هذه القصة لاحد البنات التائبات
كانت كعادتها اليوميه وككل ليله تغلق باب حجرتها وتخلو بنفسها واي خلوة واي سهره، سهرة مليئة بما يغضب الله ويسخطه عليها، كانت تقضي وقتها بسماع احدث الاغاني و الجديدمن الفيديوكليبات فتجد لديها كل جديد من اشرطة واقراص ليزريه تحمل بمضمونها كل شيء فاجر . كانت غرفتها جنتها وعالمها المليء بصور المغنين والممثلين ومجمع الشياطين ولم يكن يخلو الامر من اتصالات هاتفية (للتسليه) مع شباب هم ليسوا اقل فسادا منها. ولطالما تجاهلت صيحات امها ودقات الباب المتواصله وكانت حجتها في تجاهل الجميع هي تلك الحريه المزعومه والتي اغترت بها نساؤنا وفتياتنا (حرية القرن الواحد والعشرين). ذات ليلة كانت صاحبتنا في حجرتها الا انها هذه المره لم تكن كعادتها لقد كان الضيق والهم يطبق على صدرها والحزن قد المّ بها انه ليس موت عزيز ولا فراق غالي وانما هو حزن والمّ هي لا تدري سببه ولم تجد من هذا الضيق مخرجا واستمر الحال بها، فتحت نافذة الغرفه وجلست تنظر الى السماء الصافية والجو الهاديء واضوية المدينة الساكنه وفجأة ودون سابق انذار اعتلى المدينة صوت ليس عنها بالغريب وشق السكون الذي خيم على طرقات المدينة ،انه صوت طالما سمعته ولكن كان يمر من حولها مرور الكرام ولا تبدي له اي اهتمام ، لقد كان صوت الامام وهو يؤم المسلمين في صلاة الفجر ، انتبهت وانصتت وشعرت بشعور غريب ،لقد بدأ شيء ما يتغلغل الى قلبها ويسري في جوارحها بدأت تتحسس تلك الكلمات وصارت تشعر بذلك النور الرباني يسيطر عليها لقد كان يقرأ(قل يا عبادي الذين اسرفو على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم). بدأت الدموع تنزل وتسيل واحست بشيء ما يحركها ويدفعها ويقول لها ان العمر يمضي والزهرة ستذبل والله تعالى يفرح بتوبة عباده.... اجهشت بالبكاء ،علا صوت بكائها وسالت الدموع حتى بلت وجهها وكفيها،نهضت واعلنت توبتها.... ذهبت فأغتسلت وتوضأت وصلت فرض صلاة الفجر ااااااه كم فاتتها من صلوات وكم تركت من اجور ولكنها اعلنت في تلك اللحظة عودتها ورجوعها واستبدلت المعاصي بالطاعات وسماع الاغاني بالقران وصارت غرفتها محرابها ومزارا للملائكه وصارت تسعى لرضا اهلها وهداية صاحباتها والدعوة الى دين خالقها، لقد منّ الله عليها بالتوبة والعودة الى حمى الرحمن. هنا تنتهي حكايتها غير انه مازال هناك الكثير من الحكايا والقصص تنتظر النهايه وواجب كل واحد منا ان يشارك بكتابة النهاية السعيده العامرة بذكر الله وطلب رضاه فلنسلك طرق التوبة ولنكن من تلك الافواج السائرة حتى نتخرج منه دعاة الى الله اسأل الله تعالى ان يغفر لي ولكم ولسائر المسلمين .