باب- أحمد الخالد
تفتح المناسبات والأعياد العالمية شهية الهاكرز وصناع الفيروسات نظرا لازدياد تبادل الرسائل الإلكترونية من تهاني ونقل لوقائع الاحتفالات وغيرها. الأمر الذي يعتبر في غاية الجاذبية لهؤلاء المخربين ليقوموا بنشر فيروساتهم واختراق أجهزة الآخرين.
ولنا مع مطلع العام الميلادي الجديد نصيب من هذه الفيروسات، إذ أنه وقبيل بدء عام 2003، انتشر فيروس خطير معروف باسم "ياها" عبر شبكة الإنترنت، وضرب آلاف الكمبيوترات في مختلف أنحاء العالم، ونظرا للانتشار واسع النطاق للفيروس فقد اعتبرته شركات مكافحة الفيروسات خطرا كبيرا على أجهزة الكمبيوتر.
وقد أبلغت حوالي مائة دولة حول العالم عن حالات إصابة بهذا الفيروس، وعلى وجه أخص في بريطانيا وهولندا. وينتشر الفيروس بنشر نفسه عبر الرسائل الإلكترونية إلى العناوين الموجودة في عناوين البريد الإلكتروني الخاصة بالمشتركين، كما يحاول هذا الفيروس أيضا إبطال عمل برامج مكافحة الفيروسات، وينصح مستخدمو الكمبيوتر بإلغاء أي رسالة إلكترونية مشبوهة يتلقونها.
والفيروس الجديد هو نسخة جديدة من فيروس ياها الذي ظهر لأول مرة في فبراير، وقد عثر على النسخة الجديدة من الفيروس لأول مرة في رسالة من الكويت في 21 ديسمبر ومنذ ذلك الحين تقول شركات المكافحة إنها عثرت على 33487 عينة منه.
ويتنكر فيروس "ياها" في صورة ملحق .exe أو .scr، وتحوي الرسائل التي تحمله عدة أسطر من مواضيع مختلفة عن مستخدمي الكمبيوتر أو عن الحب أو الكره أو الجنس، ويهاجم الفيروس دفتر العناوين البريدية في برنامج ويندوز، ثم يرسل نفسه عبر البريد الإلكتروني إلى العناوين الموجودة في هذا الدفتر، ويحاول أيضا أن يبطل عمل برامج أمن الكمبيوتر.
غياب الاستراتيجة الأمنية الصحيحة في الشركات
وهكذا بدأت معاناة الشركات منذ عدة سنوات قبيل وبعد المناسبات العالمية، حيث أنفقت الشركات التجارية أموالا طائلة على مشاريع أمن وحماية المعلوماات في المؤسسات والشركات الخاصة والحكومية، إلا أنهم وقعوا في خطأ جسيم، حيث اعتبروا أن البرامج الحاسوبية المخصصة لأجهزة الكمبيوتر وحدها قادرة على تلافي الخطر المتوقع، في الوقت الذي غاب عن أذهانهم ضرورة حماية خوادم البريد الإلكتروني والشبكات داخل مؤسساتهم، الأمر الذي يعتبر ثغرة واضحة في عالم أمن المعلومات، والذي يفتح مجالا يسيرا للهاكرز وصناع الفيروسات ليتموا أعمالهم التخريبية. وهكذا يناشد المختصون في عالم المعلومات الرقمي أصحاب الشركات بأن يهتموا بتأمين الحماية الكاملة لخوادم الشبكات والبريد الإلكتروني.