بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على نبينا محمد الأمين وعلى اله وصحبه ومن دعا بدعوته الى يوم الدين.أما بعد:ــــ
لا شــــــك أن الزواج ضرورة من ضروريات الحياة،إذ به تحصل مصالح الدين،ويحصل الإرتباط بين الناس،وبسببه تحصل المودة والتراحم،ويسكن الزوج إلى زوجته،والزوجة إلى زوجها،
قال تعالى(ومن اياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليهاوجعل بينكم مؤدةًورحمةًإن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون)الروم
فالزواج شركة حياةورباط وثيق بين جنسين خُلقاَمن نفس واحدة،وهو عهد وميثاق،ومسئوليةوأمان،وذوق وخلق وسكن،.
الزواج ليس بيعاً وشراءً
ومن ثم نخلص إلى أن الزواج ليس علاقة مادية وجسدية فحسب،وليس بيعاًوشراءكما يظن بعض الناس،وليس علاقة مقايضة بين طرفين أحدهما خاسر والآخر رابح،وليس مزايدة يتنافس فيها المشترون بالأموال والمناصب،بل هو عهد وميثاق ومن هنا كان الأختيار فيه أساسالدين والصلاح،والورقة الرابحة فيه التقوى،والمزايدة المطلوبة فيه العلم بالله وبحقوقه والعلم بأصولالتعامل مع الخلق والوفاء بها،ومعرفة حقوق الأولادوتربيتهم على أساس الدين والخلق والسلوك الحسن،وهذا واضح فى قول الله تعالى(وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغيهم الله من فضله والله واسع عليم)فما قيمة مال الزوج إذا كان فاسقا لايعرف لله حدا ولا حرمة!؟
وما قيمة مال الزوج إن كان لايعرف حقوق زوجته ولا يعينها على أمر دينها!؟
وما فائدةالجاه والسلطان إن كان خاليا من معانىالفضيلة والمحبة والحنان!؟
نداءإلى أولياء أمور البنات!!
هل يغنى ابنتك مال زوجها وجاهه وسلطانه إذا كان فاقداً الرجولة؟
هل الرجولة بالمال والجاه أم أن الرجولةفى الدين والصلاح ورجاحه العقل، ودماثةالخلق،وهذاهو معنى الرجولة فىكتاب الله،قال الله تعالى(فيه رجالٌ يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين).
إنكم أيها الأباء وأولياء الأمور،لو استنطقتم بناتكم وأخذتم رأيهن فى أى رجال يردن ويخترن،أيردن صاحب المال والجاه والسلطان أم يردن صاحب الدين.علما وعملا سلوكا.والعقل والخلق.ومن يرعى الله ويخافه فيهن،لأجبنكم بأنهن يردن ذوى الديانه فى قوة وأمانه.قال تعالى(قالت أحدهما يـــــا أبتِ استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين).
أساس أختيار الزوجة
وكما حدد الإسلام صفات الزوج الصالح،كذاحدد صفات الزوجة الصالحة،ولذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم(تنكح المرأة لأربع،لمالها ولحسبها ولدينها ولجمالها،فأظفر بذات الدين تربت يداك)فإن اجتمعت فى المرأةكل هذه الخلال والصفات فيها ونعمت،وإلا فالإعتبار بذات الدين والترجيح لايكون إلا به.
أيها الشباب كونوا رجـــــــــالاً
أيها الشاب المسلم،أما حان الوقت لتكون رجلا فى اختيارك لشريكة حياتك؟
إعلم أخى الحبيب أن زينة المرأة ليست فى مالها وجمالها وملابسها وزينتها،وإنما هى فى دينهاوعفتهاوغضهالطرفها.
ومن أراد الفلاح فى الدنيا والآخرة فليبحث عن ذات الدين وأن كانت فقيرة وإن كانت فى مستوى متوسط من الجمال،وذلك لأن جمال الزوجه ليس هو السبب الرئيسى فى عفة الزوج وإنما العفة يتحصل عليها بالإعتصام بمنهج الله تعالى وهدى النبىصلى الله عليه وسلم والمفلح والموفق من وفقه الله تعالى.
التيسير فى الصداق
ليس الزواجكما قلنابيعا ولا شراء،ولا يعنى إيجاب الإسلام على الرجل دفع الصداق أو المهر للمرأةبأنهاسلعة تباع وتشترى،وإنما هو من باب تكريم المرأة واحترام الإسلاملها وحفظه لحقوقها رمزًا للمحبةوالوفاءولذلك نجد أن الأحاديث وردتبتيسير الزواج،ولذلك قال النبىصلى الله عليه وسلم(من يمن المرأة تسهيل أمرها وقله صداقها)وفى الصحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لرجل(التمس ولو خاتما من حديد).
نتائج المغالاة فى المهور
ظن كثير من أولياء الأمور أن الغلاء فى المهر من مظاهر الإحسان إلى بناتهم،فغالوا فى المهور،فترتب على ذلك.
ــ عزوف الشباب والشابات عن الزواج،وصرف الطاقات الجنسية بوسائل غير مشروعة.
ــ زيادة عدد العوانس،وهىظاهرة مرضية تحتاج إلى عناية وحل،ولا شك أنالحل يكمن فى تيسير الزواج ،وغير ذلك من الحلول الممكنة من نشر الفضيلة وسد أبواب الشر والفساد.
ــ تأخر سن الزواج للشباب إلى الثلاثين،وفى النساء إلى أقل من ذلك بقليل،فأدى ذلك إلى عدم الإستقرار وشرود الذهن وشيوع الفساد والزناوالراذائل وهذا مما لا شك فيه.
أوقفوا هذا الهراء
أيها المسلمون اعلموا أنكم عندما عسرتم الزواج بالمطالب الكثيرة ،والتكاليف التى لا يتحملها شبابنا المسكين،الذى لم يرحمه أحد.استطاع الشيطان بإعانة شياطين الإنس أن يسهل الرذيلة ويفتح لها الأبواب،فأصبح الزنا الأن يحدث بصورة لم تعهد من قبل ،ونافست كل فتاة غيرها بكل سبيل للفوز بابن الحلال،فى زمن حارب فيه الشياطين من الإنس والجن الحلال،فانغمسوا فى الحرام.
ولذلك أقول لكل أب وولى أمر،ولكل والد حنون يبحث عن سعادة ابنته وراحتها يسروا الزواج والا أذاقكم الله شؤم تعسيركم فى الدنيا والآخرة.
وإلــــى اللــــه المشتكـــــى