الرياض: كمال عبدالرحمن
مع تطور تقنيات الاتصال ووسائل التكنولوجيا لم يعد الاستثمار مغامرة تحفها المخاطر، كما أن الاستثمار في الشركات الكبيرة لم يعد أمراً ذا جاذبية، بعد أن أصبح بالإمكان التنبؤ بمستقبل الشركات الناشئة، والتي تتمتع بفرص أكبر للنمو والتطور، مما جعل الكثير من أصحاب الأموال يوجهون استثماراتهم نحو الشركات الصاعدة والقابلة للنمو، فالنمو أصبح هو الذي يوجه حركة سوق الأسهم.
أفضل عشر شركات
ولتقديم خدمة استثمارية لرجال الأعمال تجري مجلة fortune مسحاً سنوياً شاملاً لاختيار أسرع مئة شركة نمواً في الولايات المتحدة، ويقوم المسح على أسس حسابية بحتة، أهما أن تكون الشركة قد حققت نمواً في الأرباح والعوائد بمقدار 30% سنوياً خلال السنوات الثلاثة الأخيرة.
وأدى المسح الذي تجريه المجلة إلى تسليط الضوء على بعض الشركات التي حققت نمواً ضخماً مثل Sun Microsystems التي تصدرت القائمة 1988م وسيسكو Cisco Syston 1991م، وديل كمبيوتر Dell Computer 1992م.
وتؤكد مسوحات المجلة امكانية بروز مارد جديد من ضمن أحدى الشركات الناشئة الواردة ضمن قائمة هذا العام، والتي ضمت مئة شركة تفاوتت في مستوى نموها مثل Podemn Muketon التي جاءت في المركز الأول و Doral Finacial التي احتلت المركز الأخير.
وتسعى Fortune لإجراء دراسات عميقة في أوساط المجموعة التي تضمها القائمة للوصول إلى قائمة مركزة تضم أبرز عشر شركات تتميز بقدرات عالية وانتاج متطور وفرص تسويقية غير محددة وذلك بمساعدة ستة من مدراء أكبر المؤسسات المالية في أمريكا وهم بول كوك من Munder Capital وكيفن لانديز من First Hand Funds وميري ليسانتي من Pilgrim Adrisors وبول مانون من IIA والبرت فيالر من AIA وفارين وافونر من Van Wangor Cap-man>
ويقوم هؤلاء بتصفية قائمة المئة إلى 25 شركة فقط، ومن ثم تخضع تلك الشركات لتقييم قوامه أسئلة تتركز حول وضع الشركة مثل مدى تأثير النمو على الشركة، وهل تستطيع الشركة التعامل مع الحجم المتزايد لأعمالها ومدى قدرتها علىتحقيق أهدافها وغيرها من التساؤلات.
ووفقاً لتلك العمليات التقيمية تقوم المجلة باختيار عشر شركات فائزة تمثل أربع قطاعات مختلفة من الأعمال، وهذه الشركات لا بد أن تكون قد أستوفت معيارين أساسيين، أولهما تحقيق معدلات أسعار عالية بشكل مقبول والثاني مقدرة تلك الشركات على تخطي المخاطر التجارية والتعامل معها.
مزيداً من التجارة !
واتجهت بعض المواقع في شبكة الإنترنت إلى بناء نظام معلوماتي يستوعب مواقع الشركات التجارية الناشئة بطريقة التخزين المقسم بحيث يسهل على الزبائن والعاملين الحصول على المعلومات التي يحتاجونها ، فياهو Yahoo مثلاً تخزن ملايين العناوين البريدية والمواقع الشخصية باستخدام برنامج Net Work Applicance والذي يساعد في عملية سرعة حركة البيانات ومنع التراكم.
واستفادت الكثير من الشركات الناشئة من التطورات التكنولوجية بشكل عام والتطور الذي حدث في مجال الانترنت والتجارة الالكترونية بشكل خاص. حيث ساعدت التطورات في مجال التجارة عبر الإنترنت على تزايد الأقبال على شراء الأسهم وتطوير السلوك التجاري، فتسويق المنتجات عبر الإنترنت في نمو مطرد وصل إلى أكثر من 70% سنوياً، ووفقا للمحلل الاقتصادي لاورا كوينغاليا فإن هنالك اقبال كبير من الشركات على إدخال بياناتها عبر شبكة الإنترنت، وتمكنت الشركات وفقا لذلك من تحقيق نمواً كبيراً في جذب أعداد الزبائن، كما تمكنت من تحقيق معدلات نمو ربحية وتجارية عالية.
وهنالك نماذج عديدة لشركات حققت طفرات تجارية هائلة وفي زمن قياسي مثل شركة سولكترون التي تحولت من مجرد شركة صقيرة لا تتعدى معاملاتها بضعة ملايين من الدولارات إلى شركة عملاقة تبلغ تعاملاتها التجارية أكثر من 12 بليون دولار، وتحقق معدلات نمو سنوية تقدر بحوالي 3%، كما أنها صارت تمتلك أسهماً في Read Hot Wirless كما اتجهت مواقع الشركة في الفترة الأخيرة للدخول في مجالات التصنيع والتجميع، فعمالها البالغ عددهم 340 ألف والمنتشرين في 20 مصنعاً في اسكتلنده وماليزيا وأمريكا يقومون بعمليات تجميع الهواتف الجوالة وتصنيع المحطات الاتصالية وغيرها، وهذا النوع من التجارة يشهد نمواً سنوياً يصل إلى 20% ويتوقع المحلل (ميرلينش) أن تصل تعاملات المصانع التي تعمل عبر الشبكة إلى حوالي 88 بليون دولار سنوياً.
مواقع الاستثمار
ومثلما تستفيد الشركات من شبكة الانترنت في زيادة مبيعاتها فإنها يمكنها أن تعمل من خلال الشبكة نفسها على جذب المزيد من المستثمرين. ومن أهم المواقع التي تراقب وتستضيف أكثر من ألف شركة تجارية، أمازون وأمريكا أون لاين (AOL) وسايسكو وسيتي تروب، وشركة Mereury التي تمتلك 40% من أسهم سوق الاختبارات وتحقق نمو مبيعات قدره 55%، ونمو في الأرباح بلغ 79% سنوياً خلال الثلاث سنوات الماضية، والشي الذي يميز ميركوري عن غيرها هو عدم اعتمادها على عميل واحد حيث بلغ عدد تعاملاتها 150 صفقة تراوحت بين 100 ألف إلى 750 ألف دولار لكل صفقة.
كما تخطو سابنت Spient التي تعمل كشركة استشارات في مجال الإنترنت في بريطانيا خطوات ثابتة أيضاً فقد ظلت تضاعف عوائدها سنوياً منذ العام 1995م، وهي شركة أسسها ستورات وجير قرينبرق في العام 1991م وبموارد شخصية متواضعة، و قفزت الشركة الآن قفزات كبيرة فأصبحت مبيعاتها تحقق معدل 319 مليون دولار سنوياً، كما أنها حققت معدل سنوي، خلال الثلاث سنوات الأخيرة بلغ 79% وتعمل الشركة كوسيط استشاري في مجال استراتيجات التجارة والإنترنت لمؤسسات مثل Corning و G.E Capital و BMW وتتوسع الشركة الآن بشكل ملحوظ في ألمانيا واليابان والهند. ولمواجهة ذلك التوسع قامت الشركة مؤخراً بتعيين مدير للإعلام لتولي مهمته تنسيق الزيادة في الطلب على خدمات الشركة التي توظف حاليا حوالي 2000 مستشار في 16 موقعاً منتشراً حول العالم، وتعمل الشركة بنظام تفويض السلطات اللامركزية.
وتعتبر شركة RF Micro Deuces نموذجاً أخراً للشركات التي أصبحت تحقق نمواً متصاعداً في مبيعاتها وأرباحها، وتتعامل الشركة في مجال توفير القطع الصغيرة للهواتف الجوالة والكمبيوترات وارتفع رأسمال الشركة من 29 مليون دولار في عام 1997م إلى 450 مليون دولار في العام المالي 2001م واصبحت الشركة تتعامل مع عدة مصنعين مثل اريكسون وموتورال وكوالكوم.
أما بالنسبة للشركات العاملة في قطاع حقل الرعاية الصحية فهناك نموذجان أولاهما مجموعة معامل تصنيع الدواء Forest التي جاءت في المرتبة الـ23 حسب ترتيب مجلة Fortune والثانية شركة تصنيع الأجهزة الطبية Medical Device Maker Sudaut التي احتلت المرتبة قبل الأخيرة في القائمة.
وتعمل شركة Forst في مجال تصنيع الأدوية وبلغت مبيعاتها 150 مليون دولار خلال العام الحالي.
أما Sudant فتركز بشكل أساسي على صناعة الأوردة البلاستيكية التي تستخدم في مجال أمراض القلب وهي تسعي إلى توطيد أقدامها في السوق مستفيدة من الظروف التي يمكن أن تعمل من خلالها، فهناك أكثر من خمسة ملايين شخص يعانون من مشاكل متعلقة بالاحتقان الدموي المرتبط بأمراض القلب.