طاهره، ذات الثلاثيين ربيعا والتي اعتقلت في شهر الشباط من عام 2005 من منزل والدها والمعقود قرانها قبل شهرين من اعتقالها على ابن عمها والتي اعتقلت قبل اسبوع واحد من زفافها في البدايه ترددت عائله (طاهره) من اجراء اللقاء مع مراسلنا دون ان يوضحوا سبب رفضهم الا ان اخبارهم ان اللقاء لمفكرة الاسلام كان كفيلا بقبول تلك العائله لاجراء هذا اللقاء المليئ بالشجون والاحزان تقول الشابه الاسيره والتي اختارت ان يكون اسمها المستعار في اللقاء (طاهره) .
في الساعه الواحده من ليل الاربعاء الموافق 3/2/2005 اقتحمت قوة اميركيه منزلنا في عمليه دهم وتفتيش للمنطقه وكنت حينها انا واخواتي الثلاثه ننام في غرفه واحده وهي العلويه من المنزل بينما والدي وامي في غرفه واخي فاروق في غرفته وفوجئنا بمداهمه قوات كبيره من الاحتلال لمنزلنا وقاموا بتفتيشه بعد تكسير الابواب غرفه غرفه ومكان مكان حتى وصولوا الينا لتفتيشنا نحن افراد العائله وكان معهم مترجم عراقي ملثم عرفت بعدها عندما اعتقلوني انه من محافظات الجنوب طلبوا منا ان نستدير الى الخلف ونضع ايدينا على الحائط ليقوموا بتفتيشنا فرفض والدي وصاح بهم وطلب من المترجم ان يخبرهم ان هذا حرام في الاسلام ولا يجوز لهم تفتيش النساء الا ان المترجم لم يعر لوالدي اي اهميه فوصل احد الجنود وحاول تفتيشي فضربته على وجهه لكمه قويه قام على اثرها هو واربعه جنود بضربي وركلي بالاقدام بشده حتى نزف انفي وفمي واسمع امي تصيح ووالدي يستغيث واخواتي واخي يبكون لكنهم استمروا بضربي وركنوني بعدها جانبا حتى اكملوا تفتيش اخواتي واخي ووالدي وامي ثم اخذوني معهم محموله من ساقيي ويدي الى عربه همفي واهلي يتوسلون بهم دون جدوى بقيت اربع ساعات معصوبه اليديين والرجليين وانا انزف من كل جسدي حتى اكملوا بقيه منازل المنطقه في التفتيش والاعتقال ودهم للبيوت ثم اخذوني الى احدى قواعدهم ولا اعلم اين مكانها بسبب الليل وعيوني المعصوبه ادخلوني مع اكثر من 30 شاب عراقي معتقل من نفس المنطقه في احدى القاعات كان الليل طويلا جدا مع دموعي التي لم تنقطع ابدا على الرغم من ان الشباب العراقيين جزاهم الله خيرا قد تكلموا معي وقالوا لي انت اختنا وليس لنا لك الا الدعاء لله عز وجل فيما اخذ احدهم سترته وطلب مني ان البسها من شده البرد وقام الاخر بوضع جاكيته تحت فراشي لانام لكني لم انم ابدا وبعد ساعات كان الصبح قد ظهر ودخل علينا ضابط كبير على ما يبدوا ومعه مترجم واخذ يتكلم معنا عن دعمنا للارهاب وضلوعنا بقتل الاميركيين ومما قال من كلامه الذي احفظه (اذا كان اليهود هم شعب الله المختار فنحن الاميركيين ابناء الله واحبائه ولن يتمكن صعاليك مثلكم من هزمنا ابدا) .
بعدها اوعز بكلمات الى عدد من الاميركيين من جنود وضابط وخرج من القاعه وفي الساعه العاشره من صباح يوم 4/شباط اي في اليوم الثاني من اعتقالنا تم نقلنا الى ابو غريب ووضعونا في قاعات كبيره فيها رجال كثير وعدد غير قليل من النساء وتم اعطائنا ملابس خاصه بالسجناء طلبوا منا ان نغير ملابسنا الحاليه ونلبس تلك الملابس الان وبلا تاخيرامام جميع السجناء .
المراسل: وكيف لبستيها ؟
طاهره: جائت اكثر من عشرين اسيره عراقيه كانت في القاعه حينا وصنعوا حولي مثل الدائره ووضعن اربع بطانيات حولي لكي اتمكن من تغير ملابسي
المراسل: كم بقيت في تلك القاعه ؟
طاهره: مكثت اربعه ايام فقط وقد تبين لي بعدها ان السجينات العراقيات الموجودات قبلي هن حديثات الاسر نقلنا جميعا نحن الاسيرات العراقيات الى زنازيين للاحداث الذيين لا تتجاوز اعمارهم الخمسه عشر عام او اكثر بعام وهناك بدات معاناتي بشكل كبير
المراسل: كيف اختي الكريمه؟
كانت الزنانين ضيقه جدا ولا يوجد الا خلاء واحد يدخله الاحداث كما ندخله نحن وكان لنا في البدايه زاويه من تلك الزنازيين المفتوحه على بعضها ننام نحن النساء الا ان حرس السجن الاميركيين رفضوا ان ننام معزوليين وهددوا بمعاقبه اي عراقيه لا تنام في المكان المخصص لها والعقوبه طبعا اما الضرب او تمزيق الملابس وهي العقوبه الشائعه هناك بالنسبه للاسيرات العراقيات مما اضطرنا الى التحدث مع المعتقليين الاحداث الذيين كانوا معنا للبحث عن حل وكان عددهم 54 حدث اكبرهم (معتز) فك الله اسره وهو ابن الشيخ توفيق السامرائي احد قياديي المقاومه اعتقل مع اخيه الاكبر للضغط على والده لتسليم نفسه وكان هو يقودهم وكلمته مسموعه عند البقيه من رفاقه في السجن
فوصلوا الى حل هو انهم سيحدثون اضراب واعمال تخرييب وغوغاء في السجن لكي يقوموا بحجزهم بعيدا عنا وكل واحد على انفراد او في قاعه اخرى غير قاعتنا وقد حدث ما خططوا له الا ان جنود الاحتلال لم يصنعوا ما توقع ان يصنع فقد هاجموهم بالضرب مما ادى الى استشهاد احدهم واسمه رحمه الله (خير الله) من اهالي الفلوجه واصيب 19 منهم بكسور في الساق واليد والاضلاع فرضينا بالحاله وسلمنا امرنا لله تعالى
المراسل: بعدها ؟
طاهره _ بعدها يا اخي استخدم (الكلاب) جنود الاحتلال معنا اسلوب اخر وهو الضرب بشكل شبهه يومي وخاصه نحن النساء وكان عندنا الضرب شيئ طيب جدا حيث ان اليوم الذي يمر علينا ونحن سالمات دون ان تهتك اعراضنا من قبل الجنود الذيين يسكرون ليلا هو يوم عيد وشكر لله تعالى.
المراسل : هل اعتدوا على احدكن بالاغتصاب
طاهره - كانت ثلاثه من الموجودات عندنا في الاسر قد اغتصبن قبل اسري انا باسبوعين وهو ما زاد خوفي اكثر
المراسل: هل تعرفيين اسمائهن
طاهره – نعم لكن لن افصح عنهن اثنتان منهن باكرات والاخرى متزوجه تم اغتصابهن
هل هن كل الذي اغتصبهن جنود الاحتلال في السجن
طاهره -لا فقد كنا نسمع عن فتيات ونساء كثر تم اغتصابهن في السجن واحداهن اغتصبت على يد عراقي ضابط اسمه مقدم عبد الحسين
بعضهن لا يزلن في السجن ولكن في زنانزين اخرى غير تلك التي نحن فيها وبعضهن اطلق سراحهن
وتكمل طاهره وتقول عد مضي اربعه اشهر من الاعتقال اخذ الاحتلال يستخدم معنا اسلوب اكثر همجيه وقسوه ووحشيه وخبث ففي احدى الايام جائت احدى المجندات واخذت منا اربع نسخ من المصحف الشريف وعدد من السجادات الخاصه بالصلاة واخذت من رؤوسنا الحجاب الذي كنا نرتديه والقت بهم من شباك الزنزانه وفتشت اغراضنا نحن النساء خوفا من وجود اسلحه او مواد جارحه حسب زعمهم لكنها عثرت على ملابس داخليه لاحدى السجينات وقامت برميها على الاسره الخاصه بالاحداث بخبث
وكان هذا كله هين ونحتسبه عند الله لكن الامر منه هو ان النقيب مدير قاطع ادراه سجن الاحداث والنساء قام بلعبه خبيثه لا توصف
المراسل: ماذا صنع ؟
طاهره – في احد الايام وخلال وجبه تناول العشاء وكان يقف هو على راس حراس السجن عندما يقدمون لنا العشاء اعطى لكل معتقل من الاحداث حبه واحده وقال لهم انها من اجل عدم اصابتكم بالجرب حيث ان المكان لا تدخله اشعه شمس وانتم لا تستحمون الا بين فتره واخرى
وبالفعل قام جميع الموجوديين بتناولها وليتهم لم يتناولوها
حيث ظهر انه قد اعطاهم حبوب مخدره مخدرات تفقدهم وعيهم بالكامل مما ادى الى تهجم اكثر من 30 حدث علينا يحاولون الاعتداء علينا وهم في حاله عدم وعي تماما وكان هذا في الساعه التاسعه تقريبا
كنا ندفع بهم عن انفسنا بشده بين ضربهم وبين الصراخ وبين الاستنجاد ببقيه الاحداث الموجوديين الا انهم البقيه كانوا في حاله خدر لا يسمعون ولا يتحركون ابدا
سلم الله ان دفعنا بهم عن شرفنا وكان ساعتها الجنود عند الباب يضحكون بشده لا توصف
تكررت هذه الحاله عده مرات ولا تقل عن عشر مرات ولكن بطريقه اخرى حيث ان الاحداث رفضوا تناولها كحبه بعدما علموا ما بها
فقاموا بوضعها لهم في الاكل او الشاي كنا حينها ننام الواحده جنب الثانيه وتبقى اثنتان منا يقضتيين بينما البقيه ينامون ولكل واحده منها ساعتيين حراسه خوفا من مهاجمتهم لنا وعندما تنهي دوريتها في الحراسه تنام وتوقض الاخرى التي ياتي دورها في الحراسه
وكذلك في دخول الحمام فكنا نذهب سويه وتدخل من تريد ان تقضي حاجتها وتبقى الاخريات عند الباب للحراسه
المراسل: وكم بقيتم على هذا الحال ؟
في 16/5 من العام نفسه صادف يوم الاثنيين تم نقلنا الى سجن خاص بنا وهناك تستطيع القول ان معانانتا قلت من ناحيه المشاكل التي حدثتك عنها
حتى خرجنا قبل ايام والحمد لله .
المراسل –هل حاول احدهم الاعتداء عليك او على رفيقاتك الاسيرات خلال تلك الفتره نعم عدة مرات انا شخصيا هاجمني جندي اسود حاول تمزيق قميصي لولا فضل الله وصراخي وصياحي واجتماع رفيقاتي علي وصياحهن ايضا حتى وصلت الاصوات الى خارج قاطع السجن فتجمع الجنود والضباط الاميركيين وطلبوا منه ان يتركني بعدما القيت نفسي على الارض وتماثلت بالاغماء واحدى رفيقاتي اعتدى عليها جندي بعد ان لوى ذراعها خلف ضهرها واطبق جسمه الحقير عليها من الامام بقوة ومزق قميصها لكنها هربت من بين يديه شبهه عاريه الى ممر السجن الرئيسي فتركها لحالها وهو يضحك .
المراسل: ما الذي تتذكرينه الان ؟
لا اذكر الا حقد دفين عليهم ولا افكر الا بحزام ناسف افجره فيهم .
المراسل: هل كان السجن يقصف من قبل المقاومه ؟
طاهره - نعم بشكل يومي او شبهه يومي وكنا نعلم انهم اصيبوا او قد قتل منهم احد عندما يقومون بضربنا ليلا بقسوة ونسمع صراخ وتعذيب الرجال ايضا ويرددون كلمات فاحشه علينا باللهجه العراقيه تعلموها من الرافضه العملاء الموجودين في السجن
المراسل: هل سمعت عن فاطمه اسيره ابو غريب الشهيده التي اغتصبها الاحتلال ؟
طاهره -نعم كثيرا كنت اسمع عن قصتها من باقي السجينات القديمات
المراسل: وعائشه احمد الاسيره هل سمعت عنها شيئ لان اهلها يقولون انها في سجن ابو غريب ولا يعلم عنها شيئ ؟
طاهره – لم اسمع بها ابدا واذا كانت بالفعل في ابو غريب فاعتقد انها في زنازيين ال
forgotten وتعني المنسيه او المجهوله فهي لا يعلم بها الصليب الاحمر الدولي ولا يمكن لاحد ان يدخلها الا جنود الاحتلال وهم غير مدرجيين على قائمه السجناء المعلنه
المراسل: نترك الان طاهره الاسيره ونتكلم عن طاهره الحره الابيه ما شعورك الان بعد تلك التجربه؟
طاهره – محطمه اعين الناس تترقب بي الكل بما فيهم والدي يتوقع انني تعرضت للاغتصاب من قبل الاميركان وحتى ابن عمي اتي وسلم علي وبارك لي خروجي واخبر امي عند خروجه على باب المنزل انه سيوصل ورقه الطلاق الينا لانه لن يتمكن من الدخول بي او ان اكون زوجه له
حيث كل الناس مقتنعيين ان ما من عراقيه تدخل ابو غريب عند الاحتلال وتخرج سليمه العرض حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل .
كانت هذه اخر كلمات طاهره العراقيه بعد ان اخذ منها البكاء ماخذ واعتذرت عن اكمال بقيه الاسئله وطلب والدها من مراسلنا انهاء اللقاء والخروج خوفا على ابنته بعدما اجهشت بالبكاء .
وانتهى اللقاء مع طاهره وصوت بكائها يسمع من على باب منزلها الخارجي حيث توجهه مراسلنا اليه خارجا من المنزل