هل يشترط تلقين المتوفى الشهادتين، وإذا لم يكن أحد عند المتوفى هل يلفظ الشهادتين؛ لأننا سمعنا أن المتوفى قد يشغل عنها، وجهونا حول هذا الأمر؟
أنتن مشكورات على العناية بهذا البرنامج، ومعرفة قدره، ولا شك أنه برنامج مفيد عظيم، وأنا أوصي جميع إخواني في الله وأخواتي في الله بالعناية بهذا البرنامج، والاستماع له، والاستفادة منه فهو برنامج مفيد بحق، ويقوم عليه جماعة من خيرة أهل العلم، فأنا أوصي جميع إخواني، وأخواتي في الله الاستماع لهذا البرنامج، والاستفادة منه. وأما ما يتعلق بالتلقين فهو مستحب؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله)، فيستحب تلقين الميت، بأن يقال له اذكر الله، أو الجالس يقول: لا إله إلا الله حتى يتأسى به المريض، فيقول مثل قوله، ولو مات ولم يلقن ما دام مات على التوحيد فالحمد لله لا يضره ذلك، إذا مات على التوحيد ولو ما لقنه أحد، ولو ما قال شيء عند الموت فهو على توحيده وعلى عقيدته التي مات عليها يرجى له الخير العظيم، لكن إذا قال: لا إله إلا الله، أو أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول، عند الموت فهذه بشارة خير، وهذا فيه فضل عظيم في الحديث يقول -صلى الله عليه وسلم-: (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)، يعني مع الإيمان والتقوى، أما لو قال: لا إله إلا الله وهو مصر على المعاصي، فهذا تحت مشيئة الله على خطر إن شاء الله غفر له، وإن شاء عذبه على معاصيه التي مات عليها لم يتب لقول الله تعالى في كتابه العزيز في سورة النساء:إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء (48) سورة النساء. فعلق ما دون الشرك بالمشيئة قال: (ويغفر ما دون ذالك) يعني ما دون الشرك لمن يشاء فدل ذلك على أن الذي يموت على المعاصي كالزنا، أو السرقة، أو الخمر، أو عقوق الوالدين، أو احدهما حكمه انه معلق أمره معلق بمشيئة الله إن شاء الله سبحانه غفر له وعفا عنه وان شاء عذبه على قدر المعاصي التي مات عليها إذا كان لم يتب قبل الموت.