على فرض التسليم بأن والد زوجة موسى هو "يثرون"، وأنه كان له أكثر من ابنتين، فهذا لا يعارض الآية؛ لأن قوله إحدى ابنتي هاتين لا يدل على أنه ليس له إلا بنتان ولكن يدل على أنه خيَّره بين ابنتين معينتين كانتا قد قامتا بالسقيا كما في سياق الآيات، وهذا أعم من أن يكون له بنتان أو أكثر؛ لأنه يمكن أن يتصور أن له عشر بنات وليس سبعة وكلهن متزوجات إلا الاثنتين اللتين وقع التخيير فيهن, أو أن حماه أراد أن يصطفى له إحدى الاثنتين لأي غرض كان, فلا دلالة في الآية على أن حماه ليس لديه إلا بنتان وعليه فلا شبهة أصلاً من هذه الناحية.
أما كلامه عن يعقوب عليه السلام فهذا الأمر مسكوتٌ عنه في شرعنا، إن صح عندهم فلا نصدقه ولا نكذبه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم " لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم" ([1]).
والقرآن الكريم كما هو معلوم لم يذكر تفاصيل حياة كل نبي من الأنبياء, وهذا ليس من غرضه أصلاً فعدم ذكر ذلك في القرآن ليس نقصًا فلا يمتنع أصلاً أن يقع مثل هذا من يعقوب ويقع لموسى عليهما السلام، ولا إشكال في ذلك.
الهوامش:
---------------------------
( [1]) أخرجه البخاري كتاب التفسير باب قول الله " وعلم آدم الأسماء كلها "حديث 4215 0
|