بتـــــاريخ : 11/12/2008 6:30:57 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1844 1


    لألاء

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : ابراهيم كبة | المصدر : www.awu-dam.org

    كلمات مفتاحية  :
    قصة لألاء ابراهيم كبة

     

     

    تلقّى أضواء وضوضاء العالم غبّ اختلاجة الحلم بله الجثام.تنبّه وتشنّج وتربّص.هلع مبهم تولاه في عتمة غاشمة.للصمت أزيز لا يفتر.والكون لغة عجماء.وقد بدا أيضا كمنفى.الأيدى حانية.لكنّ النظرات لاذعة.الحلم .الحلم أوقيانوس هاهي حافته.اختلجت أنامل كفّه.واختلج جفنه أيضا.بدا له مرقده كقماط تلاشت الرّؤى بلا اثارة.ابتسم له الأب.وابتسمت له الأم.‏

     

    تمتم بنبرة خافتة:‏

     

    -أين أنا؟كأنّه حلم.‏

     

    بادله الأب ابتسامة ذات مغزى‏

     

    أردف قائلا:‏

     

    -أين سلوى؟‏

     

    -الآن ثاب اليه رشده.‏

     

    نفذت حزمة ضوء من النّافذة.تبدّى الهباء هائما بلا غاية.أسبل أجفانه برهة.لازال الألم يغتلي في شعاب الأعصاب.هزّة عنيفة بلا مراء.نبض صدغاه.الأحداث لاتدلّ على خلجات النفس.وقد خبا لألاء الرّؤيا.الاشارة مثل العبارة لا تترجم المعنى.لأنّ الابتسامة طعنة أيضا.والاسم لا يعدل المسمى ثمّ تعاوده هيعة تزلزل كيانه.‏

     

    انصاع بلا مقاومة.لكنّ الحصن يتراءى.جدرانه سيليكون) وأبراجه ماس) ، وهو يتوّهج تحت شعاع الشمس كنجم درّي.سكن جثمانه لكنّ خياله لا يطمئن.هذا العالم زائف.لكنّه يبطن اشارات.‏

     

    سلوى.بدت عجفاء تكاد تتهاوى. دنت منه كطيف اغتصب ابتسامة وتساءل :‏

     

    -هل يدوم الحال؟وأين لباب الحقائق ومعنى الكون؟‏

     

    وهذه اللغة لاتعي جوهر الأشياء.ولا تمسّ قصد الغاية.‏

     

    اشارات وآيات ذات لألاء لازوردىّ.وأنا أهمّ أن أتمالك لولا الاعياء والوهن.غشّت طلعة القمر سحابة على هيئة تنّين.عجرفة الطبيب لاتعجبه.خفّف غلوائك.تبصّر في علاقة النّور والظلام وماهية الحركة،وجوهر الوجود.وذبذبات الصوت.وعلاقة السرطان) ببناء الاهرام.وسياسة الاغريق.لاتتباه.سحابة على شكل تنّين.وحلقات دخان سيجارته تتكّون وتتسامى ثمّ تدوّم وتتلاشى.لاتتباه.هل ترى الشيطان تحت المجهر؟وهل فيروس الزكام ملاك أم شيطان؟وما معنى تلوّث البيئة وأنت حمأ؟‏

     

    -لازال ضعيفا‏

     

    سلوى تكاد تتداعى لكنّ أثارة من ملاحة وحياة فتنه.هفا اليها عنوة.هزالها كهزاله.انّه حطام وهي حطام.لكنّه كاهن وهي بغي.‏

     

    ثمّة اسراف وغلو أوشحّ ولا مبالاة.والعالم لا يبدو سائغا لأنّه لا يعكس صدى الأحلام.إنّى استطير ذعرا وهلعا واخشى أن يزلّ حجاى قل لي بلا مماراة.ألا ترى الشيطان تحت عين المجهر.اختفى التنّين وبدا القمر بدرا.‏

     

    اللون الأبيض ليس أبيض.كيف غدا آية النقاء والصفاء؟‏

     

    تماوجت الأعيان.وتمازجت الألوان.وغدا العالم هيولى بلا هيئة ولا شكل ولا كيان ثمّ استحال الى عماء.جرى فزعا.بحث بلا جدوى عن صوى.وتساءل:أين أنا؟‏

     

    شفّ اللاشيء فجأة عن سيماء سلوى.نمّ عن ذعر واستياء ويأس.جاش الأسى في نفسه.هتف من الباطن:‏

     

    -وابؤساه‏

     

    راعته نظرة ضارعة.وابتسامة خجلى.واستغاثة باطنة.وعندما هفا الى وداعة شفّافة هتف به اللاشيء:لاتعجب بعدئذ لشيء ولا تأس‏

     

    على شيء.‏

     

    -الآن ثاب اليه رشده.‏

    وتلاشى لألاء الأحلام في غمرة أضواء وضوضاء وعالم طائش.بدا له كمنفى أو غابة

     

     

    كلمات مفتاحية  :
    قصة لألاء ابراهيم كبة

    تعليقات الزوار ()