باب
3439 ـ حدثني إسحاق بن نصر، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام بن منبه، أنه سمع أبا هريرة ـ رضى الله عنه ـ يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قيل لبني إسرائيل ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة. فبدلوا فدخلوا يزحفون على أستاههم، وقالوا حبة في شعرة ".
3440 ـ حدثني إسحاق بن إبراهيم، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا عوف، عن الحسن، ومحمد، وخلاس، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن موسى كان رجلا حييا ستيرا، لا يرى من جلده شىء، استحياء منه، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل، فقالوا ما يستتر هذا التستر إلا من عيب بجلده، إما برص وإما أدرة وإما آفة. وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى فخلا يوما وحده فوضع ثيابه على الحجر ثم اغتسل، فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإن الحجر عدا بثوبه، فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر، فجعل يقول ثوبي حجر، ثوبي حجر، حتى انتهى إلى ملإ من بني إسرائيل، فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله، وأبرأه مما يقولون، وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه، وطفق بالحجر ضربا بعصاه، فوالله إن بالحجر لندبا من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا، فذلك قوله {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها}."
3441 ـ حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة، عن الأعمش، قال سمعت أبا وائل، قال سمعت عبد الله ـ رضى الله عنه ـ قال قسم النبي صلى الله عليه وسلم قسما، فقال رجل إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله. فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فغضب حتى رأيت الغضب في وجهه، ثم قال " يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر ".
32 ـ باب {يعكفون على أصنام لهم}
{متبر} خسران {وليتبروا} يدمروا {ما علوا} ما غلبوا.
3442 ـ حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن جابر بن عبد الله ـ رضى الله عنهما ـ قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نجني الكباث، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " عليكم بالأسود منه، فإنه أطيبه ". قالوا أكنت ترعى الغنم قال " وهل من نبي إلا وقد رعاها ".
33 ـ باب {وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة} الآية
قال أبو العالية العوان النصف بين البكر والهرمة. {فاقع} صاف. {لا ذلول} لم يذلها العمل، {تثير الأرض} ليست بذلول تثير الأرض ولا تعمل في الحرث {مسلمة} من العيوب. {لا شية} بياض. {صفراء} إن شئت سوداء، ويقال صفراء، كقوله {جمالات صفر}. {فادارأتم} اختلفتم.
34 ـ باب وفاة موسى، وذكره بعد
3443 ـ حدثنا يحيى بن موسى، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال أرسل ملك الموت إلى موسى ـ عليهما السلام ـ فلما جاءه صكه، فرجع إلى ربه، فقال أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت. قال ارجع إليه، فقل له يضع يده على متن ثور، فله بما غطت يده بكل شعرة سنة. قال أى رب، ثم ماذا قال ثم الموت. قال فالآن. قال فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر. قال أبو هريرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر ". قال وأخبرنا معمر عن همام حدثنا أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
3444 ـ حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، وسعيد بن المسيب، أن أبا هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال استب رجل من المسلمين ورجل من اليهود. فقال المسلم والذي اصطفى محمدا صلى الله عليه وسلم على العالمين. في قسم يقسم به. فقال اليهودي والذي اصطفى موسى على العالمين. فرفع المسلم عند ذلك يده، فلطم اليهودي، فذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره الذي كان من أمره وأمر المسلم فقال " لا تخيروني على موسى، فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله ".
3445 ـ حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " احتج آدم وموسى فقال له موسى أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة. فقال له آدم أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه، ثم تلومني على أمر قدر على قبل أن أخلق ". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فحج آدم موسى " مرتين.
3446 ـ حدثنا مسدد، حدثنا حصين بن نمير، عن حصين بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم يوما قال " عرضت على الأمم، ورأيت سوادا كثيرا سد الأفق فقيل هذا موسى في قومه ".
35 ـ باب قول الله تعالى {وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون} إلى قوله {وكانت من القانتين}
3447 ـ حدثنا يحيى بن جعفر، حدثنا وكيع، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن مرة الهمداني، عن أبي موسى ـ رضى الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ".
36 ـ باب {إن قارون كان من قوم موسى} الآية
{لتنوء} لتثقل. قال ابن عباس {أولي القوة} لا يرفعها العصبة من الرجال، يقال {الفرحين} المرحين {ويكأن الله} مثل ألم تر أن الله {يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر} ويوسع عليه ويضيق.
37 ـ باب {وإلى مدين أخاهم شعيبا} إلى أهل مدين
لأن مدين بلد، ومثله {واسأل القرية} واسأل {العير} يعني أهل القرية وأهل العير {وراءكم ظهريا} لم يلتفتوا إليه، يقال إذا لم يقض حاجته ظهرت حاجتي وجعلتني ظهريا قال الظهري أن تأخذ معك دابة أو وعاء تستظهر به مكانتهم ومكانهم واحد {يغنوا} يعيشوا {يأيس} يحزن {آسى} أحزن. وقال الحسن {إنك لأنت الحليم} يستهزئون به. وقال مجاهد ليكة الأيكة {يوم الظلة} إظلال الغمام العذاب عليهم.
38 ـ باب قول الله تعالى {وإن يونس لمن المرسلين} إلى قوله {فمتعناهم إلى حين}
{ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم} {كظيم} وهو مغموم.
3448 ـ حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن سفيان، قال حدثني الأعمش،. حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله ـ رضى الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا يقولن أحدكم إني خير من يونس ". زاد مسدد " يونس بن متى ".
3449 ـ حدثنا حفص بن عمر، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ما ينبغي لعبد أن يقول إني خير من يونس بن متى ". ونسبه إلى أبيه.
3450 ـ حدثنا يحيى بن بكير، عن الليث، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عبد الله بن الفضل، عن الأعرج، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال بينما يهودي يعرض سلعته أعطي بها شيئا كرهه. فقال لا والذي اصطفى موسى على البشر، فسمعه رجل من الأنصار فقام، فلطم وجهه، وقال تقول والذي اصطفى موسى على البشر، والنبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا فذهب إليه، فقال أبا القاسم، إن لي ذمة وعهدا، فما بال فلان لطم وجهي. فقال " لم لطمت وجهه ". فذكره، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى رئي في وجهه، ثم قال " لا تفضلوا بين أنبياء الله، فإنه ينفخ في الصور، فيصعق من في السموات ومن في الأرض، إلا من شاء الله، ثم ينفخ فيه أخرى، فأكون أول من بعث فإذا موسى آخذ بالعرش، فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور أم بعث قبلي ".
3452 ـ حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، سمعت حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى ".
39 ـ باب {واسألهم عن القرية التي، كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت}
يتعدون يجاوزون في السبت {إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا} شوارع إلى قوله {كونوا قردة خاسئين}
40 ـ باب قول الله تعالى {وآتينا داود زبورا}
الزبر: الكتب، واحدها زبور، زبرت كتبت. {ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه} قال مجاهد سبحي معه، {والطير وألنا له الحديد * أن اعمل سابغات} الدروع، {وقدر في السرد} المسامير والحلق، ولا يدق المسمار فيتسلسل، ولا يعظم فيفصم، {واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير }.
3453 ـ حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " خفف على داود ـ عليه السلام ـ القرآن، فكان يأمر بدوابه فتسرج، فيقرأ القرآن قبل أن تسرج دوابه، ولا يأكل إلا من عمل يده ".
3454 ـ رواه موسى بن عقبة عن صفوان، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
3455 ـ حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، أن سعيد بن المسيب، أخبره وأبا، سلمة بن عبد الرحمن أن عبد الله بن عمرو ـ رضى الله عنهما ـ قال أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أقول والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنت الذي تقول والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت " قلت قد قلته. قال " إنك لا تستطيع ذلك، فصم وأفطر، وقم ونم، وصم من الشهر ثلاثة أيام، فإن الحسنة بعشر أمثالها، وذلك مثل صيام الدهر ". فقلت إني أطيق أفضل من ذلك يا رسول الله. قال " فصم يوما وأفطر يومين ". قال قلت إني أطيق أفضل من ذلك. قال " فصم يوما وأفطر يوما، وذلك صيام داود، وهو عدل الصيام ". قلت إني أطيق أفضل منه يا رسول الله. قال " لا أفضل من ذلك ".
3456 ـ حدثنا خلاد بن يحيى، حدثنا مسعر، حدثنا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي العباس، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألم أنبأ أنك تقوم الليل وتصوم ". فقلت نعم. فقال " فإنك إذا فعلت ذلك هجمت العين ونفهت النفس، صم من كل شهر ثلاثة أيام، فذلك صوم الدهر ـ أو كصوم الدهر ". قلت إني أجد بي ـ قال مسعر يعني ـ قوة. قال " فصم صوم داود ـ عليه السلام ـ وكان يصوم يوما، ويفطر يوما، ولا يفر إذا لاقى ".
41 ـ باب أحب الصلاة إلى الله صلاة داود وأحب الصيام إلى الله صيام داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوما، ويفطر يوما
قال علي وهو قول عائشة ما ألفاه السحر عندي إلا نائما.
3457 ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس الثقفي، سمع عبد الله بن عمرو، قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " أحب الصيام إلى الله صيام داود، كان يصوم يوما ويفطر يوما، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ".
42 ـ باب {واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب} إلى قوله {وفصل الخطاب}
قال مجاهد الفهم في القضاء. {ولا تشطط} لا تسرف {واهدنا إلى سواء الصراط * إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة} يقال للمرأة نعجة، ويقال لها أيضا شاة، {ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها} مثل {وكفلها زكرياء} ضمها {وعزني} غلبني، صار أعز مني، أعززته جعلته عزيزا. {في الخطاب} يقال المحاورة. {قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء} الشركاء {ليبغي} إلى قوله {أنما فتناه}. قال ابن عباس اختبرناه. وقرأ عمر فتناه بتشديد التاء {فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب}
3458 ـ حدثنا محمد، حدثنا سهل بن يوسف، قال سمعت العوام، عن مجاهد، قال قلت لابن عباس أسجد في {ص} فقرأ {ومن ذريته داود وسليمان} حتى أتى {فبهداهم اقتده} فقال نبيكم صلى الله عليه وسلم ممن أمر أن يقتدي بهم.
3459 ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب، حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال ليس {ص} من عزائم السجود، ورأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسجد فيها.
43 ـ باب قول الله تعالى {ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب}
الراجع المنيب، وقوله {هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي} وقوله {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان} {ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر} أذبنا له عين الحديد {ومن الجن من يعمل بين يديه} إلى قوله {من محاريب} قال مجاهد بنيان ما دون القصور {وتماثيل وجفان كالجواب} كالحياض للإبل. وقال ابن عباس كالجوبة من الأرض {وقدور راسيات} إلى قوله {الشكور}، {فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض} الأرضة {تأكل منسأته} عصاه {فلما خر} إلى قوله {المهين} {حب الخير عن ذكر ربي} {فطفق مسحا بالسوق والأعناق} يمسح أعراف الخيل وعراقيبها الأصفاد الوثاق. قال مجاهد {الصافنات} صفن الفرس رفع إحدى رجليه حتى تكون على طرف الحافر. {الجياد} السراع. {جسدا} شيطانا. {رخاء} طيبة، {حيث أصاب} حيث شاء. {فامنن} أعط. {بغير حساب} بغير حرج.
3460 ـ حدثني محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم " إن عفريتا من الجن تفلت البارحة ليقطع على صلاتي، فأمكنني الله منه، فأخذته، فأردت أن أربطه على سارية من سواري المسجد حتى تنظروا إليه كلكم فذكرت دعوة أخي سليمان رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي. فرددته خاسئا ". عفريت متمرد من إنس أو جان، مثل زبنية جماعتها الزبانية.
3461 ـ حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " قال سليمان بن داود لأطوفن الليلة على سبعين امرأة تحمل كل امرأة فارسا يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه إن شاء الله. فلم يقل، ولم تحمل شيئا إلا واحدا ساقطا إحدى شقيه ". فقال النبي صلى الله عليه وسلم " لو قالها لجاهدوا في سبيل الله ". قال شعيب وابن أبي الزناد " تسعين ". وهو أصح.
3462 ـ حدثني عمر بن حفص، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، حدثنا إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر ـ رضى الله عنه ـ قال قلت يا رسول الله. أى مسجد وضع أول قال " المسجد الحرام ". قلت ثم أى قال " ثم المسجد الأقصى ". قلت كم كان بينهما قال " أربعون ". ثم قال " حيثما أدركتك الصلاة فصل، والأرض لك مسجد ".
3463 ـ حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، حدثنا أبو الزناد، عن عبد الرحمن، حدثه أنه، سمع أبا هريرة ـ رضى الله عنه ـ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا، فجعل الفراش وهذه الدواب تقع في النار ".
3464 ـ وقال " كانت امرأتان معهما ابناهما جاء الذئب فذهب بابن إحداهما، فقالت صاحبتها إنما ذهب بابنك. وقالت الأخرى إنما ذهب بابنك. فتحاكمتا إلى داود، فقضى به للكبرى فخرجتا على سليمان بن داود فأخبرتاه. فقال ائتوني بالسكين أشقه بينهما. فقالت الصغرى لا تفعل يرحمك الله، هو ابنها. فقضى به للصغرى ". قال أبو هريرة والله إن سمعت بالسكين إلا يومئذ، وما كنا نقول إلا المدية.
44 ـ باب قول الله تعالى {ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله} إلى قوله {إن الله لا يحب كل مختال فخور}
{ولا تصعر} الإعراض بالوجه.
3465 ـ حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال لما نزلت {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أينا لم يلبس إيمانه بظلم فنزلت {لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم }
3466 ـ حدثني إسحاق، أخبرنا عيسى بن يونس، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله ـ رضى الله عنه ـ قال لما نزلت {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} شق ذلك على المسلمين، فقالوا يا رسول الله، أينا لا يظلم نفسه قال " ليس ذلك، إنما هو الشرك، ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه {يا بنى لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم }".
45 ـ باب {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية} الآية
{فعززنا} قال مجاهد شددنا. وقال ابن عباس {طائركم} مصائبكم.
46 ـ باب قول الله تعالى {ذكر رحمة ربك عبده زكرياء * إذ نادى ربه نداء خفيا * قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا} إلى قوله {لم نجعل له من قبل سميا}
قال ابن عباس مثلا. يقال رضيا مرضيا عتيا عصيا يعتو {قال رب أنى يكون لي غلام} إلى قوله {ثلاث ليال سويا} ويقال صحيحا، {فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا} {فأوحى} فأشار {يا يحيى خذ الكتاب بقوة} إلى قوله {ويوم يبعث حيا} {حفيا} لطيفا {عاقرا} الذكر والأنثى سواء.
3467 ـ حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا همام بن يحيى، حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أسري " ثم صعد حتى أتى السماء الثانية فاستفتح، قيل من هذا قال جبريل. قيل ومن معك قال محمد. قيل وقد أرسل إليه قال نعم. فلما خلصت، فإذا يحيى وعيسى وهما ابنا خالة. قال هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما. فسلمت فردا ثم قالا مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ".
47 ـ باب قول الله تعالى {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا} {إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة}. {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين} إلى قوله {يرزق من يشاء بغير حساب}
قال ابن عباس وآل عمران المؤمنون من آل إبراهيم، وآل عمران، وآل ياسين، وآل محمد صلى الله عليه وسلم يقول {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه} وهم المؤمنون، ويقال آل يعقوب، أهل يعقوب. فإذا صغروا {آل} ثم ردوه إلى الأصل قالوا أهيل.
3468 ـ حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال حدثني سعيد بن المسيب، قال قال أبو هريرة ـ رضى الله عنه ـ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد، فيستهل صارخا من مس الشيطان، غير مريم وابنها ". ثم يقول أبو هريرة {وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم }.
48 ـ باب {وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين} {يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين * ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون} يقال يكفل يضم، كفلها ضمها، مخففة ليس من كفالة الديون وشبهها
3469 ـ حدثني أحمد بن أبي رجاء، حدثنا النضر، عن هشام، قال أخبرني أبي قال، سمعت عبد الله بن جعفر، قال سمعت عليا ـ رضى الله عنه ـ يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " خير نسائها مريم ابنة عمران، وخير نسائها خديجة ".
49 ـ باب قوله تعالى {إذ قالت الملائكة يا مريم} إلى قوله {فإنما يقول له كن فيكون} {يبشرك} ويبشرك واحد {وجيها} شريفا. وقال إبراهيم المسيح الصديق. وقال مجاهد الكهل الحليم، والأكمه من يبصر بالنهار ولا يبصر بالليل. وقال غيره من يولد أعمى.
3470 ـ حدثنا آدم، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال سمعت مرة الهمداني، يحدث عن أبي موسى الأشعري ـ رضى الله عنه ـ قال قال النبي صلى الله عليه وسلم " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون ".
3471 ـ وقال ابن وهب أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال حدثني سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " نساء قريش خير نساء ركبن الإبل، أحناه على طفل، وأرعاه على زوج في ذات يده ". يقول أبو هريرة على إثر ذلك ولم تركب مريم بنت عمران بعيرا قط. تابعه ابن أخي الزهري وإسحاق الكلبي عن الزهري.
50 ـ باب قوله {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا}
قال أبو عبيد {كلمته} كن فكان، وقال غيره {وروح منه} أحياه فجعله روحا، {ولا تقولوا ثلاثة}.
3472 ـ حدثنا صدقة بن الفضل، حدثنا الوليد، عن الأوزاعي، قال حدثني عمير بن هانئ، قال حدثني جنادة بن أبي أمية، عن عبادة ـ رضى الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته، ألقاها إلى مريم، وروح منه، والجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ". قال الوليد حدثني ابن جابر عن عمير عن جنادة وزاد " من أبواب الجنة الثمانية، أيها شاء ".
51 ـ باب {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها}
نبذناه ألقيناه. اعتزلت {شرقيا} مما يلي الشرق {فأجاءها} أفعلت من جئت، ويقال ألجأها اضطرها. {تساقط} تسقط {قصيا} قاصيا {فريا} عظيما. قال ابن عباس {نسيا} لم أكن شيئا. وقال غيره النسى الحقير. وقال أبو وائل علمت مريم أن التقي ذو نهية حين قالت {إن كنت تقيا}.
3473 ـ قال وكيع عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء، {سريا} نهر صغير بالسريانية.
3474 ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا جرير بن حازم، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة عيسى، وكان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج، كان يصلي، فجاءته أمه فدعته، فقال أجيبها أو أصلي. فقالت اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات. وكان جريج في صومعته، فتعرضت له امرأة وكلمته فأبى، فأتت راعيا، فأمكنته من نفسها فولدت غلاما، فقالت من جريج. فأتوه فكسروا صومعته، وأنزلوه وسبوه، فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام فقال من أبوك يا غلام قال الراعي. قالوا نبني صومعتك من ذهب. قال لا إلا من طين. وكانت امرأة ترضع ابنا لها من بني إسرائيل، فمر بها رجل راكب ذو شارة، فقالت اللهم اجعل ابني مثله. فترك ثديها، وأقبل على الراكب فقال اللهم لا تجعلني مثله. ثم أقبل على ثديها يمصه ـ قال أبو هريرة كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يمص إصبعه ـ ثم مر بأمة فقالت اللهم لا تجعل ابني مثل هذه. فترك ثديها فقال اللهم اجعلني مثلها. فقالت لم ذاك فقال الراكب جبار من الجبابرة، وهذه الأمة يقولون سرقت زنيت. ولم تفعل ".
3475 ـ حدثني إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام، عن معمر،. حدثني محمود، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، قال أخبرني سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليلة أسري به لقيت موسى ـ قال فنعته ـ فإذا رجل ـ حسبته قال ـ مضطرب رجل الرأس، كأنه من رجال شنوءة ـ قال ـ ولقيت عيسى ـ فنعته النبي صلى الله عليه وسلم فقال ـ ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس ـ يعني الحمام ـ ورأيت إبراهيم، وأنا أشبه ولده به ـ قال ـ وأتيت بإناءين أحدهما لبن والآخر فيه خمر، فقيل لي خذ أيهما شئت. فأخذت اللبن فشربته، فقيل لي هديت الفطرة، أو أصبت الفطرة، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك ".
3476 ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا إسرائيل، أخبرنا عثمان بن المغيرة، عن مجاهد، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال قال النبي صلى الله عليه وسلم " رأيت عيسى وموسى وإبراهيم، فأما عيسى فأحمر جعد عريض الصدر، وأما موسى فآدم جسيم سبط كأنه من رجال الزط ".
3477 ـ حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا أبو ضمرة، حدثنا موسى، عن نافع، قال عبد الله ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يوما بين ظهرى الناس المسيح الدجال، فقال " إن الله ليس بأعور، ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية ".
3478 ـ " وأراني الليلة عند الكعبة في المنام، فإذا رجل آدم كأحسن ما يرى من أدم الرجال، تضرب لمته بين منكبيه، رجل الشعر، يقطر رأسه ماء، واضعا يديه على منكبى رجلين وهو يطوف بالبيت. فقلت من هذا فقالوا هذا المسيح ابن مريم. ثم رأيت رجلا وراءه جعدا قططا أعور عين اليمنى كأشبه من رأيت بابن قطن، واضعا يديه على منكبى رجل، يطوف بالبيت، فقلت من هذا قالوا المسيح الدجال ". تابعه عبيد الله عن نافع.
3479 ـ حدثنا أحمد بن محمد المكي، قال سمعت إبراهيم بن سعد، قال حدثني الزهري، عن سالم، عن أبيه،، قال لا والله ما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعيسى أحمر، ولكن قال " بينما أنا نائم أطوف بالكعبة، فإذا رجل آدم سبط الشعر، يهادى بين رجلين، ينطف رأسه ماء أو يهراق رأسه ماء فقلت من هذا قالوا ابن مريم، فذهبت ألتفت، فإذا رجل أحمر جسيم، جعد الرأس، أعور عينه اليمنى، كأن عينه عنبة طافية. قلت من هذا قالوا هذا الدجال. وأقرب الناس به شبها ابن قطن ". قال الزهري رجل من خزاعة هلك في الجاهلية.
3480 ـ حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال أخبرني أبو سلمة، أن أبا هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " أنا أولى الناس بابن مريم، والأنبياء أولاد علات، ليس بيني وبينه نبي ".
3481 ـ حدثنا محمد بن سنان، حدثنا فليح بن سليمان، حدثنا هلال بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد ".
3482 ـ وقال إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3483 ـ وحدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " رأى عيسى ابن مريم رجلا يسرق، فقال له أسرقت قال كلا والله الذي لا إله إلا هو. فقال عيسى آمنت بالله وكذبت عيني ".
3484 ـ حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، قال سمعت الزهري، يقول أخبرني عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، سمع عمر ـ رضى الله عنه ـ يقول على المنبر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا عبد الله ورسوله ".
3485 ـ حدثنا محمد بن مقاتل، أخبرنا عبد الله، أخبرنا صالح بن حى، أن رجلا، من أهل خراسان قال للشعبي. فقال الشعبي أخبرني أبو بردة عن أبي موسى الأشعري ـ رضى الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا أدب الرجل أمته فأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها، كان له أجران، وإذا آمن بعيسى ثم آمن بي، فله أجران، والعبد إذا اتقى ربه وأطاع مواليه، فله أجران ".
3486 ـ حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان، عن المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تحشرون حفاة عراة غرلا، ثم قرأ {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين} فأول من يكسى إبراهيم، ثم يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال فأقول أصحابي فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصالح عيسى ابن مريم {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شىء شهيد} إلى قوله {العزيز الحكيم}". قال محمد بن يوسف ذكر عن أبي عبد الله عن قبيصة قال هم المرتدون الذين ارتدوا على عهد أبي بكر، فقاتلهم أبو بكر ـ رضى الله عنه.
52 ـ باب نزول عيسى ابن مريم عليهما السلام
3487 ـ حدثنا إسحاق، أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، أن سعيد بن المسيب، سمع أبا هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها ". ثم يقول أبو هريرة واقرءوا إن شئتم {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا}.
3488 ـ حدثنا ابن بكير، حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن نافع، مولى أبي قتادة الأنصاري أن أبا هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم ". تابعه عقيل والأوزاعي.
بسم الله الرحمن الرحيم
53 ـ باب ما ذكر عن بني إسرائيل
3489 ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عوانة، حدثنا عبد الملك، عن ربعي بن حراش، قال قال عقبة بن عمرو لحذيفة ألا تحدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني سمعته يقول " إن مع الدجال إذا خرج ماء ونارا، فأما الذي يرى الناس أنها النار فماء بارد، وأما الذي يرى الناس أنه ماء بارد فنار تحرق، فمن أدرك منكم فليقع في الذي يرى أنها نار، فإنه عذب بارد ".
3490 ـ قال حذيفة وسمعته يقول " إن رجلا كان فيمن كان قبلكم أتاه الملك ليقبض روحه فقيل له هل عملت من خير قال ما أعلم، قيل له انظر. قال ما أعلم شيئا غير أني كنت أبايع الناس في الدنيا وأجازيهم، فأنظر الموسر، وأتجاوز عن المعسر. فأدخله الله الجنة ".
3491 ـ فقال وسمعته يقول " إن رجلا حضره الموت، فلما يئس من الحياة أوصى أهله إذا أنا مت فاجمعوا لي حطبا كثيرا وأوقدوا فيه نارا حتى إذا أكلت لحمي، وخلصت إلى عظمي، فامتحشت، فخذوها فاطحنوها، ثم انظروا يوما راحا فاذروه في اليم. ففعلوا، فجمعه فقال له لم فعلت ذلك قال من خشيتك. فغفر الله له ". قال عقبة بن عمرو، وأنا سمعته يقول ذاك، وكان نباشا.
3492 ـ حدثني بشر بن محمد، أخبرنا عبد الله، أخبرني معمر، ويونس، عن الزهري، قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله، أن عائشة، وابن، عباس رضى الله عنهم قالا لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة على وجهه، فإذا اغتم كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك " لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ". يحذر ما صنعوا.
3493 ـ حدثني محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن فرات القزاز، قال سمعت أبا حازم، قال قاعدت أبا هريرة خمس سنين، فسمعته يحدث، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون. قالوا فما تأمرنا قال فوا ببيعة الأول فالأول، أعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم ".
3494 ـ حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا أبو غسان، قال حدثني زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد ـ رضى الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه ". قلنا يا رسول الله، اليهود والنصارى قال " فمن ".
3495 ـ حدثنا عمران بن ميسرة، حدثنا عبد الوارث، حدثنا خالد، عن أبي قلابة، عن أنس ـ رضى الله عنه ـ قال ذكروا النار والناقوس، فذكروا اليهود والنصارى، فأمر بلال أن يشفع الأذان وأن يوتر الإقامة.
3496 ـ حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة ـ رضى الله عنها كانت تكره أن يجعل {المصلي} يده في خاصرته وتقول إن اليهود تفعله. تابعه شعبة عن الأعمش.
3497 ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث، عن نافع، عن ابن عمر ـ رضى الله عنهما ـ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم ما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس، وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا فقال من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط فعملت اليهود إلى نصف النهار على قيراط قيراط، ثم قال من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط فعملت النصارى من نصف النهار إلى صلاة العصر، على قيراط قيراط، ثم قال من يعمل لي من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين ألا فأنتم الذين يعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين، ألا لكم الأجر مرتين، فغضبت اليهود والنصارى، فقالوا نحن أكثر عملا وأقل عطاء، قال الله هل ظلمتكم من حقكم شيئا قالوا لا. قال فإنه فضلي أعطيه من شئت ".
3498 ـ حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن طاوس، عن ابن عباس، قال سمعت عمر ـ رضى الله عنه ـ يقول قاتل الله فلانا، ألم يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم، فجملوها فباعوها ". تابعه جابر وأبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
3499 ـ حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد، أخبرنا الأوزاعي، حدثنا حسان بن عطية، عن أبي كبشة، عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".
3500 ـ حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال حدثني إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، قال قال أبو سلمة بن عبد الرحمن إن أبا هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن اليهود والنصارى لا يصبغون، فخالفوهم ".
3501 ـ حدثني محمد، قال حدثني حجاج، حدثنا جرير، عن الحسن، حدثنا جندب بن عبد الله، في هذا المسجد، وما نسينا منذ حدثنا، وما نخشى أن يكون جندب كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح، فجزع فأخذ سكينا فحز بها يده، فما رقأ الدم حتى مات، قال الله تعالى بادرني عبدي بنفسه، حرمت عليه الجنة ".
54 ـ باب حديث أبرص وأعمى وأقرع في بني إسرائيل
3502 ـ حدثني أحمد بن إسحاق، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا همام، حدثنا إسحاق بن عبد الله، قال حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة، أن أبا هريرة، حدثه أنه، سمع النبي صلى الله عليه وسلم ح وحدثني محمد، حدثنا عبد الله بن رجاء، أخبرنا همام، عن إسحاق بن عبد الله، قال أخبرني عبد الرحمن بن أبي عمرة، أن أبا هريرة ـ رضى الله عنه ـ حدثه أنه، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى بدا لله أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكا، فأتى الأبرص. فقال أى شىء أحب إليك قال لون حسن وجلد حسن، قد قذرني الناس. قال فمسحه، فذهب عنه، فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا. فقال أى المال أحب إليك قال الإبل ـ أو قال البقر هو شك في ذلك، إن الأبرص والأقرع، قال أحدهما الإبل، وقال الآخر البقر ـ فأعطي ناقة عشراء. فقال يبارك لك فيها. وأتى الأقرع فقال أى شىء أحب إليك قال شعر حسن، ويذهب عني هذا، قد قذرني الناس. قال فمسحه فذهب، وأعطي شعرا حسنا. قال فأى المال أحب إليك قال البقر. قال فأعطاه بقرة حاملا، وقال يبارك لك فيها. وأتى الأعمى فقال أى شىء أحب إليك قال يرد الله إلى بصري، فأبصر به الناس. قال فمسحه، فرد الله إليه بصره. قال فأى المال أحب إليك قال الغنم. فأعطاه شاة والدا، فأنتج هذان، وولد هذا، فكان لهذا واد من إبل، ولهذا واد من بقر، ولهذا واد من الغنم. ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال رجل مسكين، تقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلغ عليه في سفري. فقال له إن الحقوق كثيرة. فقال له كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله فقال لقد ورثت لكابر عن كابر. فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت، وأتى الأقرع في صورته وهيئته، فقال له مثل ما قال لهذا، فرد عليه مثل ما رد عليه هذا فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت. وأتى الأعمى في صورته فقال رجل مسكين وابن سبيل وتقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ اليوم إلا بالله، ثم بك أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري. فقال قد كنت أعمى فرد الله بصري، وفقيرا فقد أغناني، فخذ ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم بشىء أخذته لله. فقال أمسك مالك، فإنما ابتليتم، فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك ".
55 ـ باب {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم}
(. .) الكهف الفتح في الجبل، والرقيم الكتاب. مرقوم مكتوب من الرقم {ربطنا على قلوبهم} ألهمناهم صبرا {شططا} إفراطا، الوصيد الفناء وجمعه وصائد ووصد، ويقال الوصيد الباب {مؤصدة} مطبقة، آصد الباب وأوصد {بعثناهم} أحييناهم {أزكى} أكثر ريعا. فضرب الله على آذانهم، فناموا {رجما بالغيب} لم يستبن. وقال مجاهد {تقرضهم} تتركهم.
56 ـ باب حديث الغار
3503 ـ حدثنا إسماعيل بن خليل، أخبرنا علي بن مسهر، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر ـ رضى الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يمشون إذ أصابهم مطر، فأووا إلى غار، فانطبق عليهم، فقال بعضهم لبعض إنه والله يا هؤلاء لا ينجيكم إلا الصدق، فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه. فقال واحد منهم اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أجير عمل لي على فرق من أرز، فذهب وتركه، وأني عمدت إلى ذلك الفرق فزرعته، فصار من أمره أني اشتريت منه بقرا، وأنه أتاني يطلب أجره فقلت اعمد إلى تلك البقر. فسقها، فقال لي إنما لي عندك فرق من أرز. فقلت له اعمد إلى تلك البقر فإنها من ذلك الفرق، فساقها، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك، ففرج عنا. فانساحت عنهم الصخرة. فقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أبوان شيخان كبيران، فكنت آتيهما كل ليلة بلبن غنم لي، فأبطأت عليهما ليلة فجئت وقد رقدا وأهلي وعيالي يتضاغون من الجوع، فكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواى، فكرهت أن أوقظهما، وكرهت أن أدعهما، فيستكنا لشربتهما، فلم أزل أنتظر حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك، ففرج عنا. فانساحت عنهم الصخرة، حتى نظروا إلى السماء. فقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي ابنة عم من أحب الناس إلى، وأني راودتها عن نفسها فأبت إلا أن آتيها بمائة دينار، فطلبتها حتى قدرت، فأتيتها بها فدفعتها إليها، فأمكنتني من نفسها، فلما قعدت بين رجليها، فقالت اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه. فقمت وتركت المائة دينار، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا. ففرج الله عنهم فخرجوا ".
57 ـ باب (. .)
3504 ـ حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، حدثنا أبو الزناد، عن عبد الرحمن، حدثه أنه، سمع أبا هريرة ـ رضى الله عنه ـ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " بينما امرأة ترضع ابنها إذ مر بها راكب وهى ترضعه، فقالت اللهم لا تمت ابني حتى يكون مثل هذا. فقال اللهم لا تجعلني مثله. ثم رجع في الثدى، ومر بامرأة تجرر ويلعب بها فقالت اللهم لا تجعل ابني مثلها. فقال اللهم اجعلني مثلها. فقال أما الراكب فإنه كافر، وأما المرأة فإنهم يقولون لها تزني. وتقول حسبي الله. ويقولون تسرق. وتقول حسبي الله ".
3505 ـ حدثنا سعيد بن تليد، حدثنا ابن وهب، قال أخبرني جرير بن حازم، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال قال النبي صلى الله عليه وسلم " بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل، فنزعت موقها فسقته، فغفر لها به ".
3506 ـ حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، أنه سمع معاوية بن أبي سفيان،، عام حج على المنبر، فتناول قصة من شعر وكانت في يدى حرسي فقال يا أهل المدينة، أين علماؤكم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن مثل هذه، ويقول " إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذها نساؤهم ".
3507 ـ حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون، وإنه إن كان في أمتي هذه منهم، فإنه عمر بن الخطاب ".
3508 ـ حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن أبي عدي، عن شعبة، عن قتادة، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد ـ رضى الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " كان في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنسانا ثم خرج يسأل، فأتى راهبا فسأله، فقال له هل من توبة قال لا. فقتله، فجعل يسأل، فقال له رجل ائت قرية كذا وكذا. فأدركه الموت فناء بصدره نحوها، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فأوحى الله إلى هذه أن تقربي. وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي. وقال قيسوا ما بينهما. فوجد إلى هذه أقرب بشبر، فغفر له ".
3509 ـ حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح، ثم أقبل على الناس، فقال " بينا رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها فقالت إنا لم نخلق لهذا، إنما خلقنا للحرث ". فقال الناس سبحان الله بقرة تكلم. فقال " فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر ـ وما هما ثم ـ وبينما رجل في غنمه إذ عدا الذئب فذهب منها بشاة، فطلب حتى كأنه استنقذها منه، فقال له الذئب هذا استنقذتها مني فمن لها يوم السبع، يوم لا راعي لها غيري ". فقال الناس سبحان الله ذئب يتكلم. قال " فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر ". وما هما ثم.
3510 ـ وحدثنا علي، حدثنا سفيان، عن مسعر، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
3511 ـ حدثنا إسحاق بن نصر، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال قال النبي صلى الله عليه وسلم " اشترى رجل من رجل عقارا له، فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب، فقال له الذي اشترى العقار خذ ذهبك مني، إنما اشتريت منك الأرض، ولم أبتع منك الذهب. وقال الذي له الأرض إنما بعتك الأرض وما فيها، فتحاكما إلى رجل، فقال الذي تحاكما إليه ألكما ولد قال أحدهما لي غلام. وقال الآخر لي جارية. قال أنكحوا الغلام الجارية، وأنفقوا على أنفسهما منه، وتصدقا ".
3512 ـ حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال حدثني مالك، عن محمد بن المنكدر، وعن أبي النضر، مولى عمر بن عبيد الله عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، أنه سمعه يسأل، أسامة بن زيد ماذا سمعت من، رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطاعون فقال أسامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الطاعون رجس أرسل على طائفة من بني إسرائيل أو على من كان قبلكم، فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه ". قال أبو النضر " لا يخرجكم إلا فرارا منه ".
3513 ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا داود بن أبي الفرات، حدثنا عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون، فأخبرني " أنه عذاب يبعثه الله على من يشاء، وأن الله جعله رحمة للمؤمنين، ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له، إلا كان له مثل أجر شهيد ".
3514 ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة ـ رضى الله عنها أن قريشا، أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت، فقال ومن يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلمه أسامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أتشفع في حد من حدود الله ". ثم قام فاختطب، ثم قال " إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله، لو أن فاطمة ابنة محمد سرقت لقطعت يدها ".
3515 ـ حدثنا آدم، حدثنا شعبة، حدثنا عبد الملك بن ميسرة، قال سمعت النزال بن سبرة الهلالي، عن ابن مسعود ـ رضى الله عنه ـ قال سمعت رجلا، قرأ، وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها فجئت به النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فعرفت في وجهه الكراهية وقال " كلاكما محسن، ولا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا ".
3516 ـ حدثنا عمر بن حفص، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، قال حدثني شقيق، قال عبد الله كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول " اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ".
3517 ـ حدثنا أبو الوليد، حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن عقبة بن عبد الغافر، عن أبي سعيد ـ رضى الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم " أن رجلا كان قبلكم رغسه الله مالا فقال لبنيه لما حضر أى أب كنت لكم قالوا خير أب. قال فإني لم أعمل خيرا قط، فإذا مت فأحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في يوم عاصف. ففعلوا، فجمعه الله عز وجل، فقال ما حملك قال مخافتك. فتلقاه برحمته ".
3518 ـ وقال معاذ حدثنا شعبة، عن قتادة، سمعت عقبة بن عبد الغافر، سمعت أبا سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
3519 ـ حدثنا مسدد، حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، قال قال عقبة لحذيفة ألا تحدثنا ما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم. قال سمعته يقول " إن رجلا حضره الموت، لما أيس من الحياة، أوصى أهله إذا مت فاجمعوا لي حطبا كثيرا، ثم أوروا نارا حتى إذا أكلت لحمي، وخلصت إلى عظمي، فخذوها فاطحنوها، فذروني في اليم في يوم حار أو راح. فجمعه الله، فقال لم فعلت قال خشيتك. فغفر له ". قال عقبة وأنا سمعته يقول. حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك وقال " في يوم راح ".
3520 ـ حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " كان الرجل يداين الناس، فكان يقول لفتاه إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه، لعل الله أن يتجاوز عنا. قال فلقي الله فتجاوز عنه ".
3521 ـ حدثني عبد الله بن محمد، حدثنا هشام، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " كان رجل يسرف على نفسه، فلما حضره الموت قال لبنيه إذا أنا مت فأحرقوني ثم اطحنوني ثم ذروني في الريح، فوالله لئن قدر على ربي ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا. فلما مات فعل به ذلك، فأمر الله الأرض، فقال اجمعي ما فيك منه. ففعلت فإذا هو قائم، فقال ما حملك على ما صنعت قال يا رب، خشيتك. فغفر له ". وقال غيره " مخافتك يا رب ".
3522 ـ حدثني عبد الله بن محمد بن أسماء، حدثنا جويرية بن أسماء، عن نافع، عن عبد الله بن عمر ـ رضى الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ".
3523 ـ حدثنا أحمد بن يونس، عن زهير، حدثنا منصور، عن ربعي بن حراش، حدثنا أبو مسعود، عقبة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة، إذا لم تستحي فافعل ما شئت ".
3524 ـ حدثنا آدم، حدثنا شعبة، عن منصور، قال سمعت ربعي بن حراش، يحدث عن أبي مسعود، قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستحي فاصنع ما شئت ".
3525 ـ حدثنا بشر بن محمد، أخبرنا عبيد الله، أخبرنا يونس، عن الزهري، أخبرني سالم، أن ابن عمر، حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خسف به، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة ". تابعه عبد الرحمن بن خالد عن الزهري.
3526 ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب، قال حدثني ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بيد كل أمة أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتينا من بعدهم، فهذا اليوم الذي اختلفوا، فغدا لليهود وبعد غد للنصارى ".
3527 ـ "على كل مسلم فى كل سبعة أيام يوم يغسل رأسه وجسده"
3528 ـ حدثنا آدم، حدثنا شعبة، حدثنا عمرو بن مرة، سمعت سعيد بن المسيب، قال قدم معاوية بن أبي سفيان المدينة آخر قدمة قدمها، فخطبنا فأخرج كبة من شعر فقال ما كنت أرى أن أحدا يفعل هذا غير اليهود، وإن النبي صلى الله عليه وسلم سماه الزور ـ يعني الوصال في الشعر. تابعه غندر عن شعبة.