبة - لأنه - أي الجراد - أخذ يقضي على كلّ شيء دون أن ينتبه أحد، إلى أنّ هذه الوجوه الآدمية - في مظهرها - إنما هي في الحقيقة وجوه جراد يريد أن يقضي على الأخضر واليابس. لذلك كان الشرخ يمتدّ..والحزن يمتدّ... والعتمة تمتدّ ..!!‏

    في هذا الاتجاه، رأى يوسف يقظان الراوي، ضرورة العمل بكل الوسائل والطرق، من أجل القضاء على الجراد.. عندها انتقل من حيّز الصمت والمراقبة والتحديق ،إلى حيز التصريح والتعبير.. ترك الجدران الضيقة، والشباك الحزين المفتوح، وخرج إلى الناس معلناً مصرّحاً صارخاً ..فتح الناس في البداية أفواههم مدهوشين مأخوذين !! ثم ودون مقدمات أو مبررات حسب رأيه، انهالوا عليه بالشتائم واللعنات، ووصفوه بقلة العقل. عندها رأى- وإن إلى وقت حتى تهدأ العاصفة كما قال - الانسحاب إلى الظل - معلناً دون أن يخرج إعلانه هذا إلى حيز التصريح - أن الجمهور العريض من الرعاع والدهماء، لم يتهيأ بعد لرؤية الأمور كما يجب !!وظن - وهو ظن يتحمل يوسف يقظان الراوي ما يترتب عليه من مسؤوليات معنوية وقانونية - أنّ الجدار يفهم أكثر من قطيع الرعاع والدهماء هذا !!‏

    قصة الجراد الآدمي هذه والتي رواها يوسف، لم تخرج عن نطاق الطرفة في أذهان الناس ‍‍!!‏

    ولم يقل أحد - حتى ذلك الحين - من أهل الشارع والشوارع المجاورة، أنّ أفكار الرجل يمكن أن تشكل خطراً على الأمن العام أو الخاص. لكنهم - وهذه مسألة لابدّ من ذكرها - نصحوا زوجته وأولاده أن يعرضوه على طبيب مختص بالأمراض النفسية وذكروا - في معرض النصيحة ليس إلا - أنّ الرجل يمكن أن يقلع بعد حين عن رواية أفكاره الغريبة العجيبة هذه !! إذا أعطي الدواء والعلاج المناسبين .‏

    لكنّ الزوجة والأولاد - وخوفاً من المصاريف الكثيرة على الأرجح - رفضوا الفكرة من أساسها، وأكدوا أن يوسفهم الطيب بألف خير !! ولا داعي - قالوا ذلك بكثير من العتب والتأنيب وهزّ الرؤوس ومصمصة الشفاه - لتحميل الأمور أكثر مما تحتمل. وفي الحقيقة - وهذا شيء يجب أن يبقى طي الكتمان - فقد كان الأولاد والزوجة قبلهم، مؤمنين إلى أبعد حد، بأن يوسفهم بحاجة إلى أكثر من طبيب، لأنهم كانوا الأقرب إلى سماع آرائه واكتشافاته الغريبة، خاصة ما تعلق منها بقصة الجراد الآدمي.. وقد تمنوا أن يحملوه إلى أقرب طبيب. لكن ماذا يفعلون، وهم يبحثون عن اللقمة، ولا يصلون إليها إلا بشق الأنفس. فمن أين سيأتون بمصاريف كثيرة لمداواة وعلاج يوسفهم الحبيب، من مرض لا يعرفون أوله من آخره !!‏

    / في هذا المجال، ذكرت الزوجة درية المنسي، في بوح ذاتي لم تصرح به، أن يوسفها، لم يقرب فراشها منذ زمن طويل. وأنه صرح أكثر من مرة صارخاً في بعض الأحيان، أنها - أي درية المنسي - تشعره بالقرف من كلّ شيء. وقد ذرفت الدموع طويلاً وهي تتقلب يائسة حائرة في فراشها.../‏

    الجراد الآدمي المرعب كان يزداد زحفاً وقضاء على كلّ شيء.. وأصبحت العيون مليئة بالشرّ والكراهية والحقد !! والكروش تدلت حتى لامست أسفل الفخذين، وإلى جانب ذلك، وهو أمر طبيعي، كانت مساحة الحزن والقلق تمتدّ وتكبر وتتسع.. وكانت القامات تنحني. وحده كان يوسف يقظان الراوي يرى ولا يستطيع أن يفعل أي شيء. سكنه الهم والحزن على المساحات التي تضيع وتسقط. كان الشباك مفتوحاً على المساء الحزين.. والجدران تخنق المسافات وتضغطها، وتمدّ الشروخ.. كان الألم يعصر آخر زهور الحياة ويلقيها صريعة على أرصفة الجنون !!‏

    أوراق الأيام تنزف.. الصور تغطيها العتمة.. ما عاد بإمكان يوسف يقظان الراوي السكوت. لذلك - وكما أعلن - لابدّ من شنّ الحرب ضدّ الجراد الآدمي، وليس مهماً مايحدث له مادامت الغاية شريفة!!‏

    في نقلة نوعية، عمد يوسف يقظان الراوي، إلى توسيع دائرة نشاطاته لمكافحة الجراد!! ولأن مثل هذه النشاطات، تطلبت ترك الجدران المشروخة والشباك الذي يدخل المساء الحزين، والانتقال إلى التجوّل في الشوارع والحارات والأزقة، فقد أصبح الأمر خارجاً عن نطاق السيطرة - كما صرحت عائلة يوسف - وما عاد ينفع عرضه على ألف طبيب !! إذ أصبح الرجل، لا يهدأ ولايستقر في مكان. كان دأبه التنقل والصراخ والإعلان المدوّي عن القرف من كل شيء، وأن الأمور أصبحت مثل الزفت !!‏

    ولأن الناس كانوا يضحكون ولا يفعلون أي شيء، فقد أعلن يوسف يقظان الراوي في فورة غضب وثورة، أن هؤلاء الرعاع الدهماء أصبحوا عملة مزيفة لا فائدة منها. وأقسم - وهو يرغي ويزبد - أنّ الوجوه - كل الوجوه - تختفي خلف أقنعة مطاطية غريبة، وقد ازداد ألمه واشتدّ، حين رأى أنّ التفريق بين الناس والجراد، أصبح شبه مستحيل، لشدّة التشابه في الحركات والسكنات والتصرفات والشراهة. فكيف يمكن، والحال على ما هي عليه، الخلاص من أزمة الجراد الآدمي ؟؟!!‏

    في هذا الوقت - وكما قال يوسف يقظان الراوي - صار الجراد يسرح ويمرح دون حاجة لتمويه ملامحه. إذ أن التشابه والتطابق، بين الجراد والناس، شكَّلَ حماية طبيعية للجراد، ولأن يوسف يقظان الراوي، الوحيد الذي يعرف قصة هذا الجراد الآدمي، فقد أصبح مطارداً ملاحقاً في كلّ زمان ومكان !!‏

    رغم ذلك، وبعد أن اشتدت الحرب وامتدّت نار الحزن، لم يعلن يوسف يقظان الراوي استسلامه أو هزيمته أمام هذا الهجوم المضاد المنظم من قبل الجراد الذي أخذ يضيّق عليه الخناق، ويطارده حتى في أحلامه على شكل كوابيس تكتم أنفاسسه. لذلك كان القرار الخطير الذي اتخذه الراوي وغير مجرى حياته، حيث أعلن أن النوم يعني إتاحة الفرصة للجراد كي يحاصره، وبناء على ذلك عليه أن يبقى مفتوح العينين، يقظاً إلى ما شاء الله. واعتبر هذا الموقف " الوطني" ضربة قاسية يوجهها إلى الجراد المنتشر في كلّ مكان !!‏

    هذه الحكاية، حكاية يوسف يقظان الراوي والجراد الآدمي، أصبحت حديث المدينة بطولها وعرضها، والكل، صغاراً وكباراً، أخذوا يتحدثون عن هذا الرجل الذي يدور في الشوارع دون كلل أو ملل، داعياً إلى محاربة الجراد!! حتى أن بعض الأطفال، أصبحوا يسيرون خلفه، وهمّ يهللون ويصفقون ويغنون أغنيات خاصة عن الراوي والجراد... .‏

    لكنّ الراوي، في مسألة الأطفال خاصة، لم يشعر بأي انزعاج، لأنه اعتبرهم عدّة المستقبل في محاربة الجراد!! لذلك حاول أن يبني علاقة خاصة معهم، فأخذ يوزع عليهم السكاكر والورد و كلمات التحبب والمديح... وقد أكّد كثيرون من أهل المدينة، أنّ بعض الأطفال - وإن كانوا قلة - أصبحوا يميلون إلى الرجل ويحبونه.. وماعادوا يشاركون في التطبيل والتزمير والتصفيق. بل اكتفوا في أكثر الأحيان، بترديد الأغنيات الداعية إلى محاربة الجراد، لأنها أغنيات تسرّ يوسفهم وترضيه...‏

    من التطورات التي تذكر في هذا المجال، كونها شكلت المنعطف الحاسم في الأحداث بعد ذلك، إصرار يوسف يقظان الراوي وإلحاحه، على ضرورة البحث عن الحلقة المفقودة !! ثم حديثه الدائم - وهو الشيء الذي لم يكن مفهوماً عند الناس - عن رقصة الموت، رقصة الدم، هذه الرقصة التي تغسل الجسد والروح والقلب، وتكشف الوجوه وتعرّيها.. عندها - حسب اعتقاد يوسف - يمكن معرفة الجراد الآدمي ببساطة ثم القضاء عليه. وقد أقسم أنّ الناس بحاجة إلى هذه الرقصة، وأنّ الزمن بحاجة إلى هذه الرقصة، ومستقبل الأطفال والشمس والزهور البيضاء بحاجة إلى هذه الرقصة !!‏

    في تصريح لاحق ليوسف يقظان الراوي، أعلن أنّ الجراد الآدمي، أصبح يلاحقه بكوابيس يقظة، بعد أن أقلع عن النوم منذ مدة. ومثل هذه الكوابيس - كما قال الراوي شخصياً - لم تستطع كسر شوكته، لأنه قرر أن يكون صامداً حتى آخر نفس... ورأى أن الناس المساكين بحاجة إلى الحب فيما بينهم، لمواجهة خطر الجراد الآدمي. وحكى عن قلوب وقعت في مصيدة الحزن والآلام، وتاهت في دموع العذاب، كما رأى أنّ هذا الزمان المرعب، لم يترك أي قطرة حب حتى في حليب الأمهات. كما أعلن أنّ كل شيء كافر في هذا الزمان الذي شاخ ووصل إلى نهاياته.. وأنّ الجراد الذي عرف إصراره على فتح عينيه، وإقلاعة عن النوم، لن يتركه.. لذلك، من واجب الناس أن يقفوا إلى جانبه، لأنّ الحب سيعطيه السلاح الأمضى في خوض المعركة الحاسمة...‏

    أصبح منظر يوسف، بعد أن طال سهره وتجواله وفتح عينيه على اتساعهما، ورفضه لتناول الطعام خوفاً من دسّ السم فيه، مثيراً للرعب والخوف والقلق. وقد أشار كثيرون إلى أنه أصبح يشكل خطراً ما بعده خطر، خاصة بعد أن تسلّح بسيف أطول من قامته، أخذ يلوّح به أمام الوجوه، معلناً أنه سيقضي على كلّ الجراد الآدميّ... لذلك، أجمع أهل المدينة، على ضرورة التخلص منه بأي طريقة، قبل أن يؤذي الناس، خاصة الأطفال الذين يتبعونه من مكان إلى مكان، مثل ظله!!‏

    حسب رأي الأكثرية، كان الأنسب والأجدى، أن يسلموه إلى مشفى الأمراض العقلية، ولأنهم اتفقوا على ذلك وأقروه، فقد أحيط يوسف يقظان الراوي بالجراد الآدمي فجأة، وأُخذ في سيارة كانت تزعق مسرعة، معلنة عن انتصار الجراد!! ولأن الحزن صار جزءاً لا يتجزأ من شخصية الرجل، فقد تحوّل فجأة إلى مارد، استطاع أن يقفز من السيارة المسرعة، وسط ذهول المحيطين به. ولأنه مسكون بالإصرار والتحدي، فقد اختفى عن العيون تماماً !! كان الراوي - وهنا لا أحد يستطيع أن يعطي رأياً قاطعاً - قد اختبأ منتظراً اللحظة المناسبة للهجوم، مما زرع الرعب والهلع في القلوب، خاصة عند أهل شارعه، الذين توقعوا أن ينبت لهم في أي وقت، حاملاً سيفه وجنونه وانتقامه !!‏

    وحده المساء الحزين الباهت، كان يرقب ما يجري بعيون مفتوحة على وسعها.. في البدء صعد يوسف درجات العمارة بهدوء وتعب وإعياء.. وعندما وصل السطح، مدّدَ السيف واستطاع أن يجعله ثابتاً على الحافة المطلة على الشارع ..كان النصل موجهاً إلى الأعلى، وكأنه يستدعي كلّ الأمطار التي طال غيابها... خلع الراوي ملابسه وحذاءه وجوربيه. شعر لأول مرة، منذ فترة طويلة بالانتشاء.. كانت المدينة هادئة.. وكان السكون يكتب على صفحات المساء الحزين قصة غريبة ..!!‏

    قبل أن يبدأ يوسف رقصته، ربما بدقائق قليلة، جاءه الوالد تاركاً الصورة التي كانت معلقة منذ سنوات طويلة على الجدار في صدر الغرفة الكبيرة.. هزّ يوسف رأسه غير مصدق، فالوالد مات منذ زمن طويل... ولايمكن أن يترك صورته المذهبة الإطار، لينبت هكذا في هذا المساء الحزين... لكن ابتسامة الوالد، أكدت له أنّ الأمر حقيقة لا شك فيها .‏

    بإشارة من يده طلب الوالدُ منه أن يبتعد عن السيف وحافة السطح.‏

    انفتحت كل جراح يوسف، قال :" لا أحد يريد أن يفهم يا أبي.. يريدون أن أدخل لعبتهم المجنونة لأكون واحداً منهم "..!!‏

    حاول الوالد أن يخفف من نشيج يوسف ..‏

    لكنّ يوسف الملسوع والضائع قال :" الصدأ يا أبي التهم كلّ شيء.. الذئاب احتلّت المنصة.. الناس بدّلوا الوجوه والجلود والقلوب.. ما عاد هناك مكان للإنسان الحقيقي يا أبي... صدقني ما عاد هناك مكان "..‏

    عينا الأب امتلأتا بالدموع...‏

    قال :" لا أريد أن تبكي يا أبي.. هذا الزمان لا يستحق حتى البكاء"....‏

    تابع وهو يبدأ رقصته الغريبة" يا أبي صرخت حتى ملأت الدنيا صراخاً.. طلبت الحب.. طالبت بالانتباه إلى زحف الجراد الآدمي.. أردت العون، لكن الناس تركوني وتوزعوا شوارع المدينة وهم يضحكون.. تصور يضحكون وهم في أبأس حال "!!‏

    دخل يوسف يقظان الراوي كلّ مساحات رقصته... !! وكان السيف تحت قدميه يستقبل كلّ سخونة الدم !!‏

    عندها كان الوالد الذي أخذ يبتعد، يبكي.. والمساء الحزين يبكي.. والنداءات التي حملها الصدى نحو كل المسافات والمساحات، تبكي.. والمدينة تغط في نوم طويل.. طويل !!‏

    كلمات مفتاحية  :
    قصة الجراد طـلـعـت ســــقـيـرق

    تعليقات الزوار ()