إذا كان أناس يؤذنك ويظلمونك، وأذاهم مستمر، وتريد من الله -سبحانه وتعالى- أن ينتقم لك منهم، ويصرف عنك كيدهم، هل هذا الدعاء يمنع أذاهم وظلمهم القائم؟
إذا استجيب هذا الدعاء معروف وحسن من المؤمن مع إخوانه أن يعفو ويصفح؛ كما قال الله -عز وجل-: وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [سورة البقرة(237)]. وقال صلى الله عليه وسلم: (رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع ، سمحاً إذا اشترى ، سمحاً إذا اقتضى). وقال صلى الله عليه وسلم: (ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً) فإذا تسامح الإنسان وعفا عمن ظلمه وتعدى عليه فهو مأجور، وإن طلب الانتقام ممن ظلمه، وقال: اللهم يسر لي القصاص منه، اللهم خذ حقي منه فلا حرج، قال الله تعالى: لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ [سورة النساء(148)]. فالإنسان إذا طلب القصاص من ربه، أن الله يقتص له من هذا الرجل، وأن الله ينتقم له منه، لحقه عليه، وأن ينصفه منه، فلا حرج في ذلك، يسأل ربه أن ينصفه، وأن يكف أذاه عنه، لكن إذا عفى وصفح ودعى له هذا خير عظيم، ودرجة عظيمة. خاتمة مقدم الحلقة: سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله...