الجواب الصحيح عندي لاشك سيدهشك,إنني ارى ان الانسان العاقل يجب أن يبدأ التفكير في التقاعد وهو دون سن العشرين..
فمنذ تلك السن يجب ان تفكر وتستعد, حتى تكون متأهباً للتقاعد في أقرب وقت ممكن, فلا يكون تقاعدك لأنك لم تعد تستطيع العمل, بل لأنك قادر على وقف العمل كي تتفرغ لمزاجك, وليس لأنك لم تعد تصلح إلا لانتظار الموت.. بل لأنك تريد أن تبدأ الحياة الحقيقية, ومازالت صالحاً لها.
فيا حبذا لوكانت مادة التقاعد من مواد الدراسة في المدارس من مواد الدراسة في المدارس الثانوية والعالية, حتى لانفسد حياتنا, ونخسر أجمل ما فيها, وهو وقت الحلم الذهبي, أي الكسل والحرية.
فإذا كنت تستطيع التقاعد في سن الخامسة والأربعين, فلا تجعلها خمسين: وإياك ان تضع خطتك منذ البداية على أنك ستتقاعد في سن الخامسة والستين, لأنك غالباً سوف لاتتمتع بالعهد الذهبي إلا خمس سنوات, كما أنه يحتمل كثيراً أن تكون قد صرت مهدماً فتقضي تلك السنوات مقعداً منغصاً لا تستطيع التلذذ بحريتك, كما أنه يمكن أيضاً ألا تبلغ سن الخامسة والستين على الإطلاق.
وثمة شيء آخر: عليك منذ حداثتك أن "تضع عينيك" على هواية تستمتع بها بعد التقاعد.. فلا يخطرن ببالك أنك ستسعد في تقاعدك بقضاء السنوات في لف أحد إبهاميك حول الآخر, وأنت تحملق في السماء أو في الماء.
ومن الهوايات الجميلة القراءة, والموسيقى, وصنع السجاد, والرسم وجمع طوابع البريد وعلم الحشرات ,وما الى ذلك.
وهناك خطأ شائع جداً, هو أن التقاعد يقصر العمر, ويذكرون مثلاً لذلك حالات رجال كانوا بأحسن صحة وهم يعملون, فلما تقاعدوا لم يعمروا طويلاً وماتوا.
وتعليل ذلك عندي يسير: فإن طول مدة العمل تضعف المقاومة, فإذا توقف الإنسان مرة واحدة عن العمل ولم يكن عنده ما يشغله إطلاقاً – كالهوايات التي ذكرت آنفاً – كان ذلك أشبه بنزول الشخص من القطار وهو يجري بأقصى سرعته.
ذلك أجهزته كلها معقودة على روتين مجهود معين بسرعة معينة, فإيقافه فجأة يحدث هزة شديدة, هي التي تسبب ذلك الانطفاء السريع بالوفاة, أو بالعته