سنويا وشهريا يتم فتح العديد من المشاريع الصغيرة التي يملكها ويديرها شخص واحد، وهي ما يسمى بالمؤسسات الفردية، أو الشركات التضامنية، منها ما هو متجر لبيع اللحوم أو متجر لبيع الأغذية أو الملابس، والبعض يقدم خدمات ترفيهية مثل افتتاح المقاهي، والبعض يقتنع بأن سوق المطاعم هو السوق الناجح فيبدأ مشروع مطعم جديد، قد يقدم نوعا جديدا من الأطعمة أو الطعام التقليدي.
وتقوم هذه المؤسسات الفردية غالبا بحماس ورؤية متفائلة عن مستقبل مشرق وأرباح كبيرة، وغالبا يتم استثمار مبلغ كبير، إيمانا بنجاح المشروع ودعما للفكرة، وقد يكون هذا المبلغ هو تحويشة العمر أو الثروة الحسنة يحصل عليها البعض من ثروة أو منحة كريمة من أب أو قريب حنون.
أحلام مزعجة:
وعندما يبدأ المشروع في العمل، ويكون ذلك بعد أن تم صرف مبلغ كبير عليه، حيث يصرف عادة مبلغ كبير على التجهيزات الأولية من إعداد المحل وتأمين البضائع، يجد صاحب المشروع أن الأحلام والآمال التي بناها على نجاح هذا المشروع لم يتحقق منها المطلوب، فلم يكن هناك زوار لمعرضه، ولم يكن هناك طلب على بضائعه، وليس هناك من يرغب في تجربة أطعمته، أو أنها لم تلق الاستحسان المطلوب، ولم يكن هناك من يطلب خدمته، وتحولت الأحلام في التوسع الرأسي والأفقي، والأرباح الكبيرة تنقلب الى أحلام مزعجة وكوابيس مخيفة عن الفشل القادم، والآمال المحطمة، والمال الضائع، والندم على ما تم فعله، في هذه المغامرة التجارية الفاشلة.
تقول الإحصائيات إن العديد من المشاريع الجديدة تفشل، وإن هناك نسبة تزيد عن 55% من هذه المشاريع تتعثر، وينتهي أكثر من نصفها بالتصفية النهائية من العامين الأولين، ومنها ما يتم بيعه إلى منافس أكبر أو الاندماج معه.
عوامل الفشل:
هناك نوعان من الفشل تتعرض لهما المشاريع التجارية، وتحت كل من هذين النوع تندرج عشرات من عوامل الفشل:
النوع الأول هو الفشل الاستراتيجي:
تحت هذه النوع يندرج عدم القيام بدراسة جدوى حقيقية وفعلية وعملية لمدى نجاح المشروع، فقد يكون الدافع الرئيسي هو قناعة شخصية بحسن البضاعة، أو بمشاهدة نجاح مشروع مماثل، ويعتقد المغامر الجديد أن النجاح سيتحقق لأي مشروع مماثل.
والفشل الآخر هو الفشل التكتيكي: والمقصود بذلك قد تكون الفكرة ناجحة والمشروع يمكن أن ينجح ويحقق الأرباح المطلوبة، ولكن هناك سوء إدارة في تنفيذ المطلوب.
عوامل النجاح:
إن تحقيق النجاح في المشاريع التجارية أمر ليس بالصعب، ولكنه يتطلب نوعا من الأشراف الشخصي المباشر في العمل، وعدم ترك الإدارة والتصرف في أيدي الغير، فصاحب العمل سيكون أكثر رؤية وحرصا على ماله وعلى تنميته.
وفي دراسة نشرت على صفحات جريدة صنداي تاميز عن أحوال النجاح للمشروعات الشخصية يقدم لنا بعض الناجحين سبب نجاحهم الكبير ومن هذه الأسباب:
1- الأشراف الشخصي على المال، ويقول أكثر الذين نالوا النجاح إن عدم الإشراف على المال هو أحد أسباب الفشل، فالمال في يد غير صاحبه يدعو إلى اختلاسه والى هروبه إلى غير صاحبه.
2- التنويع والتجديد، مع البقاء في نفس مجال الخدمة، فإن كنت صاحب مطعم، فليس من الحكمة أن تبقي دائما على نفس قائمة الطعام، ويجب تغيير القائمة كل شهرين، وكذلك الديكور فهذه الأمور هي جزء من جلب الزبائن.
ويحذرون من التفرع المختلف، كان تكون صاحب مطعم وتبيع جرائد مثلا أو ان تبيع أغذية محفوظة.
3- في حالة التوسع والكبر فإن النصيحة التي يقدمها أصحاب المشاريع الناجحة هي البحث عن شريك، ليكون هو المدير والمسؤول المالي عن هذا الفرع الجديد، فهنا تضمن النجاح والإشراف المالي.
4- إن التجارة شطارة، ولكن لا يدخل ضمن الشطارة الخداع والكذب، فإن الأمانة ونظافة الذمة هي أمر إيجابي للنجاح.
5- كن كريما مع العاملين معك، فإنهم أحد أسباب النجاح، وأحد أسباب الفشل، وإن استعطت أن تقدم لهم نسبة من الأرباح، وتعلمهم مقدما أنها حق لهم، فإن مشاركتهم ستختلف، من عمال معك إلى شركاء في الربح، وسيضاعفون جهدهم في خدمة المحل والتجارة التي أنت تملكها وأنت صاحبها.
6- والنصيحة المتكررة عند كل الناجحين تقول إن النجاح لا يأتي بسهولة،وعليك أن تمشي زحفا نحو النجاح ، وألا تجري قبل أن تكون عرفت المشي. والصبر على الصعوبات التي تصاحب جميع الأعمال في بدايتها هو سر النجاح. فالنجاح لا يأتي سريعا ولا يأتي بسهولة.
***