أعْدَدْتُ يا حبيبتي حقائبَ السفرْ
|
وهذه الأوراقُ والجوازُ والتذاكرْ
|
وجئتُ للتوديع ِ ..... إنهُ الفراقْ
|
لأنني قبلَِ طلوع ِالشمسِ ِمن هنا مسافرْ
|
وبعد هذا اليوم ِلا تـَرَيْنَ صورتي
|
و سوف لن أراكِ
|
العيشُ كيفَ العيشُ دونَ أنْ أراكِ ؟
|
سأحسُبُ النجومَ في نهاري
|
وتحسُبين الليلَ كلَّ الليلِ ِ بانتظاري
|
وأََسمعُ البكاءَ من بعيدْ !!
|
وأسمعُ الغناءَ في بني سعيدْ !!
|
العيشُ ... كيف العيشُ دونَما أ ُريدْ ؟
|
وأسمعُ الديكَ هناك فوقَ بيتِنا يصيحُ منْْْ بعيدْ
|
الديكُ حينما يصيحُ ينتهي الظلامْ ...
|
ويبدأ ُ النهارُ يدخلُ السماءَ من جديدْ
|
اللهْ .... لو يعودُ للسماءِ وجهُهَا القديمْ
|
اللهْ ....لو يَرُدُّ كوخُنا المملوءُ بالمياهْ
|
اللهْ ....لو يزوُرني في غربتي القـَصَبْ
|
الله ْ..... لو أرُدُّ أزرَعُ النخيلْ
|
وأَجْمعُ الأخشابَ للشتاءِ والحَطَبْ
|
وكان حيثُ يحضرُ الشتاءْ
|
يَجْمَعُنا مَضيفـُنا بالشاي والدّخانِ ِ واللـّهَبْ
|
الله ْ....كم أحنُّ للمَضيفْ
|
مَضيفـُنا مصيفٌ ليس بعدهُ مصيفْ
|
والآنَ بعدَ الآن ِ ليسَ لي شتاءْ
|
وليسَ لي ديكٌ يصيحُ في المَساءْ
|
لقدْ رَحَـلـْتُ دونَ أنْ أقولَ يا حبيبتي.....
|
إلى اللّقاءْ
|
لأنّ مَنْ ُيحِبُّ لا يعودُ للوراءْ
|
حبيبتي .... والحبُّ بعدَ الله ِ والعراق ِ للعراقْ
|
ماذا أقولُ هلْ أقولُ إنهُ الفراقْ ؟
|
وهلْ أقولُ إنهُ القدَرْ ؟
|
لو إنني الآنَ هناك في العراق ِأكنسُ الرصيفْ
|
وأغسلُ الشجرْ
|
لو أنني الآنَ هناكَ ألثـُمُ الترابْ
|
وأنْحَني لو يسقـُـطُ المطرْ
|
لو أنني الآنَ هناكَ أشربُ السمومْ
|
وآكلُ الحَجَرْ
|
لو أنني الآنَ هناكَ أحرسُ الحدودْ
|
واحرسُ البيوتَ والشجرْ
|
الله ْ.... لو أعودُ للعراق ِ أوْ يزورُني العراقْ
|
لَكنتُ أذبحُ الحبيبَ .... ابنَنا الوحيدْ
|
الله ْ....لو تزوُرني سحابة ٌ مَرّتْ على العراق ِ
|
من بعيدْ
|
الله ْ.....لو يزورني طيرٌ من العراقْ
|
الله ْ....لو يزوُرني كلبٌ من العراقْ
|
لَكنتُ قدّمْتُ لهُ رأسي على طبقْ
|
لَكنتُ قدّمتُ لهُ قلبي الذي أ صبحَ منْ ورَقَْ
|
قلبي الذي قدْ أحرقَ الأوراقَ واحترقْ !
|
لو أنني أطيرُ في السماءِ ... لو معي جناحْ
|
لو أنها تحمِلـُني إلى العراق ِ في هبوبـِها الرِّياحْ
|
لو أنني أطيرُ .........آهٍ .......... لو أنا أطيرْ
|
والوقتُ لو يموتُ قبلَ لحظةِ المصيرْ
|
الوقتُ لو ينامُ لو يطولُ قبلَ أنْ يصيرَ موعدُ السفرْ
|
الحبُّ : أنْ يرُدّ َكَ الحنينُ للحبيبْ
|
وأ َنْ تجُرَّ كلَّ خيطٍ فيكَ زحمة ُ الصورْ
|
الحبُّ : أنْ تموتَ دونَما الحبيبْ
|
أو أنْ تعيشَ دونما بصرْ
|
هذا أنا يا أيها الحبيبْ
|
أعيشُ باقي العمرِ دونَما بصرْ
|
ودونَما ضياءْ
|
هذا أنا أنامُ في الشتاءِ دونَما غطاءْ
|
هذا أنا أموتُ كلَّ يوم ٍ حسرةََ َ اللقاءْ
|
أذوقُ كلَّ يوم ٍ بَعْدَكـُمْ مرارة َ الجفاءْ
|
وأسمعُ الديكَ هناكَ فوقَ بيتِنا يصيحُ منْ بعيدْ
|
الديكُ حينَما يصيحُ ينتهي الظلامْ
|
ويبدأ ُالنهارُ يدخلُ السماءَ منْ جديدْ
|