بتـــــاريخ : 11/12/2008 5:26:11 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1114 0


    تحية الاسلام

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : سحر سليمان | المصدر : www.awu-dam.org

    كلمات مفتاحية  :

     

    أبعدت الغطاء الثقيل عن جسدها ...‏

     

    بكسل ولا مبالاه اكتسبتهما بحكم العادة، وبقايا النوم تفّر من أهدابها كأسراب من فراشات النور الملونة، بعد أن رنّ جرس قلبها وتفتح النرجس في عينيها بالق وانبهار.‏

     

    تمّطت باسمة في سريرها، تحسّ بالرضا والألفة . فكل ما حولها قريب إلى نفسها وحميم، الساعة التي تشير إلى السادسة صباحاً، والأوراق المتناثرة، والكتب التي قرأتها والتي لم تقرأها بعد.‏

     

    وقطع الحجارة ذات الأشكال الغريبة والألوان المتناثرة، التي أطلقت عليها أسماء وهمية تناديها بها فهذا جلجامش وصديقه انكيدو وهذه أو رنينا وأيا، حجارة قاسية من الصوان شكلتها أصابع نهر الفرات، وحين انحسرت مياهه خلفها على الشاطئ كتقدمة وثنية غامضة .‏

     

    وفجأة قفزت من سريرها وكأنها تنبهت إلى شيء نسيته . اسرعت إلى النافذة تفتحها لتستقبل صديقتها الأبدية الشمس، متحاشية صرير خشبها العتيق.‏

     

    - مرحباً بك يا صديقتي.‏

     

    همست في تبتلٍ صوفي، ثم اردفت :‏

     

    - ما رأيك بقليل من البابونج الدافئ؟‏

     

    ولم تنتظر جواباً، أسرعت تضع " الركوة " على الغاز السفري الصغير وقد ملأتها ماء من الإبريق الزجاجي، وكان أمامها ما بقي لها من ارث جدتها المرحومة - طيب الله ثراها- فتلت الفاتحة على روحها، وتذكرت آخر وصاياها التي اعتادت على إزجائها :‏

     

    - القلب مثل التنور بدون نار، لايطلع منه خبز حار، فدعي قلبك مشتعلاً على الدوام لتذوقي طعم الحياة .‏

     

    انتبهت على نشيش الماء في الركوة وهو يغلي ويتّصاعد منه البخار بعد أن كانت شاردة في آخر لحظاتها مع جدتها التي خصتها بالقطعة الوحيدة المتبقية من جهاز زواجها وهي المرآة ) وحجتها في ذلك أن المرآة افضل صديقة للمرأة والدليل على ذلك أن اسميهما من جذر واحد.‏

     

    ألقت بحفنة من البابونج في الماء ثم أطفأت النار، ففاحت رائحة عبقه من الركوة فغطتها، وقد أحست بكل مسامّها تتفتح لتستقبل روحاً سرّية تطلع من تلك الرائحة. ومثل لصّة تسللت إلى المغسلة .احنت رأسها تحت صنبور الماء المتدفق للحظات . ثم رفعته وقد زادها ذلك يقظه وإحساساً بالعيش فلفت رأسها المبلل بفوطة ) وعادت إلى الغرفة، حملت صينية نحاسية إلى النافذة ورفعت غطاء الركوة، ثم سكبت فنجاناً لها، وآخر لصديقتها الشمس، وبدأت رحلتها اليومية التي تمضي دون مفاجآت غالباً.‏

     

    مدت أصابعها الرشيقة الباردة - الأصابع الباردة لا تملكها إلاّ امرأة عاشقة كما يؤكد العرّافون والدليل على ذلك ما جاء في رقم طيني من عصر إيبلا يقول:‏

     

    أيتها المرأة العاشقة ...‏

     

    اسقطي ثلجك لتوقدي ناري...‏

     

    فأنا احترق من البرد.....‏

     

    ...........................‏

     

    .............................‏

     

    .............................‏

     

    ........لا تستفزي قلبي‏

     

    فتحت الثلج تنمو أجمل الأزهار‏

     

    فالثلج دثار ... معطف .....‏

    ........................(1)

     

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()