على الرغم من أن كثيراً من الشركات الكبرى تنفق مليارات الدولارات سنوياً على برامج تدريب العاملين، إلا أن خبراء التدريب يرون أن هذه الشركات تقوم بتنفيذ برامج تدريب غير ملائمة، وأن التدريب لا يؤتي ثماره إلا إذا تم تخطيطه بشيء من الدقة والحرص ونفّذ بشكل جيد بحيث يفي بحاجات الشركة. فهناك مهارات يقتضي اكتسابها المواظبة على تلقي التدريب عليها، مثل مهارات الاتصال مع الآخرين، والقيادة في المراكز الوظيفية المختلفة، وتعلم التعامل مع التكنولوجيا الحديثة. ويتم تكثيف البرامج التدريبية التي يتلقاها الموظف كلما ترقى في السلم الوظيفي، وعادة ما تركز هذه البرامج التدريبية على المهارات الأساسية التي قد ينظر إليها على أنها هامشية وتم إهمالها في برامج التدريب الوظيفي في مرحلة التدريب الأولى. فقد أوضحت دراسة أجرتها الجمعية الأمريكية للتدريب والتنمية أن التخطيط السيىء المستمر لبرامج التدريب هو أخطر مشكلة تواجه الشركات الكبرى. فقد أثبتت هذه الدراسة أنه عند بداية الالتحاق بالعمل يتلقى العامل معلومات بسيطة وأساسية فيما يتعلق ببعض المهارات البدائية، بينما يجد نفسه مع ترقي مناصب أكبر يواجه أفكاراً واتجاهات جديدة لم تكن في الحسبان . ويعتقد القائمون بهذه الدراسة أن برامج التدريب على اختلاف أنواعها يجب أن تكون متكاملة بدءاً من التدريب على المهارات الأساسية وحتى التدريب على التفكير في العمل على اعتبار أن العامل هو صاحب الشركة. فيجب أن يتعلم كيفية إدارة العمل مالياً وهو ما يتطلب التدريب على مهارات الإدارة المالية لأي شركة سواء كانت إدارة يومية أو مستقبلية. ولتحقيق هذا الهدف بدأت الشركات الأمريكية الكبرى اتباع منهج وأسلوب جديد في القيام بمسؤولياتها الكاملة نحو تدريب العاملين بها. فقد بدأت بشكل جاد في إنشاء معاهد علمية تابعة لها، وهي عبارة عن مظلة مركزية تحاول توفير التدريب الضروري لكل الوظائف في الشركة، وتعديلها طبقاً للمتطلبات الخاصة لهذه الشركة على حدة لدعم أداء العاملين ومهاراتهم ومساعدتهم في بناء مستقبلهم المهني، وهي تقوم بوضع مناهج خاصة لبرامج التدريب المختلفة وفتح فصول دراسية خاصة بكل برنامج. وأغلب الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا والتصنيع والخدمات المالية والاتصالات السلكية واللاسلكية والدعاية والرعاية الصحية، لديها مثل هذه المؤسسات التعليمية التي تقوم على برامج التدريب، مثل معهد والت ديزني التابع لشركة والت ديزني، وجامعة هامبورج التابعة لشركة ماكدونالدز ومعهد زيروكس الخاص بشركة زيروكس. \نشر في مجلة (التدريب والتقنية) عدد (2) بتاريخ (صفر 1420هـ)