أولا: إن القول بأن كعب بن لؤي بن غالب هو الذي سمي هذا اليوم يوم الجمعة محتاج إلى نقل يثبته .
يقول الطاهر بن عاشور" لم أر في كلام العرب قبل الإسلام ما يثبت أن اسم الجمعة أطلقوه على هذا اليوم". (1)
ثانيا: تفرد الإسلام بتعظيم هذا اليوم على نحو لم يوجد عند عرب الجاهلية ولا عند غيرهم والأحاديث الدالة على ذلك كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم: "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم ". (2)
ثالثا: شرع الله ما في ذلك اليوم من الاجتماع لأداء هذه الصلاة واستماع الذكر والعلم, ورؤية المسلمين بعضهم بعضا, وتجميع الكلمة بينهم, ونقاشهم في أمور الدين والدنيا من حولهم وتوحيد صفوفهم وتدريبهم على تعظيم الإمام والاستجابة لأمره برشادة وتحقيق المصالح العليا في الدنيا والدين إلى غير ذلك من مصالح لا تحصى ومنافع لا تستقصى.
فمشروعية صلاة الجمعة والتجمع لها و إجابة ندائها-عمومًا و خصوصًا- إنما هو من التعبد بما شرع الله فيها و التعبد بمثل ذلك إنما هو فرع عن الإيمان بالإسلام و نبييه دينا و رسولا .
الهوامش:
----------------------
(1) التحرير والتنوير 28/ 204.
(2) أخرجه مسلم، كتاب الجمعة، باب فضل يوم الجمعة 2/ 585حديث854 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
|