أريد أن أعيش
كلمة سمعناها كثيراً من فتياتنا وأبنائنا وربما قلناها يوماً
فهي إجابة لما يأتي من الأسئلة :
حين تسأل فتاة : لماذا كل هذا الإسراف في شراء تلك الملابس ؟
تجيب : لدي مال وأريد أن أعيش حياتي !!
وحين يقال لأحدهم : أنت كثير السفر وكثير البذخ
يجيب : أعطاني الله المال فلماذا لا أعيش حياتي !!!
ومنهم من يتذمر على عائلته ويصرخ بهم ( إنظروا إلى من حولكم كيف يعيشون ونحن ------ )
أسئلة كثيرة جداً وإجابتها واحده وإن اختلفت لفظاً
هل يعني هذا أن هؤلاء البشر لا يجدون لذة في حياتهم أو بمعنى آخر هم لا يشعرون بمعنى الحياة إلا من خلال إتباع هوى النفس
فدقات القلوب والصدور التي ترتفع في الشهيق والزفير لا تعني أنهم مازالوا على قيد الحياة !!!
الحياة عندهم هي الإستمتاع أياً كان نوعه
لاريب أن مثل هؤلاء يشكون فراغاً في قلوبهم وإلا لشعروا بمعنى الحياة في كل مرة يتبعون هوى النفس دون تكرار ذلك , هذا لو كان اتباع هوى
النفس يملأ فراغ القلب .
مسكين ابن آدم حين يتبع هوى نفسه ,فهي أبداً لن تشبع ولن تقنع ولن تشعره بمعنى الحياة والعيش الذي لا زال يطلبه !
تُرى كيف قال ذاك الشيخ الذي يفترش الأرض ويأكل الخبز اليابس حين قال له أحد جنود الأمير يا فلان لو أنك أتيت الحاكم وفعلت كذا و كذا لبدل
لك ما أنت عليه .
أي حياة كان يعيشها ليقول عبارته المشهورة ( لو أن أميرك يعلم بتلك السعادة في قلبي لنازعني عليها )
كلنا يعرف أن فراغ القلب لا يملئه سوى إلايمان مهما جمعنا من أموال وقصور ومتعنا بها النفس فلن يتحقق معنى العيش والحياة لدينا إن كان القلب فارغاً
وسنعود نقول كل مرة نريد أن نعيش!!!