تعظيم المصحف الشريف مجمع عليه ، ومن تعظيمه ألا يمسه محدث ولا حائض ولا نفساء ، وأن لا ينقل الى دار الحرب في الغزو ، وأن لا يوضع في مكان ممتهن ، ومن تعظيمه أن لا يدخل به إنسان موضع الخلاء وهو موضع القاذورات والنجاسات ، ولا جناح على من دخل به هذا الموضع ناسيا -لحديث ( رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ) فإذا كان كثير النسيان ينبغي ألا يحمل في جيبه المصحف حتى لا يقع منه إخلال بتعظيمه ، وفي فتح القدير ( ولو كانت رقية في غلاف متجاف عنه لم يكره دخول الخلاء به ، والاحتراز عن مثله أفضل ) ا.هـ ونقله صاحبا البحر والدر وأقراه ، والمراد بالرقية كما ذكره النابلسي ما اشتملت على الآيات القرآنية ، ومفهومة أنها لو كانت في غلاف يتصل به يكره الدخول بها في موضع الخلاء ، وظاهر أن غلف المصاحف متصلة بها فيكره بالأولي الدخول بها في هذا الموضع . وقد ذكر الشرنبلالي أنه يكره الدخول للخلاء ومعه شيء مكتوب فيه اسم الله أو قرآن - ومن هذا يعلم عدم جواز دخوله بالحجب المشتملة على آيات قرآنية المغلفة بالقماش أو الجلد على وجه الاتصال . والله أعلم .
|