بتـــــاريخ : 11/6/2008 9:41:05 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1056 0


    غدر الاْيام

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | المصدر : www.a3j.com

    كلمات مفتاحية  :
    قصة غدر الاْيام

    هذه قصة قصيره للكاتبة صــــــــــــــدى الآمــــــــــــــال
    غـــــــــدر الأيـــــــــام

    هدى .. هدى ..أين أنتي ياحبيبتي لقد عدت
    هرعت إلى أبي وارتميت بين أحضانه وهو يداعب شعري
    أبي: أصبحت ثقيلة ياهدى خفي
    قلت له وانا ارسم حزن كاذب علي ملامح وجهي: ابى لاتقول كذا فانا رشيقه ولكنك اصبحت مرهق ولذا تحسبني ثقيله
    ارتفعت ضحكات ابي وتبعتها ضحكاتي وما زال ابي يلاعبني ويضاحكني وضحكاتنا تملا الاجواء
    وقتها كنا في سعاده عامره لا تضاهيها سعاده كنا اربعة اشخاص انا واخي حسام وامي وابي اسرة جمعها الحب
    ورفرفت عليها اجنحة السعادة والوئام عشنا سنين والسعادة ايامنا والراحة عنواننا متماسكين كاننا جسر في ترابطنا
    لم اكن اعلم وانا وسط كل ذلك انه سياتي علي يوما من الايام يسلبني السعادة
    ولكنه اتي
    انه يوم وفات وابي
    لقد توفي ابي هكذا فجأة رحل عنا عندما اراد ان يسعد حسام بشرائه سيارة جديده له بمناسبة نجاحه
    ولكن علي حين بغته دهسته سيارة مسرعه ورحل لاثرها ابي
    رحل ابي ورحلت معه الآمال
    رحل ابى واشرقت برحيله الاحزان
    رحل ابي وبدا العبء الثقيل يثقل كاهل والدتي التي رفضت ان يتحمله حسام قبل تخرجه من الجامعه
    اراها كثيرا وهي تنظر الينا بأمل قادم وتنظر لمستقبل اخي حسام بكل تفاؤل وهي تدعي المولي ان يحفظه من كل سوء وتوصيني دائما ان اكون بجانبه وان لا ابتعد عنه
    ولكن حسام كان يفكر بغير مارسمته له والدتي صارحني مرارا انه يريد ترك دراسته ويعتمد علي نفسه
    فإلي متي ستظل والدتي متحملة مصاريف البيت ولوازمه اخبرني بانه كبر ولم يعد طفلا صغيرا
    اصبحت متطلباته كثيره عليه ان يعمل ليلبيها
    ترك حسام الدراسه وسط رفض امي بشده ولكنه لم يستمع واصر على رأيه فما كان من والدتي الا ان تدعو له بالتوفيق
    بحث كثيرا ولكنه لم يجد عملا مناسبا له اصبح كثير الخروج مع أصدقاءه الجدد للبحث عن العمل
    ولكن في كل مرة يعود وهو كسير النفس كثير السرحان حائر العقل
    فكنت اشجعه دائما واخذ بيده واذكره بان عليه الصبر ويرد علي بهدوء الفرج قريب
    اصبح اصدقاءه الجدد يأتون اليه دائما ويسمرون ولم يعودوا يبحثون عن عمل كالسابق واصبح حسام مثلهم قلقت لذلك ولكن كنت متأملة كثيرا بحسام الي ان اتي ذلك اليوم دخل علينا حسام وعلي محياه ابتسامه قلقه وهو يبشرني بانه وجد عملا مرموقا وبراتب عالي
    سالته: وماهو هذا العمل ؟
    لم يعرني أي اهتمام وجه حديثه لامى قائلا: ادعي لي بالتوفيق يااماه فهو يسد احتياجاتنا وزياده ولن تضطري الي إتعاب نفسك من اجلنا
    رأيت امي تهب ساجده وهي تدعي له
    سكتت علي مضض فلا اريد ان اتشاجر معه الان بعد ان جاء بالفرح والسعاده نظرت اليه بتفحص فاشاح بوجهه عني
    ولكنني هززت كتفي بغير اكتراث وانا اشعر بخوف مما تخبئه لنا الايام
    بدا حسام يعمل حتي ساعة متاخرة من الليل ثم يعود بعدها الي البيت كالخائف المتوجل وانا اراقب كل ذلك بصمت مولم
    كم حاولت ان اعرف مايعاني وما المستجد في عمله وكيف تعامل الموضفين معه ولكنه كان دوما مايصرفني بحجة انه مرهق او يود تناول القهوة بهدوء وهكذا وكانت امي تصدقه وتجزرني لأصمت حتي يرتاح من عناء العمل.
    ومرت الشهور وبمرورها تغير حسام كثيرا اصبح دائما متوجس مترقب لمكالمات غريبه تأته وهو يرد عليها بكلمات مختصرة لاتفهم ...
    توجلت لذلك ودارت في راسي الشكوك حتي قررت يوما ان اعلم ماسر حسام وماسبب حقيبته التي يحملها دائما معه ويغلق عليها غرفته بإحكام ولا يفتحها أمامنا ابدا....
    انتظرت حتي قبل منتصف الليل عندما أوت امي الي فراشها فبدأت بتنفيذ ماعزمت عليه
    احكمت غلق الباب الخارجي بالمزلاج حتي لاياتي حسام فجاءة ويراني وكنت قد اخذت المفتاح الاحتياطي خلسة من سيارة حسام
    وفتحت الباب
    سرت في الغرفه كل شي هادئ ومرتب لااثر يدعو للريبه عدت أدراجي وانا اطرد تلك الوساوس عني واعدت كل شي الي مكانه ثم استدرت لاغلق الباب واذا بعيني تقع علي حقيبة سوداء باسفل السرير لاتكاد تظهر وكأنها مخفيه من احد
    سحبت الحقيبة بهدوء وفتحتها وأنا اسمي الله وكلي خوف ووجل واذا بي تخنقني العبرة وتحوط بي اشرعة الظلام
    يالله اتوقع كل شي إلا هذا
    بكيت بشده
    لماذا ياحسام؟؟؟ لمــــــــــــــــــــــــــــاذا؟
    اعدت الحقيبة الي مكانها وانا مظطربه وهرعت مسرعة الي غرفتي وفي ذهني الكثير من التساؤلات؟
    لماذا فعل حسام هذا وهل كان مايجنيه من المال هو فقط ببيعة لتلك السموم ام ماذا؟
    وماذا افعل بالمصيبة التي حلت دارنا وموجوده بداخله؟؟
    فكرت كثيرا ان اقول لامي ولكنها امرأة كبيره ومسنه هاجمتها الامراض من بعد وفاة ابي ومن الموكد عندما اخبرها سيغشي علاها وربما تصبح طريحة الفراش لأخر حياتها
    غفلت عيني وقد اتعب عقلي التفكير ولكني نمت وفي نفسي تصميم على ان اواجه حسام او علي الاقل اشعره بفقدي له ومدي حبي له وخوفي عليه بدون ان أشككه بالأمر الي ان اجعله يصارحني بنفسه..
    جلست بجانبه وهو يحتسي كوب الشاى ويكلم والدتي قبل خروجه لما يسميه العمل
    ألقيت عليه التحيه بابتسامه فردها علي وصمت يكمل الشاى
    قلت بهدوء: حسام كيف هي أحوالك لقد مضي زمن طويل ولم اسمع منك شيئا..
    رد بفتور: بخير ياهدى والحمد لله أتحتاجين شيئا
    قلت بابتسامه: نعم لقد اشتقت للجلوس معك والحديث إليك فما رأيك ان تعود اليوم باكرا من العمل لتجلس معي قليلا
    نظر الي ببرود ورد بعد ان ذهبت من عندنا والدتي: فضاوه أصبحت مشغولا الان ولا املك الوقت الكافي لأحاديث النساء
    صمت بالم ولم استطع ان أضيف كلمة واحده
    اما هو فقد أكمل الشاي ببرود قاتل وخرج دون ان يلقي كلمه او يشعر بمدي وقع الكلمة التي ألقاها علي
    وعندما صفع الباب قبلت والدتي وهرعت مسرعة الي غرفتي وانا منهارة في البكاء شعرت بضعفي وعدم استطاعتي فعل شي ولكني عزمت ان اجرب مرة اخري وسأدهس قليلا علي كبريائي من اجل امي ومن اخي حسام..
    بعد اسبوعين انتظرته في المساء وانا اجاهد النعاس لألقاه عندما ياتي
    مرت الساعة الواحده والاثنان وتبعتها الثالثه وعند الثالثه والنصف اذا بالباب يفتح بقوه أفزعتني هرعت عنده واذ بي القي حسام يلهث بشده ويغلق الباب باحكام وكان احدا ما يتبعه
    سألته بخوف: حسام مابك؟
    فانتبه إلى وجودي ونظر إلى بضيق : ما الذي أجلسك الى هذا الوقت ياهدي؟
    قلت له والدموع اغرقت عيني: كنت بانتظارك يا اخي علمت امرك رأيت الحقيبه وعلمت مابها حزنت عليك وددت الاقتراب منك ولكنك تصدني دوما لم تفكر بعقلك ما ذا لو علمت امي بأمرك
    كيف حالنا لو قبضوا عليك ؟ من لنا غيرك؟ وانخرطت ببكاء شديد فلم استطع المقاومة اكثر
    بدت ملامحه تلين بألم ولكنه عندما هم بالكلام اذا بالباب يطرق بشده والأصوات في الخارج تعلو وبدا اضطراب حسام يشتد
    سالت بتوجس؟ ما ذا هناك؟ ومع اخر كلمة نطقتها اذا بالشرطة تقتحم المكان وقد ايقضت أصواتهم امي فهرعت الينا تستطلع الخبر
    ولكنها فوجئت بهم وهم يكبلون حسام امام ناضرينا ويجروه الي السيارة ويفتشوا المنزل ونحن صامتون مندهشون لانستطيع فعل شي وبعد ذلك خرجوا والحقيبه معم والبيت عاد الي سكون
    نظرت الي والدتي بخوف ولكنها فهمت نظرتي وقالت باسي فهمت لاحول ولا قوة الا بالله وسقطت علي الأرض
    صرخت بهول وهرعت للهاتف اتصلت بالإسعاف ومالبث ان حظر
    اخذوها وحملوها وضعوا الكمامات علي انفها ركبت معها وانا امسح دموعي وافكر في ما حصل لا اريد ان افقد امي بعد ان ذهب حسام
    انتظرت على باب الغرفة كثيرا والتعب غزا جسدي والنوم أثقل كاهلي
    خرج إلي الدكتور وقال: أنتي ابنتها
    اجبت : اجل
    نظر الي بحزن ثم مالبث ان قال: انتي فتاة مئمنه وصابره ولاتجزعين من قضاء الله
    ادعي لامك بالرحمة فقد لفضت انفاسها قبل قليل
    جزعت
    يالهي
    اخي مسجون
    وابي رحل منذ زمن..
    امي لحقت به الان
    كلهم رحلووو
    الان بدات تتضح الصورة امام ناضري
    اصبحت وحيده
    وحيده ابكي
    اتجرع كأس الآلام
    واقلب صفحات الماضي الراحل بكل عذاب
    اه يا ابي لو تدري ماذا حل بنا بعد رحيلك
    لو تعلم كيف اصبح حال فتاتك الان
    وحيــــــــــــــــــــــــدة في هـــــــــــــــــــــــذا الزمــــــــــــــــــــــــان
    فقد حكم على اخيها بالسجن المؤبد وهذا ما اقترفته يداه
    وحكم هو علي اخته بالشقاء مادامت على قيد الحياه
    طويت دفتري واغمضت عيني والدمــــــــــــــــــــــــــوع رفيقتي

    كلمات مفتاحية  :
    قصة غدر الاْيام

    تعليقات الزوار ()